نمت سوق المشروبات الغازية العالمية بقوة خلال السنوات الأخيرة، مسجلة أرباحاً خيالية وخاصة في فصل الصيف الذي تشتد فيه درجة الحرارة، مما يدفع ملايين المستهلكين للبحث عن الارتواء وترطيب الأجواء، وبذلك قفز حجم السوق إلى نحو 900 مليار دولار في 2023، وتعد هذه الإيرادات الكلية هي مجموع الإيرادات التي تحققها محلات السوبر ماركت والمتاجر الصغيرة والبالغة 521.2 مليار دولار، بالإضافة إلى إيرادات المطاعم والفنادق والمقاهي البالغة 386.9 مليار دولار، وفي ظل هذا الازدهار السوقي، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب للقطاع 5.6 % حتى نهاية العقد الحالي، مدفوعًا بنمو التجارة الإلكترونية، حيث يفضل المستهلك ونشراء المشروبات الغازية عبر القنوات الرقمية، مما يوفر المزيد من الراحة للمستهلكين، وفي المقابل يحقق للمصنعين سهولة الوصول للتركيبة السكانية المتنوعة، وتعزيز مبيعات الأسواق الناشئة. تحتوي المشروبات الغازية على العصير والمحليات الطبيعية أو الاصطناعية والأحماض الصالحة للأكل والنكهات الاصطناعية أو الطبيعية، ومع ذلك، هذا ليس هو الحال دائماً، ويتم إنتاج النكهات الطبيعية باستخدام الفواكه والتوت والمكسرات والأعشاب والجذور والمصادر النباتية الأخرى، ولا تعتبر القهوة والشاي والحليب والشوكولاتة وعصائر الخضار والفواكه غير المحلاة من المشروبات الغازية، وتم إطلاق عبارة "المشروبات الغازية" لتمييز المشروبات المنكهة عن الكحوليات، واقترح البعض وصفة المشروبات الغازية كبديل لتغيير عادات الشرب لدى الأمريكيين الأوائل، تم إنشاء فئات جديدة من المشروبات الغازية التي تركز على السعرات الحرارية المنخفضة، والخالية من الكافيين، والمكونات الطبيعية بالكامل استجابةً للمخاوف الصحية للعملاء الحاليين. يحصل المشروب على لمعان وطعم من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يمنعه من الفساد، ويتم نقله إلى الشركة المصنعة للمشروبات الغازية في حاويات فولاذية كبيرة تحت ضغط يبلغ حوالي 1200 رطل لكل بوصة مربعة، إما في شكل صلب(ثلج جاف)، أو سائل (84 كجم لكل سم مربع)، وتستخدم الحاويات الفولاذية خفيفة الوزن لتخزين ثاني أكسيد الكربون السائل في الثلاجة، بينما يبلغ الضغط الداخلي لهذه الحالة حوالي 325 رطلاً لكل بوصة مربعة، ويمكن كربنة الماء أو خليط المشروبات النهائية عن طريق تبريد السائل ثم وضعه فوق مجموعة من الأطباق في حاوية مضغوطة بغاز ثاني أكسيدالكربون، والمياه المكربنة، المعروفة باسم ماء الصودا والمياه الغازية والماء الفوار، هي الماء الذي تم إذابة غاز ثاني أكسيد الكربون فيه تحت الضغط، وتؤدي هذه العملية إلى أن تصبح المياه فوارة. تعطي الشركات الكبرى الأولوية للاستدامة من خلال مبادرات التغليف الصديقة للبيئة، وإدراكًا للأثر البيئي للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، تستثمر هذه الشركات في البحث والابتكار لتقديم حلول التعبئة والتغليف التي تقلل من النفايات وتشجع على إعادة التدوير، وعلى سبيل المثال، أطلقت شركة كوكا كولا الهند زجاجات PET معاد تدويرها بنسبة 100 % في فئة المشروبات الغازية، مما يدل على التزامها بالاستدامة، بالإضافة لذلك، قامت شركة Sidel بتطوير زجاجات PET المعاد تدويرها بدون ملصقات لمساعدة شركات الأغذية والمشروبات على تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها مع تعزيز جاذبية الرفوف في المتاجر، وتوفير المؤهلات البيئية. يتميز سوق المشروبات الغازية العالمي بالتجزئة، مع وجود العديد من اللاعبين العاملين في السوق، وقد استحوذ المنافسون العشرة الأوائل على 19 % من إجمالي حصة سوق المشروبات الغازية في عام 2023، وتعتبر الابتكارات المستمرة في المنتجات العامل الأساسي الذي يدفع نمو سوق المشروبات الغازية، مما يعزز مبيعاتهم الإجمالية، ويعمل المشاركون في السوق باستمرار على تطوير إصدارات جديدة من منتجاتهم من حيث الصياغة والمكونات والتعبئة، وعلى سبيل المثال، طورت شركة بيبسيكو الأميركية ثلاثة أصناف جديدة من الكولا، وتم بيع هذه المشروبات تحت العلامة التجارية بيبسي، ومن شأن هذه النكهات أن تقلل نسبة السكر في المشروبات بنحو خمسين