إن العالم منذ بداية القرن الواحد والعشرين وهو فيه تسارع وتطور في شتى المجالات، فالتنافس بين الدول هو إحدى ركائز القيادة والتربع بين العالم، فعندما تقارن ما كانت عليه الصحة من ذي قبل، كانت الناس تفارق الحياة لأجل أمراض لم يكن لها علاج، وفي طلب الرزق يتنقل الناس بين البلدان بحثاً عن سد الجوع والتجارة والمرابحة، وفي التعليم كان التحدي في إيجاد المعلم الحاذق، وغيرها من تحديات العصر الغابر، ومع التقدم العلمي والعملي تحسنت جودة الحياة في الصحة والتعليم والاقتصاد والصناعة وغيرها من المرتكزات الرئيسة لكل بلد، بل وأصبح العالم وكأنه في قرية من شبكة التواصل والسلاسل والإمداد، ومنذ بزوغ فجر دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي وضع لبنة التغيير والتنمية وتحسين جودة الحياة لكل من يعيش في هذه البلاد المباركة، وتلك اللبنة حجر الأساس تتابع من بعده من أبنائه البررة في التشييد والبناء والتنمية في شتى المجالات، ففي كل عهد ملك نلمس تلك التحسينات ونراها قد انعكست على الوطن، فقد عشنا تلك اللحظات الجميلة في التنمية وكنا نفخر أننا نعيش في هذا الوطن البناء، وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز انطلقت رؤية المملكة 2030 في عام 2016 وكانت طموحة ومبنية على منهجية وأسس علمية قد امتزجت بأشكال متنوعة من أدوات التخطيط، كان السؤال يدور في عقول الشعب، هذه الرؤية الطموحة هل يمكن أن نصل لها فهي أشبه بالحلم، ولكن عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أخذ على عاتقه تلك الرؤية التي سوف تكمل تحسين جودة الحياة، ولكنها بشكل ومذاق مختلف، ويختصر حقبة من الزمن، انطلقت تلك الرؤية بتوكل على الله وسؤاله التوفيق في كل وقت وحين، وفي بضع سنوات تخرج التقارير الدورية وتطل علينا بنجاحات المبهرة في وقت وجيز، قرأت تقارير الرؤية فما عُمل في السنوات الماضية، لهو أشبه بالحلم في التقدم في جميع المجالات والمرتكزات الرئيسة! مجتمع حيوي، وطن طموح، اقتصاد مزدهر، والمملكة أصبح لها وضعها السياسي العالمي، والكل يضعها في الحسبان والاحترام والتقدير، ومع مضي ما يقارب نصف المدة ونرى تلك النجاحات والقفزات والحلم يتحقق، فماذا ستكون مملكتنا في العقود القادمة وهي في صعود في النمو والتنمية، ما نراه اليوم من منافسة عالمية وتقدم في التعليم والصحة والصناعة والاقتصاد والبيئة والتقنية لهو فخر لنا جميعاً، فالأجيال المقبلة -بإذن الله- سوف تعيش عصراً استثنائياً وسوف تكون جودة الحياة أكثر زهواً وجمالاً، فالحمد لله الذي يسر لنا هذا فهو الكريم المنعم، ونسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، فهم قادتنا في التغيير وحل القضايا على المستوى المحلي والدولي، ويمدون يد السلام مع كل محتاج، ويرون أن كل إنسان على هذه الأرض من حقه أن يعيش حياة كريمة، ويؤمنون بأن التنمية هي أساس قيام الدول وتحسن معيشتها، والشكر أجزله لشعبنا العظيم الذي همته مثل جبل طويق لا تنكسر، فهم لبنات التغيير والتطوير، فالحمد لله أولاً وآخراً.