يُعد سوق المشروبات الغازية العالمي سوقًا كبيرًا ومتناميًا، بقيمة تقديرية بلغت 1.1 تريليون دولار في عام 2024، ومع استمرار الاتجاه التصاعدي، من المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 1.3 تريليون دولار في عام 2025، وأن يواصل تقدمه إلى مشارف 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2030، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.8 %، ويعود هذا الزخم في نمو القطاع إلى ازدياد شعبية المشروبات الغازية بين جيل الألفية، وزيادة الاستثمارات في البحث والتطوير في قطاع الأغذية والمشروبات، مما يسهم في ازدهار الصناعة. روتين المستهلك أما في السعودية، فقد أصبحت المشروبات الغازية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمستهلك، خاصة في المناسبات الاجتماعية، والعزائم، والاحتفالات، وحتى الوجبات السريعة، وتشير الإحصاءات إلى نمو استهلاك المشروبات الغازية بنسبة تتجاوز 12 % في عام 2024، وزيادة الطلب خلال الصيف وموسم رمضان، وارتفاع الحصة السوقية للعلامات السعودية المحلية، ويُعتبر تقديم المشروب الغازي نوعًا من الكرم والضيافة لدى الكثير من الأسر السعودية، وفي ظل الصيف القاسي، لا شيء يُنعش مثل مشروب غازي بارد، ولهذا تزداد مبيعات المشروبات الغازية بين مايو وسبتمبر بنسبة كبيرة، وفي مناطق مثل الرياض والشرقية، تُعتبر المشروبات الغازية جزءًا من نمط الحياة اليومية. في عام 2024، بلغت إيرادات السوق السعودية نحو 13.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز 21 مليار دولار بحلول عام 2030، أي بمعدل نمو سنوي مركب 6 %، وتشهد الصناعة تغييرات واضحة في المملكة، منها: الاعتماد على المكونات الطبيعية، وإدخال نكهات موسمية، والتوسع في خيارات بدون سكر، وتصميم عبوات جذابة وصديقة للبيئة، وهذه الاتجاهات تعكس وعي المستهلك وحرص الشركات على التجديد. تشير بيانات السوق إلى نمو سنوي قوي في استهلاك الفرد، في ظل استثمارات جديدة في خطوط الإنتاج المحلي، ودعم حكومي لمصانع الأغذية والمشروبات ضمن رؤية 2030، وهذا يؤكد أن القطاع يعد مكونًا استراتيجيًا للاقتصاد المحلي، وبالتالي، نتوقع ظهور علامات سعودية جديدة، وتصنيع نكهات جديدة، واعتماد أوسع على التكنولوجيا في الإنتاج والتعبئة، وهذا يعني أن المملكة تتجه نحو ريادة إقليمية في صناعة المشروبات بجودة عالمية. خسائر أكبر خمسة موردين ينمو إجمالي حجم اللتر العالمي بنسبة 3 % فقط، مما يعكس ضعف الاستهلاك وارتفاع الأسعار في أميركا الشمالية وأوروبا، ويعكس نمو بنسبة 7 % في المشروبات الغازية قليلة السكر اهتماماً من قبل المستهلكين بالخيارات منخفضة السعرات الحرارية، وقد خسر أكبر خمسة موردين عالميين ما يقرب من 3 نقاط مئوية في حصة حجم البيع بالتجزئة، حيث انخفضت من 29 % إلى 26 % بين عامي 2019 و2024، حيث يفضل المستهلكون بشكل متزايد العلامات التجارية المحلية بأسعار معقولة والعلامات التجارية الخاصة. شهدت مبيعات المشروبات الغازية العالمية نموًا في القيمة الإجمالية بنسبة 21 % بين عامي 2019 و2024، ويعود هذا النمو إلى ارتفاع أسعار الوحدات وتغير تفضيلات المستهلكين، بما في ذلك الطلب على المشروبات الوظيفية والخيارات المستدامة، مما يخلق فرصًا كبيرة للعلامات التجارية في جميع أنحاء العالم، وعموماً، تواجه صناعة المشروبات الغازية العالمية تحولاً استراتيجياً