تشتهر بإنتاج الورود وماء الورد الطائفي والرمان والتين الشوكي تكتظ كل عام بالسياح من المملكة وخارجها الطائف (عروس المصايف)، وتشتهر بطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة على مر العصور، بموقعها المميز في غرب المملكة، وتتبع منطقة مكةالمكرمة وتقع على جانبي وادي (وج)، وتبعد عن مدينة مكةالمكرمة 75 كم تقريباً وتحيط بها الجبال من جميع الجهات، وترتفع عن سطح البحر بمسافة تتدرج ما بين 1700م إلى 2500م، مما أكسبها جواً لطيفاً، ومصيفاً قديماً للأهالي وللمدن الحجازية السعودية القريبة كمكةالمكرمةوجدة. وقد أكسبها الموقع مميزات عدة، حيث أنها تُعتبر البوابة الشرقية للحرمين الشريفين عبر مكةالمكرمة، كما أنها نقطة التقاء الطرق المتصلة بجميع مناطق المملكة عبر مناطق ومدن أخرى، كما تضم الطائف ميقاتين من مواقيت الإحرام لأهل نجد وهما: السيل الكبير، للقادمين من المنطقة الوسطى، ووادي محرم، للقادمين من الجنوب، ويعتبر موقع مدينة الطائف موقع استراتيجي مهم حيث يربط بين أقاليم الحجاز ونجد، وقد كانت مدينة الطائف قديما ذات سور حصين، وتعتبر الطائف إحدى مدن الشعر والأدب العربي الثلاثة قبل الإسلام، وهي من أقدم المدن في بلاد العرب. وفي تاريخنا المعاصر فقد اكتسبت الطائف أهمية خاصة منذ أن اتخذها المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- مصيفاً ومن ثم أبناؤه الملوك من بعده، حيث اتخذوا من ضاحية الحوية في محافظة الطائف منطقة اصطياف وتنزه منذ عام 1343ه، وكان الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - يفضل الابتعاد عن مدينة الرياض في الصيف ولا يطيق حر مكةالمكرمة، ولا رطوبة جدة، ولكنه ألف الاصطياف في ضاحية الحوية، على مقربة من مدينة الطائف، ويلاحظ أن مناخ الطائف شديد الجفاف والحوية ألطف جوا، ولقد أمضى الملك عبدالعزيز آخر ثلاثة أشهر في حياته متنقلا في مصيفه المعتاد بين الحويةوالطائف، وأكثرها في الحوية وتوفي هناك، وأقيمت صلاة الميت عليه في الحوية ثم نقل جثمانه إلى الرياض ودفن في مقبرة العود، ومن ثم اتخذ الملوك من أبنائه مدينة الطائف مصيفاً لهم، واستمرت مدينة سياحية تجذب إليها الزوار من كافة مناطق المملكة ومن دول الخليج العربي، حيث أطلق عليها منذ القدم لقب (عروس المصائف)، حيث يجد فيها الزائر كافة سبل الراحة والإقامة الجميلة. تعد مدينة الطائف مدينة سياحية في بلادنا منذ القدم حيث تلقب. الطائف تاريخيا الطائف تعني في اللغة العاس أو العسس الذي يقوم بحراسة المنازل ليلاً، وقد ذكر ياقوت الحموي والقلقشندي أن اسم الطائف القديم هو (وج)، وقد كانت الطائف قديما بلاد قبيلتي (عدوان) و (فهم)، وفيها عامر بن الظرب العدواني ثم شاركتهم ثقيف فيها فكثروا بها، وقد كانت مدينة الطائف قبل الإسلام من أكثر مدن الحجاز، ثراء ورخاء نظراً لوفرة إنتاجها الزراعي، حتى اعتبرها المؤرخون ثاني موقع استيطاني بعد مكةالمكرمة في ذلك الوقت، مما جعلها مطمعاً للقبائل البدوية في الصحراء، لذا أقامت حاضرة ثقيف حولها حائطا وسورا وحصنا منيعا مبنيا من الحجارة واللبن يطوف بالمدينة، من