في المائة، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يكون سوق المشروبات الغازية مدفوعًا بإدخال منتجات جديدة تحافظ على المتطلبات الصحية للعملاء المستهدفين وتراعيها. أدى النمو السريع لمنافذ الوجبات السريعة، إلى زيادة الطلب على المشروبات الغازية بشكل ملحوظ في مختلف البلدان، والعديد من مطاعم الخدمة السريعة، مثل ماكدونالدز، ودومينوز، وبيتزا هت، وصب واي، وبرجر كنج، تقدم وجبات منخفضة التكلفة ذات محتوى غذائي عالي، وغالباً ما تكون هذه الوجبات مصحوبة بالمشروبات الغازية، ولا شك أن ميل المستهلكين إلى هضم الطعام والاستمتاع به بشكل أكبر يجعل مطاعم الوجبات السريعة تقدم المشروبات الغازية، فهو يتيح للعملاء هضم طعامهم والاستمتاع به أكثر، ويعزز نكهة نفس الوجبات السريعة عند تقديمها معها. يعوق ارتفاع معدلات السمنة والمشاكل الصحية نمو السوق، وقد زاد بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية عدد المستهلكين الذين يحدون منتناول السكر والمنتجات الغذائية والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية، وسيؤثر هذاالجانب بشكل كبير على مبيعات المشروبات الغازية والعصائر وغيرها من أصناف المشروبات الغازية، ولا شك أن زيادة الوعي بخطورة السمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وصعوبات المفاصل، يتسبب في انخفاض الطلب على المشروبات الغازية، وسوف يعاني السوق نتيجة لذلك. من حيث الإيرادات، يعد سوق المشروبات الغازية في أمريكا الشمالية هو الأكبر، مع تبلغ إيرادات بحوالي 367.1 مليار دولار في عام2024، وبالمقارنة العالمية، فإن معظم الإيرادات تأتي في الولاياتالمتحدة بنحو 110 مليارات دولار سنوياً، ومع ذلك، فإن زيادة وعي المستهلكين بالصحة، خاصة في الولاياتالمتحدة، يحد بشكل تدريجي من الطلب على المشروبات الغازية، وهو أحد العوامل الأساسية التي ستؤدي إلى أن انخفاض الحصة السوقية لأمريكا الشمالية، وعلى العكس من ذلك، تظهر منطقة آسيا باعتبارها الاقتصاد الذي يولد أكبر قدر من الإيرادات لسوق المشروبات الغازية خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث من المتوقع أن تبلغ الإيرادات في السوق الآسيوية 205.4 مليار دولار في عام 2024، ويُعزى توسع صناعة المشروبات الغازية في آسيا بالمقام الأول إلى الطلب القوي في الاقتصادات الناشئة مثل الهند والصين، إضافة إلى عوامل أخرى، مثل توسيع الاستثمارات، وإطلاق منتجات جديدة، وبناء مصانع جديدة في شتى أنحاء القارة الآسيوية. أما في أوروبا، فإن السوق تحقق إيرادات سنوية بنحو 84.8 مليار دولار، وتستحوذ سوق المشروبات الغازية البلجيكية على أعلى الإيرادات في السوق الأوروبية، وهي تستعد للسيطرة على السوق خلال العقد المقبل بسبب قوة استهلاك المشروبات الغازية التي تسمى الصودا، عند 109 لتر تقريبًا للفرد العادي، ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى نمط الحياة المعاصرة في بلجيكيا، علاوة على ذلك، تعد المنطقة الألمانية الأسرع في معدلات النمو السنوي، ويرجع هذا إلى قوة الطلب على المنتجات الصحية وتحول ميل العملاء إلى المزيد من الخيارات العضوية ذات "الملصق النظيف" بما في ذلك الشاي والمشروبات منخفضة السكر، ويؤدي الطلب المتماسك على المشروبات الغازية الخالية من السعرات الحرارية إلى تعزيز السوق في المنطقة الألمانية. أما في السعودية، فإن إيرادات سوق المشروبات الغازية من المقرر أن تواصل مكاسبها وازدهارها لتصل إلى 6.9 مليار دولار في عام 2024، وهي في الواقع إيرادات مجمعة للإيرادات المحلية التي تحققها محلات السوبرماركت والمتاجر الصغيرة والتي تبلغ 6.2 مليار دولار، والإيرادات خارج المنزل في المطاعم والفنادق والمقاهي، وهذه تبلغ 694.6 مليون دولار، وهذين البندين يشكلان معاً إيرادات سنوية بنحو 6.9 مليار دولار، وفي السنوات الأخيرة، استفادت السوق السعودية من زخم النمو الاقتصادي، وقوة الدخل المتاح، وانضمام المزيد من السعوديين للطبقة المتوسطة، وانتشار المطاعم العالمية في كافة المناطق، وتنامي أعداد السياح الوافدين للمملكة. في أوروبا سوق المشروبات الغازية تحقق إيرادات سنوية بنحو 84.8 مليار دولار