في عام 2025، مع تزايد حجم الأسواق الناشئة، بينما تركز الأسواق الناضجة على الوظائف والفوائد الصحية المتميزة لدعم النمو. المشروبات الوظيفية تعزز النمو أدت اتجاهات الصحة والعافية إلى زيادة مبيعات المشروبات الوظيفية في عام 2024، مدفوعةً بنمو قيمة مشروبات الطاقة والمساحيق المركزة، وخاصةً مساحيق الإلكتروليتات، بنسبة 8 %، ونمو قيمة المشروبات الرياضية بنسبة 6 %، وقد مكّنت المنتجات التي تحتوي على مكونات مُحسّنة للصحة، مثل الفيتامينات والمُكيفات، الشركات من اغتنام الفرص في سوق تنافسية، كما شهدت المشروبات الغازية قليلة السكر ارتفاعًا في المبيعات العالمية بنسبة 7 %، مما يعكس اهتمام المستهلكين بالخيارات الصحية قليلة السعرات الحرارية، وتحتوي مساحيق الإلكتروليتات على معادن تحمل شحنة كهربائية، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وتعتبر ضرورية لتنظيم توازن السوائل في الجسم ووظائف الأعصاب والعضلات، وتستخدم هذه المساحيق عن طريق إذابتها في الماء أو أي سائل آخر، وهي مفيدة في حالات الجفاف أو بعد ممارسة الرياضة أو في حالات المرض التي تتطلب تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة. والمشروبات هي أطعمة سائلة يمكن للمستهلكين تناولها للترطيب أو كمصدر للطاقة، وتتوفر أنواع مختلفة من المشروبات في السوق تلبي احتياجات المواطنين، وعادة ما تُصنع المشروبات الغازية من نكهات وأحماض صالحة للأكل، وتصنف هذه المشروبات بشكل عام إلى غازية وغير غازية، وتحتوي على مشروبات الطاقة والرياضة، والصودا، والمشروبات الجاهزة للشرب، والمياه المنكهة، والمشروبات الغذائية، وحرصًا على الصحة العامة، تضمن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) الالتزام بالمبادئ التوجيهية وضمان سلامة المشروبات الغازية للمستهلكين. يمكن تقديم المشروبات الغازية باردة، أو فوق مكعبات الثلج، أو بدرجة حرارة عادية، وهي متوفرة في عبوات متنوعة، كالعلب المعدنية، والزجاجات، والزجاجات البلاستيكية، وتتوفر العبوات بأحجام مختلفة، من الزجاجات الصغيرة إلى الكبيرة، وقد تحتوي المشروبات الغازية على كميات أقل من الكحول، ولكن يجب ألا تتجاوز نسبة الكحول 0.5 % من إجمالي حجم المشروب في العديد من الدول، وعلاوة على ذلك، تتوفر المشروبات الغازية على نطاق واسع في متاجر المشروبات الغازية، والمطاعم، ومحلات السوبر ماركت، ودور السينما، والمطاعم والفنادق، والمحلات المزودة بآلات نافورة الصودا. الشركات العالمية الثلاث الكبرى في سوق المشروبات الغازية تنتمي إلى الولاياتالمتحدة، وهي كوكاكولا، وبيبسي، وكادبوري شويبس، وتُستحوذ «كوكاكولا» على ما يقارب 48 % من إجمالي حجم السوق العالمية، أما في الهند، فتُعد كوكاكولا وبيبسي شركتي المشروبات الغازية الرئيستين، وتعتمد هذه الصناعة بشكل كبير على تصنيع زجاجات عالية الجودة، بالإضافة إلى عبوات شرب تُستخدم للحفاظ على نضارة المنتجات لفترات طويلة. يشهد سوق المشروبات الغازية نموًا سريعًا بفضل الاهتمام المتواصل بالصحة والراحة، وتُعدّ المشروبات الغازية جزءًا لا يتجزأ من نظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي، لاحتوائها على عناصر صحية كالفيتامينات والكالسيوم، فيما لا تزال العصائر الطبيعية، والمياه المعبأة، والعصائر المخفوقة، ومشروبات الألبان، ومشروبات الفاكهة، تُسهم في دفع عجلة النمو، وتُتيح