كل أطرافها ونواحيها، ومن هنا سُميت (الطائف)، وقد وصف مستشار الملك عبدالعزيز والسفير السعودي في بريطانيا الشيخ حافظ وهبه في كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين) مدينة الطائف وذكر ما نصه: الطائف هي مدينة مسورة واقعة في سهل رملي محاطة بتلال منخفضة و تقع على بعد 75 ميلا إلى الجنوب الشرقي من مكة على ارتفاع خمسة آلاف قدم من سطح البحر وهي مصيف الأعيان ورجال الحكومة وبيوتها مبنية من الحجر، والمدينة تغص بالسكان زمن الصيف فقط، و جوها أبرد بكثير من مكة والمياه فيها غزيرة و هي في جوها وتربة أرضها تشبه الأراضي العالية في عسير واليمن، والأمطار الغزيرة تسقط هناك في فصل الخريف والآبار كثيرة ومنها تروى الأراضي الزراعية البعيدة عن مجاري المياه، يبلغ عدد سكانها نحو عشرة آلاف نسمة، وأغلبهم من ثقيف وعتيبة ويشتغلون بزراعة البساتين والخضر وفاكهة الطائف مشهورة بجودتها في سائر البلاد العربية ففيها العنب والرمان والخوخ والليمون الحلو والمشمش والسفرجل، أما زراعة النخيل في الطائف فلا تجود لشدة البرد، وينمو الورد في الطائف ويستخرج منه عطر فاخر يباع على الحجاج في موسم الحج، وقد حظيت مدينة الطائف بافتتاح أول مدرسة نظامية أسسها جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهي مدرسة دار التوحيد وذلك في عام 1364ه، وربطها بالشعبة السياسية التابعة للديوان الملكي لتحظى بمميزات مادية ومعنوية وتكون دافعاً لأولياء أمور الطلاب الذين لم يألفوا المدارس، وتأسست المدرسة في حي قروى بالطائف، ولعل من الأسباب التي دعت الملك عبدالعزيز لاختيار مدينة الطائف أنها في مكان يتسم بالتوسط الجغرافي والاجتماعي بحكم الصلة الوثيقة بالبيئة الاجتماعية بمكةالمكرمة، وقريب منها بحكم موقعه ولجوء المصطافين إليه، وأيضاً تمتاز الطائف بتيسير التأقلم مع الجو التعليمي الغريب عن بيئتهم، وكلف الملك عبدالعزيز الشيخ محمد بهجت البيطار لتنفيذ الفكرة واختيار المكان الملائم، فوقع اختياره على مدينة الطائف، وتألف أعضاء اللجنة من يوسف ياسين وعبدالسلام غالي وعبدالله بن سليم، وبلغ من اهتمام الملك عبدالعزيز بالمدرسة أن ربطها بالقصر مباشرة ووصى الأمير منصور بن عبدالعزيز بأن يلبي مطالب المدرسة كلها في حين المرجع له النائب العام لجلالة الملك عبد العزيز الأمير فيصل بن عبدالعزيز في حين بقي له الأشراف المباشر على المدرسة. من أجمل المصائف كانت مدينة الطائف في نهاية القرن الهجري المنصرم من أجمل المصائف في مملكتنا الغالية والتي امتازت باختيار ملوك البلاد وأمرائها مصيفاً لهم، فاستقبلت المصطافين من كافة مناطق المملكة الذين يقضون فيها أشهر الصيف متمتعين بجوها البارد الخلاب، حيث يمتاز مناخ الطائف باعتدال الحرارة في الصيف، والبرودة في الشتاء، باستثناء أطرافه الجنوبية التي قد تصل فيها درجة الحرارة إلى درجة التجمد، وأما صحاريه الشمالية والشرقية تزيد فيها درجة الحرارة صيفاً، والأمطار موسمية تكثر في فصل الربيع، والهواء يميل إلى الجفاف، وترتفع نسبة الرياح العاصفة، وتقل في المناطق الجبلية عنه