انطلاق منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي يعكس التزام البلدين بتعزيز العلاقات الاستراتيجية    تحالف بين "مدينة مصر" و"وهيج العقارية" يطلق "سيتي دوم" ويبدأ أولى خطواته لدراسة الاستحواذ على قطعة أرض في مخطط الجنادرية    فصل جديد للعلاقات السعودية-الامريكية    ولي العهد يشّرف حفل العشاء المقام في البيت الأبيض    القيادة تهنئ أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده    15 جهة تشارك في فعالية "بنكرياس .. حنا نوعي الناس"    صندوق واحة النخيل يوقع اتفاقية بقيمة 741 مليون ريال لتطوير مشروع متعدد الاستخدامات بجانب مستشفى دله النخيل    الأسهم الآسيوية تتراجع مع ضغوط التكنولوجيا    الرئيس الأميركي يعلن تصنيف المملكة ضمن قائمة "الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو"    تعليم الأحساء يبدأ رحلة نقل 43 مدرسة متقدمة إلى " التميّز"    المنتدى السعودي للإعلام يوقّع اتفاقية مع وكالة أسوشيتد برس لتعزيز التعاون الدولي الإعلامي    تطويره بتقنيات الذكاء الاصطناعي .. مصيباح: تطبيق «توكلنا» يصل ل1100 خدمة بكفاءة عالية    حرس الحدود يضبط 4 من مخالفي الصيد البحري    أخضر التايكوندو يتألق في دولية قطر    أزمة بين سان جيرمان ومبابي بسبب عرض الهلال    قبل مواجهة الفتح في روشن.. الغيابات .. صداع يؤرق إنزاجي    قوة دولية و«مجلس سلام» وتمهيد لمسار دولة فلسطينية.. مجلس الأمن يقر الخطة الأمريكية بشأن غزة    «معاقبة بالتمارين» تقتل طالبة هندية    يستعين بكرسي متحرك لسرقة متجر    طفل خدع جارته واستنفر الشرطة    زيلينسكي يطرح «حلولاً مطورة».. موسكو ترفض المشاركة في مفاوضات إسطنبول    الملحق الثقافي السعودي في أمريكا: 14,037 مبتعثاً يعززون الاستثمار في رأس المال البشري    وسط انخراط إقليمي ودعم روسي.. إيران تتحرك لاحتواء التوتر بين كابل وإسلام آباد    «الكشافة» تعزز أهدافها التربوية والمجتمعية في أبوظبي    نحو تفعيل منصة صوت المواطن    أمير الرياض يطلع على أعمال محكمة الاستئناف.. ويعزي ابن لبده    سعود بن بندر: القطاع غير الربحي يحظى بعناية ورعاية من القيادة    نظرية داروين وعلاقتها بأزلية العالم    الترجمة في السياق الديني بين مصطلحات الشرع والفلسفة    حي البجيري    جلوي بن عبدالعزيز يشيد بجهود تحقيق الأمن المائي    الفيفا يوقف 7 لاعبين مجنسين من المنتخب الماليزي    العزلة الرقمية    الزميل آل هطلاء عضواً بمجلس إدارة جمعية سفراء التراث    ظل بشري أمام الشمس    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تعقدُ لقاءً عاماً مع اللجان العاملة في الميدان ومنظِّمي البطولات    ماستان نادرتان بوزن ضخم    أدوية معروفة تحارب ألزهايمر    استخراج حصوة تزن كلغ من رجل    نستله تضيف السكر للسيريلاك    نائب أمير الرياض يطلق مشروعي تطوير أدلة الإجراءات وجدول الصلاحيات ضمن الخطة الإستراتيجية للإمارة    15% نمو تسجيل العلامات التجارية    إنفيديا ومايكروسوفت تستثمران 15 مليار دولار في «أنثروبيك»    كيف تعزز حضورك الرقمي؟ (3 - 4)    منتخب السعودية يُكرم سالم الدوسري    اتفاق دفاعي وشراكة واستثمارات سعودية أمريكية في كافة المجالات    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من ملك البحرين    الأستاذ أحمد السبعي يقدّم درسًا عمليًا لطلاب الصف الخامس حول الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة    أمير تبوك يرعى حفل تخريج 372 متدربًا من برامج البورد السعودي والدبلومات الصحية    نائب أمير القصيم يطّلع على أبرز الجهود الميدانية والتوعوية لهيئة الأمر بالمعروف في موسم الحج العام الماضي    أمير تبوك يستقبل سفير جمهورية بولندا لدى المملكة    حسن الظن بالله أساس الطمأنينة    محافظ جدة وأمراء يواسون أسرة بن لادن في فقيدتهم سحر    استقبل وزير الحج ونائبه.. المفتي: القيادة حريصة على تيسير النسك لقاصدي الحرمين    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. هيئة التخصصات الصحية تحتفي بتخريج (12.591) خريجًا وخريجة في ديسمبر المقبل    «التخصصي» يعيد بناء شريان أورطي بطُعم من «قلب البقر»    ورحل صاحب صنائع المعروف    برعاية سمو محافظ الطائف افتتاح متنزه الطائف الوطني وإطلاق 12 كائنًا فطريًّا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الرياض» ترصد كواليس فيلم العوجا 17:47 وتحاور صُنّاعه
نشر في الرياض يوم 26 - 07 - 2025

لم تأتِ المشاهدات المليونية لفيلم العوجا 17:47 على المنصات الإعلامية إلا بعد جهود مضنية وحثيثة استمرت زهاء العام، حين أطلقت وزارة الدفاع؛ ممثلة في الإدارة العامة للتواصل الاستراتيجي، وبالتزامن مع ذكرى يوم التأسيس، فيلماً قصيراً وثق قصة بطولية واقعية، استغرق زمنها إحدى وعشرين دقيقة لإنقاذ طاقم جوي
تعرضت طائرتهم المقاتلة من نوع «تورنيدو» لعطل فني مفاجئ أثناء عودتهم من مهمة عملياتية في اليمن، وسقطوا في منطقة جبلية وعرة داخل بيئة معادية. وقد تجاوزت مشاهدات الفيلم أكثر من 40 مليون مشاهدة خلال أيام معدودة، وشارك في إنتاجه أكثر من 700 شخص من تخصصات متعددة، وتحديداً 33 تخصصاً؛ وكانت البداية بعقد سلسلة من الاجتماعات التحضيرية الأسبوعية منذ 26 فبراير 2024 وحتى مطلع العام الجاري، والانتقال إلى عدة مواقع لتنفيذ وتصوير العمل في مدن الرياض وخميس مشيط والدمام.
(الرياض) التقت صناع الفيلم، ورصدت بالكلمة والصورة معاً كواليس
العمل، فكان هذا الحوار..
* في البداية التقينا الأستاذ عبدالرحمن بن سلطان السلطان -المشرف على فريق عمل الفيلم- وسألناه: من الواضح أن الفيلم ليس مجرد عمل درامي فحسب، بل هو رسالة وطنية سامية سطرت بحروف من ذهب شجاعة وتضحيات أبطال القوات المسلحة. حدثنا عن أهداف هذا العمل، وماذا عن البدايات الأولى التي استبقت خطة النشر؟
* بالفعل، لقد جمع العمل بين الواقعية والإبداع السينمائي وفقاً لهدف استراتيجي يتمثل في إيصال هذه الملحمة إلى الأجيال؛ والتي تتناغم بالضرورة مع خطة التواصل الاستراتيجية المعتمدة في وزارة الدفاع، في إلهام الجمهور بالقصص البطولية والملحمية لبسالة وتضحيات منسوبي القوات المسلحة. وجاء العمل متناغماً مع الأهداف الاستراتيجية للتواصل؛ والتي تتمثل فيما يلي: التمكين، لمنسوبي الوزارة من خلال فتح المجال لهم بالتمثيل والتصوير والكتابة والتعبير وخلافه. الإبداع، ويتمثل ذلك في الأسلوب الفني والإبداعي في استنطاق الرجال والبحث عن القصص المناسبة والكتابة والإنتاج والإخراج والتصوير من زوايا جديدة لم تطرق أو تعهد سابقا وفي الحوارات، وكذلك الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تسلِّط الضوء على قضايا مهمة. التأثير، وهو الأثر العميق في نفوس منسوبي الوزارة من مدنيين
وعسكريين وكذلك القطاعات العسكرية الأخرى والمشاهدين عموماً، الذي يدفعهم للتفكير والتأمل في حجم التضحيات التي يقدمها أبطال القوات المسلحة. هذا بالإضافة إلى الأهداف الاتصالية المتمثلة في تعزيز الشعور بالفخر والانتماء لدى المواطنين، وببطولات رجال القوات المسلحة في ميادين العز والشرف، والرائع تزامن بث العمل في ذكرى يوم التأسيس، إلى جانب إظهار القدرات القتالية العالية والشجاعة لهؤلاء الأبطال وتوثيق بطولاتهم.