زيادة الطلب على المشروبات ذات الخصائص الوظيفية، مثل المشروبات الخافضة لضغط الدم والكوليسترول، فرصًا كبيرة لمنتجي المشروبات الغازية، ويختار المستهلكون المشروبات التي تُناسب نمط حياتهم، وأذواقهم، ومتطلباتهم الغذائية، وظروفهم الصحية. أسهم قطاع المشروبات الغازية بأكبر حصة من الإيرادات، حيث بلغت نحو 70 % في عام 2024، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.3 % خلال السنوات المقبلة، وتشهد المشروبات الغازية رواجًا متزايدًا، مما يسهم في زيادة إيرادات السوق، وتخضع المنتجات للتحسين والابتكار باستمرار لتوفير ما يناسب الجميع، وتُضفي مكونات مثل النكهات والسكر والملونات نكهة مميزة، وتمنح كل رشفة شعورًا بالانتعاش، وعلاوة على ذلك، تُسهم تقنيات التصنيع، مثل خطوط الإنتاج الضخمة، وأنظمة التعبئة والتغليف المُحسّنة، في زيادة المبيعات العالمية. يُسجل قطاع المشروبات غير الغازية أعلى معدل نمو سنوي مركب قدره 6.9 %، ولا تخضع المشروبات غير الغازية لعملية الكربنة، وبالتالي فهي أكثر صحة من المشروبات الغازية، وتُبستر هذه المشروبات لحمايتها من التلف أثناء عملية التصنيع، ونظرًا لفوائدها الصحية، من المتوقع أن ينمو هذا القطاع بقوة خلال الأعوام القادمة، وقد أسهمت أميركا الشمالية بأكبر حصة سوقية، أي بنحو 35 % من إيرادات عام 2024، أي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4 %، مستفيدة من التطور الاقتصادي في الدول، وبخاصة الولاياتالمتحدة وكندا، واللتان تشاركان بشكل إيجابي في إيرادات السوق. تقنيات التعبئة والتغليف ويدعم الطلب المتزايد على المشروبات الغازية زيادة إنتاجها وأيضاً الاستثمارات في تطوير خطوط التجميع وتقنيات التعبئة والتغليف، وسيؤدي وجود علامات تجارية عالمية مرموقة في أميركا الشمالية، مثل بيبسيكو وكوكاكولا، إلى زيادة الطلب على الصناعة، في المقابل، من المتوقع أن تسجل منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى معدل نمو سنوي مركب بنسبة 6.2 % خلال الأعوام المقبلة، وتسهم دول مثل الصينوالهند إسهامات إيجابية في إيرادات السوق، ومن المتوقع أيضًا أن تُمثل اليابان زيادة قوية في حجم المبيعات، بينما يُتوقع أن تُسجل إيرادات السوق في الصين أسرع معدل نمو سنوي مركب، بفضل ارتفاع دخل المواطنين، وتزايد عدد وحدات معالجة الأغذية، والاستهلاك الهائل من قِبل كتلة سكانية هائلة تصل إلى قرابة المليار ونصف المليار نسمة. يتميز السوق بوجود العديد من الشركات الراسخة، بالإضافة إلى عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتركز شركات المشروبات الغازية بشكل رئيس على الابتكار والتطوير المستمر لجودة العناصر المستخدمة، بما في ذلك أساليب التصنيع، والتغليف، والمواد المرتبطة به، والتسويق، بهدف تحسين المبيعات، وعلى سبيل المثال، وسّعت شركة كوكاكولا نطاق منتجيها الجديدين الخاليين من السكر ليشمل مشروب «باوريد» الرياضي، بينما طرحت شركات رائدة، مثل سبرايت، منتجات مُحسّنة ومُعاد تسميتها، تحتوي على نسبة سكر منخفضة، ومُكثّفة بنسبة 50 % على الأقل، وتحتوي على خليط من السكر، والأسيسلفام، والأسبارتام، ولا شك أن هذه المبادرات تُعزز من معدل استخدام هذه المنتجات بين المستهلكين، وتسعى الشركات جاهدةً إلى اتباع استراتيجيات المنتجات العضوية وغير العضوية لتوسيع نطاق انتشارها الجغرافي. تحليل: د. خالد رمضان