أثار قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم إقامة بطولة كأس السوبر السعودي 2025 في هونج كونج موجة من التساؤلات في الأوساط الرياضية السعودية والعربية، لا سيما في ظل النجاحات الكبيرة التي حققتها البطولات السابقة عندما أقيمت داخل المملكة، وتحديداً في مدينتي الطائفوأبها أو حتى في دول مجاورة في النسخة ماقبل الماضية، ضمن خطط مواسم السعودية التي دمجت الرياضة بالسياحة والثقافة بنجاح فاق التوقعات. ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه الكرة السعودية اهتماماً عالمياً متزايداً بعد استقطاب أبرز النجوم العالميين وتوسيع رقعة المنافسة محلياً وقارياً. لكن اختيار هونج كونج الدولة التي لا تُعد وجهة بارزة رياضياً كمقر لإقامة البطولة، فتح باباً واسعاً للنقاش بين مؤيد يرى في الخطوة بعداً تسويقياً ضمن استراتيجية التوسع الرياضي العالمي للمملكة، وبين معارض يرى أن البطولة فقدت الكثير من زخمها بهذا القرار، خاصة على المستوى الجماهيري. ويرى عدد من المحللين أن التوجه لإقامة السوبر خارج المملكة في دول جاذبة للسياحة يهدف إلى الترويج للدوري السعودي عالميًا وجذب أسواق جديدة ضمن مشاريع الاستثمار الرياضي. في حين يتساءل جمهور الأندية، خصوصاً الفرق الجماهيرية مثل الهلال والاتحاد والنصر، عن جدوى إقامة حدث محلي بهذا الحجم بعيداً عن محيطه الطبيعي، في ظل ضعف القدرة على الحضور الجماهيري في هونج كونج، وغياب الروح التفاعلية التي كانت حاضرة في النسخ الماضية، كما أن عملية التنقل بين معسكرات الأندية المشاركة والتي غالباً تكون في أوروبا إلى شرق آسيا ثم العودة إلى السعودية لبداية الدوري بعدها بأيام ستلقي بضلالها على الفرق المشاركة. من جهة أخرى، يرى البعض أن البطولة كانت فرصة لتعزيز السياحة الرياضية الداخلية، حيث أظهرت مدن مثل أبهاوالطائف قدرتها على استضافة الفعاليات الكبرى بنجاح تنظيمي وإقبال جماهيري لافت، مما ساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز صورة المملكة كوجهة رياضية وسياحية متميزة. وفي ظل غياب بيان توضيحي شامل من الاتحاد السعودي يوضح الأهداف الاستراتيجية من هذا التوجه، تبقى الأسئلة مطروحة والآراء متباينة. بين من يرى في الخطوة امتداداً لرؤية المملكة 2030 الطامحة لتوسيع نفوذها الرياضي، ومن يعتبر أن القرار جاء على حساب المشجع المحلي، الذي طالما كان الداعم الأكبر لكل نجاح.