السلطان: غرفة العمليات حوّلت القصة الحقيقية إلى فيلم ناجح
* ماذا عن التحضيرات الأولى التي استبقت تنفيذ هذا الفيلم؟ وماذا
عن فريق العمل والقطاعات المشاركة، وكذلك التجهيزات المبكرة؟
* نعم، عُقدت عدة اجتماعات لمراجعة كافة متطلبات الفيلم، وقسم المشاركون إلى عدة مجموعات فنية، بالإضافة إلى تأسيس غرفة عمليات لتنفيذ الفيلم كانت تعمل بصورة يومية، وتم دراسة الخطط
البديلة ومراجعة إدارة المخاطر وكيفية تخطي العوائق والتغلب على التحديات، حيث شهدت خطة المعالم الرئيسية تعديلات مستمرة.
كنا نعقد الاجتماعات بشكل أسبوعي منذ شهر فبراير 2024 وصولاً
إلى مطلع يناير 2025 تخللها تنقل وسفر لجمع أحداث القصة ولقاء كافة الأطراف المعنية بين مدن الرياض والدمام وخميس مشيط، حيث تم الانتهاء من كافة مراحل كتابة السيناريو ولوحة القصة Storyboard، قبل البدء في عمليات التصوير.
أما عن فريق العمل الرئيس فقد تم تشكيله برئاستنا وعضوية كل من الزملاء: الأستاذ صالح الحسيني، والعقيد الركن فهد المغيرة، والرائد سعد الراشد، والأستاذ خالد السويداء، بالإضافة إلى 30 زميلاً من مختصي الإدارة العامة للتواصل الاستراتيجي، ومشاركة فرق من أفرع القوات المسلحة بلغ عددهم 612 ضابطاً وضابط صف ومدني، و92 مختصاً فنياً من شركات فنية متعاقدة وبخصوص التجهيزات، فقد تمثلت في مشاركة أكثر من 700 شخص بمعدل 12 ساعة عمل يومياً، ومن 33 تخصصاً، ومشاركة عدد 7 مقاتلات نفاثة و4 مروحيات وطائرة نقل عسكري بواقع عدد 85 ساعة ساعة طيران، وأكثر من 300 سلاح وذخيرة، إضافة إلى 60 معد أرضية و8 سيارات إسعاف، ومواد تفخيخ بلغ حجمها نحو 150 كيلو، و9 كاميرات مجهزة.
