في خطوة متميزة تجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، نجحت الفنانة والمدربة أمل سويدي في إعادة إحياء فن السدو التراثي بأسلوب عصري يُجاري توجهات الأزياء والديكور الحديث، مع الحفاظ على أصالته وجذوره الثقافية. وتُعد حرفة السدو من الفنون اليدوية التقليدية التي اشتهرت بها مناطق المملكة، وتعتمد على نسج الصوف بخيوط ملونة ونقوش مستوحاة من البيئة البدوية، وقد بدأت علاقة أمل مع هذا الفن منذ الصغر، حين كانت تمارس الأعمال اليدوية في المرحلة الابتدائية بشغف واضح، حيث تقول: منذُ كنت صغيرة، كنت استمتع بالأعمال الفنية التي تُطلب منا في المدرسة. كنت أمارسها بإتقان، ومنذ ذلك الحين شعرت أن لدي ميولًا قوية للحرف اليدوية، خاصة السدو والتطريز والسجاد. هذا الشغف لم يتوقف عند حدود الهواية، بل دفعها إلى تطوير نفسها من خلال الاطلاع والتغذية البصرية، ثم الالتحاق بالدورات التدريبية التي عمّقت خبرتها التقنية والفنية، ومع مرور الوقت، تحوّلت هذه الموهبة إلى مسار مهني، حيث أصبحت أمل مدربة معتمدة في فن السدو، تنقل خبرتها للآخرين وتسهم في تجديد هذا الفن العريق. وتحكي أمل عن قصتها: ما أقوم به ليس فقط تطويراً بصرياً، بل هو تجديد في المفهوم والوظيفة، حيث أصبح السدو جزءًا من ديكور المنازل الحديثة، وحتى عنصراً في تصاميم الأزياء التي تستهوي الشباب. وتُبرز أمل في أعمالها دمج الألوان العصرية والنقوش الجريئة مع روح السدو التقليدي، ما جعل تصاميمها تلقى ترحيبًا واسعًا في المعارض والفعاليات المهتمة بالفنون والتراث، وساعدها على تحويل السدو من مجرد مفردة تراثية إلى منتج فني معاصر ينافس في الأسواق المحلية والعالمية. هذا التوجه الإبداعي لا يكتفي بالحفاظ على التراث فحسب، بل يسهم في استدامة الحرف اليدوية وإدماجها في الاقتصاد الإبداعي، دعمًا لرؤية 2030 التي تُولي الثقافة والتراث دورًا محوريًا في بناء المستقبل.