في المناطق الصحراوية، ومما يدل على أن مدينة الطائف كانت المصيف الأول في بلادنا هي أغنية طلال مداح الشهيرة التي لا زال صداها يتردد منذ عدة عقود مضت من الزمن والتي يقول مطلعها ذاك البيت الشهير: جينا من الطايف والطايف رخى والساقيه تسقي يا سما سما وأيضاً تلك الكلمات التي شدى بها وغناها الفنان حمد الطيار والتي يقول مطلعها: ألا ياهل الطايف متى ينتهي المشوار تجو عندنا في مشتل الخرج بالديرة سقا الله عيد اجتمعنا بذيك الدار قضينا معاكم طيب الوقت والسيرة ومن أشهر معالم الطائف السياحية: مسجد حليمة السعدية في بني سعد جنوبالطائف، ومسجد عبدالله بن العباس- رضي الله عنه -، وقصر شبرا التاريخي، وسد سيسد، وسوق عكاظ التاريخي، ومن أشهر الاماكن السياحية (الهدا) التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 2000 متر، وتعرف بأجوائها الباردة وطقسها الملبد بالضباب في أغلب فترات السنة، وكذلك (الشفا) التي ترتفع 2240 متراً عن سطح البحر وفيها مجموعة من المرتفعات أشهرها جبل (دكا)، ومتنزه (الردّف) الذي يقع على امتداد شارع (شهار)، وتبلغ مساحته 565 ألف متر مربع وتتجاوز أطوال أضلاعه 4 كيلو مترات، ويضم بحيرة مائية ومجموعة من الحدائق ومسرحاً مفتوحاً للفعاليات، ويحتوي على ملاعب رياضية ويتميز بوجود التطور التقني من خلال الأنظمة الصوتية وأنظمة الأمن والسلامة. نهضة تنموية شاملة تشهد محافظة الطائف نهضة تنموية شاملة، حيث تعمل أمانة الطائف حالياً على إنجاز 38 مشروعا تنمويا وتطويريا خلال 2025، وذلك لتحقيق التنمية الشاملة في المحافظة، وانطلقت خلال هذا الشهر فعاليات (صيف الطائف 2025) والذي أطلقه محافظ الطائف الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز، بحضور وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، وجاء ذلك خلال استقبال محافظ الطائف، في مكتبه اليوم، وزير السياحة، ونائبته الأميرة هيفاء بنت محمد، وذلك خلال زيارتهما بصحبة عدد من مسؤولي الوزارة إلى محافظة الطائف ضمن برنامج (صيف السعودية)، وأوضح وزير السياحة أن الزيارة تأتي في إطار برنامج ( صيف السعودية ) الذي يهدف لتطوير الوجهات السياحية الصيفية في المملكة، إضافة لإثراء تجربة السائح والارتقاء بالخدمات المقدمة، مشيرًا إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها محافظة الطائف، كإحدى أهم الوجهات السياحية البارزة في المملكة، وقد كشفت بيانات القطاع السياحي في الطائف أن عدد السياح المحليين والدوليين الذين زاروا المدينة خلال العام (2024) تجاوز (3.6) ملايين سائح، بزيادة (9%) مقارنة بالعام 2023، وسجلت إجمالي إنفاق سياحي سنوي بقيمة (3.4) مليارات ريال، فيما وصل عدد التراخيص الصادرة للمنشآت السياحية إلى (266) ترخيصًا، وبلغ عدد الغرف الفندقية (10,220) غرفة مع نهاية شهر يونيو 2025. تشتهر بعدد من القصور الأثرية دار التوحيد بالطائف أول مدرسة نظامية بالمملكة جمال الطبيعة يجذب المتنزهين سوق عكاظ بات من أجمل الوجهات السياحية الثقافية بالمملكة فعاليات سياحية متعددة في كل عام إعداد: حمود الضويحي