* إنتاجٌ ضخمٌ كهذا يحتاج بلا شك إلى خطة إعلامية شاملة تتضمن آليات للنشر وجمهور مستهدف وقنوات ومنصات، بل واستراتيجية للمحتوى. كيف استطعتم تحقيق ذلك التميُّز والنجاح المتمثل في المشاهدات المليونية عبر منصات التواصل المختلفة؟
o صحيح، لقد حقق الفيلم نجاحات وتفاعلات بأرقام عالية، والأسباب في تصوري تتمثل في جودة إنتاج الفيلم ورسالته الواضحة، وتزامن إطلاقه مع ذكرى يوم التأسيس، لكن الأهم هو اعتمادنا على بناء خطة تواصل استراتيجية للفيلم، مما مكننا من تجاوز مستهدفاتنا وتحقيق الأثر المنشود، وهذا هو جوهر التواصل الاستراتيجي. ثم عملنا على تحويل ذلك إلى خطة تنفيذية، بدأناها بالمرحلة التمهيدية من خلال منشور تشويقي حقق نحو نصف مليون مشاهدة عبر منصة إكس، ثم جاءت مرحلة بث الفيلم على كافة المنصات الرقمية للوزارة مع إطلاق حملة ترويجية محدودة على منصة إكس، ثم المحتوى التفاعلي الذي تناول قصة الفيلم بالتفصيل، وبعدها مرحلة التوثيق الرسمي التي شهدت توزيع التقرير والمحتوى التفاعلي على وسائل الإعلام ووكالة الأنباء السعودية مع نسخة من الفيلم الذي تم بثه على حسابات القنوات التلفزيونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما نُشر أيضا على متن طائرات الخطوط السعودية ومنصة شاهد.
وأخيراً جاء دور التغطية الإعلامية، حيث تعاونا مع القنوات التلفزيونية المحلية والإقليمية مثل: قنوات الإخبارية والعربية، والمؤسسات الصحفية مثل: الرياض والجزيرة، والصحف الإلكترونية مثل: سبق، مما عزز من الحضور الإعلامي للفيلم.
من جهته تحدث الأستاذ صالح الحسيني عن بدايات العمل الأولى فقال: "في البداية، تم الاطلاع على تقرير الحادثة الرسمي، ثم حصر المعلومات ذات العلاقة، وبدأ الزميل خالد السويداء بجمع المعلومات وإجراء اللقاءات مع الأطراف، مثل الطاقم الجوي الذي تم إنقاذه وكذلك أعضاء فرق الإنقاذ، وقائد القاعدة الجوية، ومحقق القضية، وتم بعد ذلك تفريغها كنصوص مكتوبة ومتكاملة".
مدة الفيلم 21 دقيقة تطابقت مع مدة عملية الإنقاذ
* ماذا بعد جمع كافة معلومات القصة، وحصولكم على إذن النشر وتجهيز النصوص؟
o بدأنا تشكيل فرق العمل بدءًا من ورشة الكتابة، بهدف كتابة القصة بشكل درامي ومؤثر مع المحافظة على الأحداث والوقائع الحقيقية للقصة، وبالفعل فإنما تم مشاهدته من خلال الفيلم هو ما وقع في الحقيقة من أحداث. زرنا المواقع، مثل: الأسراب ومركز القيادة في القاعدة الجوية في خميس مشيط، والاستماع إلى روايات فرق الإنقاذ وتدوينها، وعقدت ورش الكتابة وفق اجتماعات دورية للنقاش والمراجعات وتحديد الأطر العامة للعمل.
* حدثنا عن كيفية تأسيس فريق الإنتاج، وماذا عن عمليات الاستشارات العسكرية؟
o نعم، شُكل فريق الإنتاج المسؤول عن كافة العمليات الإنتاجية واللوجستية والإدارية، وتم اختيار المخرج بناءً على معايير احترافية ومهنية تتوافق مع ما يتطلبه العمل من جودة وإتقان، وبعد الانتهاء من اعتماد السيناريو تم اختيار الموقع بعناية من قبل مدير إدارة الإنتاج الإعلامي العقيد الركن فهد المغيرة بالتنسيق مع المخرج، ومن توفيق الله فقد وجدنا صخرة مماثلة لما احتمى بها الطيار أثناء المواجهة، وهو ما تم تصوره أثناء إعداد المشاهد وتحديد المكان المناسب للبدء في عمليات التصوير.
