إعلام رياضي يصنع المستقبل

أجزم أن الدوري السعودي للمحترفين شهد نقلة نوعية، ليس فقط على مستوى النجوم والصفقات بل في التغطية الإعلامية التي أصبحت جزءًا من هوية البطولة وصورتها أمام الجماهير المحلية والعالمية، وفي ظل رؤية السعودية 2030 بات الإعلام الرياضي أحد أبرز الأدوات التي تستخدمها المملكة لتعزيز موقعها على الخارطة الرياضية العالمية.
لم يعد الدوري السعودي للمحترفين – الذي يحمل اسم "دوري روشن" – مجرد بطولة وطنية، بل أصبح سوقًا عالمية تتنافس فيه أسماء لامعة من مختلف القارات. فبعد تعاقد الأندية السعودية مع نجوم عالميين أمثال كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، روبن نيفيز، إيفان توني، اتجهت أنظار الإعلام الدولي نحو الملاعب السعودية، فالدوري الذي بدأ كمنافسة محلية بات يُبث الآن عبر شاشات عالمية تحظى بتحليلات فنية جعل من الجماهير الأجنبية تتابعها بشغف مثل الدوريات الأوروبية الكبرى.
في سابقة لافتة، فازت منصة "ثمانية" الإعلامية، وهي شركة سعودية ناشئة، بحقوق بث الدوري السعودي ومختلف المسابقات المحلية حتى عام 2031. وتمثل هذه الخطوة تجديدًا لمفهوم الإعلام الرياضي، فالمنصة تسعى إلى دمج البث التقليدي مع التجربة الرقمية الحديثة ومن خلال قنوات فضائية مجانية ومنصة اشتراكية عالية الجودة، تعد "ثمانية" بتجربة مشاهدة فريدة تشمل خيارات مثل التحكم بصوت المعلق، جودة 4K، وتغطيات تحليلية سعودية الصنع بالكامل.
البرامج الرياضية والحوارات التحليلية أصبحت جزءًا من الثقافة اليومية للجمهور السعودي فمنصات مثل "بودكاست ثمانية" و"الرياضية" و"SSC" قدمت محتوى يتجاوز مجرد متابعة المباريات، بل يناقش البُعد الاقتصادي والاستثماري للرياضة، وقضايا التحكيم والتكتيك، والجمهور.
رغم التطور الكبير، يواجه الإعلام الرياضي في السعودية تحديات تتعلق بالتوازن بين الإثارة الإعلامية والمهنية الصحفية، إلى جانب الحاجة لتطوير كوادر سعودية قادرة على مواكبة هذا النمو الإعلامي المتسارع وتبقى مسألة حماية الحقوق الإعلامية، وتوحيد الرسائل الإعلامية للدوري ومختلف المسابقات المحلية من أبرز القضايا المطروحة خاصة مع تعدد المنصات وتنوع التوجهات.
اليوم وغداً أصبح الدوري السعودي للمحترفين قصة نجاح تتجاوز الملعب إلى الاستوديو والكاميرا والمقال. ومع التطورات المستمرة في البنية التحتية، والاستثمارات الضخمة في النجوم والإعلام، تبدو المملكة في طريقها لصناعة نموذج رياضي متكامل، يجعل من الإعلام الرياضي أحد أعمدة قوتها الناعمة، ودمتم سالمين.