بدأنا في الاستشارات العسكرية، وتحديداً في مضامين الحوار بين الطاقم الجوي والبرج، وكذلك مظهرهما بحيث يظهران في الفيلم وفقا لأعلى مقاييس الاحترافية في الأداء، واستعراض كافة التفاصيل الخاصة بالمشاهد من أجل تحديد الاحتياجات والمتطلبات اللازمة، وما يلزم من آليات ومعدات وذخائر ومتفجرات ولوجستيات وغير ذلك، بما يضمن خروج العمل بالاحترافية المعروفة عن القوات المسلحة السعودية.
* ماذا عن أبرز التحديات التي وجهتموها خلال مراحل التصوير؟
o على الرغم من النجاح الذي تحقق، إلا أننا واجهنا أثناء العملية الإنتاجية العديد من التحديات التي تمثلت في ظروف طارئة مرت ببعض المصورين والفنيين من استدعى استبدالهم، بالإضافة إلى الوعكات الصحية التي أصابت بعض عناصر الفريق من ضربات شمس وإنفلونزا وجروح سطحية أثناء تأدية المشاهد، إلى جانب تعطل إحدى السيارات أثناء التصوير. خُصصت 10 أيام متتالية للتصوير، وتعد بالمناسبة أطول مدة تصوير في تاريخ إنتاج أفلام وزارة الدفاع السعودية وبمعدل 12 ساعة على مدار اليوم، وتحديداً من الساعة السادسة صباحاً وحتى غروب الشمس، بحكم أن كل المشاهد نهارية. وقد تم مراعاة الظروف الجوية أثناء التصوير، والتي قد تعيق تصوير عمليات إقلاع وهبوط الطائرات المقاتلة والمروحيات والمسيرات.
* حدثنا عن كيفية الوصول إلى النسخة النهائية من الفيلم، لا سيما بعد قيام فريق العمل بسلسلة من التعديلات من أجل اختيار أنسب المشاهد؟
o في مرحلة ما بعد التصوير وانتهاء المسودة الأولية، ثم البدء في تحرير المقاطع وتحرير المشاهد، حيث أجريت عدة تعديلات فنية.
وبعد الاتفاق على النسخة الأولية للفيلم، شرع الفريق في عمليات التحرير الدقيقة لتفاصيل المشاهد وضبط الصوت والصورة وإدراج المؤثرات البصرية والسمعية وإضفاء الألوان المناسبة التي تتناغم مع جميع المشاهد بما يضمن اتساق الصورة، كما تم تأليف أنماط موسيقية خاصة بكل مشهد. وبالوصول إلى النسخة النهائية للفيلم، استمرت التحسينات، ثم عرضت النسخة النهائية على المسؤولين للاطلاع وإبداء الرأي، وبالفعل تم الاعتماد والإذن بالنشر.
التقينا كذلك بالعقيد الركن فهد المغيرة الذي تحدث عن التجهيزات قائلا: "كانت التجهيزات على مرحلتين، الأولى بعد اعتماد storyboard حيث تم مراجعة كل مشهد على حدة، وتحديد كافة المتطلبات اللازمة لتنفيذه بصورة واضحة. وبعد ذلك تم حصر جميع الاحتياجات من الطاقة البشرية والمعدات والأسلحة، وقد تم التنسيق مع الجهات المشاركة للتأكد من القدرة على التنفيذ والجاهزية، ومن ثم الحصول على تعميد من رئيس هيئة الأركان العامة بتسهيل مهمة الفريق الإعلامي".
* كيف تم تحديد مواقع التصوير؟ وعلى أي أساس جاء اختيارها؟
o تم تحديد مواقع التصوير بناءً على نوع المهمة وبيئة العمليات المشابهة لربطها بالأحداث الحقيقية، حيث تم اختيار ميدان في المنطقة الجنوبية، لتنفيذ عملية الإنقاذ لتطابق بيئة العمليات، إضافة إلى كونها منطقة عسكرية خاصة تساعد على العمل والتصوير بأريحية تامة. هذا بالإضافة إلى تحديد مواقع التصوير المناسبة بقاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط، ووفقاً للظروف العملياتية المناسبة والحقيقية لمواكبة الأحداث.
o هل قمتم بزيارات استباقية لكافة مواقع التصوير؟ وكيف استطعتم ملاءمة ملبوسات الأبطال مع مشاهد التصوير بهذه الدقة؟
o بالفعل، لقد قمنا بزيارة استطلاع لكافة مواقع التصوير للتأكد من جاهزيتها ومناسبتها للمشاهد التي سوف يتم تنفيذها، إضافة إلى تحديد الأوقات المناسبة للتصوير، ومعرفة التحديات المتوقع مواجهتها كعوامل الظروف الجوية ومدى ملاءمتها لعمليات التصوير. بعد ذلك تم تهيئة مواقع التصوير في الميدان، تمهيداً لدخول عربات التصوير وتحديد منطقة المساندة، وممرات الدخول والخروج. أما بخصوص تأمين الملبوسات العسكرية وملاءمتها مع المشاهد، فقدتم التنسيق حول ذلك مع القوات الجوية بحكم الاختصاص، وبما يتوافق مع الأحداث الحقيقية للقصة.
* حدثنا عن جانب الاهتمام بالأمن والسلامة قبل وأثناء عمليات التصوير؟
o أولاً وفيما يخص جانب الأمن، فقد تم التأكيد على التقيد بإجراءات التصوير داخل المنشآت العسكرية، وذلك بالتنسيق مع أقسام الأمن المعنية، والتأكد منعدم حدوث أي تجاوزات للإجراءات الأمنية أثناء عملية التصوير. أما فيما يتعلق بالسلامة، فقد تم عمل مسح ميداني لمنطقة التصوير من قبل متخصصي الإسناد الهندسي، وذلك للتأكد من خلوها من المقذوفات التي قد تهدد سلامة المشاركين في العمل، كما تم تحديد مسارات لتحركات جميع المشاركين، إضافة إلى منطقة التصوير كاملة، من خلال شرح موجز لإجراءات الأمن والسلامة داخل الميدان لكافة المشاركين في موقع التصوير.
«هذي مهيب حربك» رسالة بأننا دعاة سلام
التقينا كذلك بالأستاذ خالد السويداء الذي تحدث عن مراحل جمع المعلومات والتفاصيل والتسجيلات، حيث قال:
"بدأت الفكرة في 19 يناير 2024 من قبل الأستاذ عبدالرحمن السلطان، وتم اختيار القصة لما تحمله من اعتزاز ولحمة، والأهم تسليط الضوء على الإمكانيات العالية لكفاءة القوات المسلحة السعودية والقوات الجوية بشكل خاص.
وفي 26 فبراير 2024 بدأت الاجتماعات الفعلية بالعميد المتقاعد سالم الدوسري (المحقق آنذاك في العملية)، والاستماع إلى القصة من جانبه، بالإضافة إلى اللواء الطيار الركن سليمان الفايز (قائد العملية في ذلك الحين). وسافرتُ إلى خميس مشيط، وتحديداً إلى (قاعدة الملك خالد الجوية بالمنطقة الجنوبية)، واجتمعت مع المقدم حاتم العباسي، والمقدم عبدالرحمن القحطاني، وهما من شارك في بمهمة إنقاذ النقيب فهد الحقباني، والنقيب عبدالله الزير، كما اجتمعت مع طواقم مروحية "الكوغر" التي شاركت في العملية. عدتُ إلى الرياض، والتقيت الطيار فهد الحقباني، حيث روى لي القصة وتفاصيلها، وبدأت منذ تلك اللحظة بناء الحبكة الدرامية للقصة".
* كيف بدأت جلسات وورش عمل الكتابة؟ وكم استغرق زمن كتابة السيناريو؟
o استغرقت كتابة السيناريو أكثر من شهرين، بعد جولات من تعديلات وتطويرات النص من قبل الفريق الأساسي، حتى وصلنا إلى النسخ التاسعة بعدها بدأتُ في إعداد لوحة القصة storyboard وبمجرد الاتفاق عليها، بدأنا سلسلة من الاجتماعات مع المخرج وفريق العمل، واستمر ذلك نحو 4 أشهر لحين الاستقرار على النسخة رقم 14 والسبب في ذلك يعود إلى الحرص الشديد على تدقيق المعلومات، مما اضطرنا إلى إجراء بعض التعديلات التي تتماشى مع سياسة النشر لوزارة الدفاع والبحث في الوقتذاته عن التوازن بحيث لا يتم التأثير على الحبكة الدرامية.
وفي منتصف شهر يناير 2025 تم عقد الاجتماع الأخير لجميع الأطقم الجوية بقيادة اللواء سليمان الفايز، في قاعة سرب 99 بخميس مشيط، وحينها تم إقرار السيناريو النهائي للعمل.
* حدثنا عن الهرم الدرامي للقصة، وما معايير اختيار الممثلين؟
o من المهم جداً عند تشكيل الهرم الدرامي لأي قصة، أن يتم اختيار بطل رئيس يتم تسليط الضوء عليه بصورة أكبر، والسبب هو إقناع الجمهور بشخصية البطل وتعلقهم به، إلى جانب وجود بطولات ثانوية تكمل الأدوار، مع مراعاة توزان الحبكة بين أبطال العمل. ولقد كان التركيز على البطل الطيار فهد الحقباني، لسببين، الأول:
ووفقاً للقصة الحقيقية؛ كان لفهد دور في مجابهة العدو على الأرض ولم تكن إصابته شديدة، أما السبب الثاني، أنه كان الشخصية التي تربط القصة ببعضها، حيث أنه كان المحور الرئيس في جميع الاتصالات التي جرت ما بين الطائرة المقاتلة والمروحيات ومركز
العمليات. أما عن اختيار الممثلين فقد تم من خلال لجنة بقيادة الأستاذ عبدالرحمن السلطان، وعضوية الزملاء صالح الحسيني والعقيد الركن فهد المغيرة وأنا، وبناءً على التقارب مع مواصفات الشخصيات الحقيقية، وكذلك مواصفات تتناسب مع صفات الجندي السعودي، وقد استغرق زمن اختيارهم نحو 3 أسابيع بعد الاطلاع على تجارب الأداء.
شارك فيه 700 شخص وتجاوزت مشاهداته 40 مليوناً
* ما أبرز الصور المؤثرة والرسائل التي ما زالت عالقة في ذهنك من مضامين سيناريو وحوار الفيلم؟
o كل فيلم يحمل بالضرورة رسائل يهدف من خلالها الكاتب إلى إبرازها عبر مشاهد وحوارات. فلو نرى مثلاً «حوار الأم» نجد أنه جاء لإيصال رسالة عن واقع كل بيت سعودي، من خلال الألفة والمودة والرحمة والتعاطف ودعاء الأمهات. أيضاً حوار الطيار فهد مع الطفل (الذي أجبر على القتال) حينما قال له: «ارجع لأهلك، هذي مهب حربك»، هي رسالة واضحة على أننا دعاة سلام ولا نقتل الأبرياء. أيضاً، أضيفت مادة بصرية وهي «مشهدزهرة الخزامى» لترمز إلى الحياة والنماء والعطاء والمحبة، وقد تزامن ظهورها في المشهد مع لحظات إنقاذ فهد.
كذلك: «عزوتي ريح الأرض بارود».. تم إضافة كلمة عزوتي لارتباطها باللحمة، وكونها مفردة محلية رنانة، وقد اشتقت من توقيع سمو قائد القوات الجوية «طُلبتم فتواجدتم يا عزوتنا».
* ما أهم تحدٍ واجهته أثناء تأديتكم لهذا العمل الملحمي؟
* عانيت من ارتفاع حاد في درجة الحرارة حين وصلت إلى 39 درجة مئوية، بالإضافة إلى إصابة الممثل الذي قام بدور النقيب عبدالله بالانفلونزا كذلك، بل كان «سعاله» حقيقياً أثناء التصوير!.
جانب من عملية الإنقاذ القتالي
فريق عمل فيلم مهمة العوجا
كواليس تصوير الفيلم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.