شهد بيع المواشي الحية بالوزن في أسواق النفع العام عزوفاً من قبل المستهلكين وكذلك تجار الماشية منذ بدء تطبيقه في مطلع شهر محرم من هذا العام 1446 أي قبل شهر من الآن، وأرجع عدد من المستهلكين وتجار المواشي ذلك لقلة الجدوى التي تعود على البائع والمشتري من تطبيق ذلك النظام خصوصاً وأن غالبية سلالات الخراف والماشية المفضلة والمرغوبة من قبل المستهلك لا تتحمل البيع بالوزن لأسباب متعددة منها صغر حجمها وتأثير ذلك على مسألة تحديد سعر الكيلو عند بيع المواشي الحية المُعدة للذبح بالوزن ومنها أيضاً تخوف غالبية المستهلكين من تعرضهم للغش الذي من أمثلته سقي المواشي بالماء والملح، وحقنها وتعليفها بالهرمونات المحفزة للتسمين للحصول على أوزان كبيرة. وأرجع مالك مزاد البيرق للمواشي والحيوانات والطيور بمدينة جدة، سعيد مبارك الزهراني، ضعف الإقبال على بيع الماشية الحية عن طريق الوزن إلى ضعف الفائدة التي تعود على طرفي معادلة البيع البائع والمشتري نظراً لأن غالبية السلالات المفضلة لدى المستهلك من الخراف والماشية صغيرة الحجم وبالتالي يكون بيعها بالوزن غير مجد خصوصاً وأن قرار السماح بيع المواشي الحية بالوزن لا يتضمن تحديدًا رسميًا لسعر بيع الكيلو والسعر متروك للتراضي بين البائع والمشتري، وبفرض أن سعر كيلو اللحم من تلك النوعيات يباع في متاجر الجزارة ب80 ريالاً ووزن الخروف 30 كيلوجراماً فمعنى ذلك أن سعره سيصل إلى 2400 ريال وهذا كثير على المستهلك. وأشار، سعيد الزهراني، إلى التزام غالبية التجار في السوق بتوفير الموازين المعتمدة التي يمكن من خلالها يمكن تحديد وزن الماشية، مبيناً أن البعض وهو منهم يحرص على استخدام تلك الموازين من فترة طويلة. بدوره قال، العامل لدى أبو رائد البقمي لبيع الأغنام بحي طويق بالرياض، محمد، هناك عزوف مشترك من قبل البائعين والمشترين عن التعامل بطريقة بيع المواشي بالوزن وأغلب من يسأل عنه هو بغرض الاستطلاع نظراً لأن كلاهما لا يرى فيه فائدة كبيرة له، ومازال البيع السائد في السوق هو بطريقة الاتفاق بين البائع والمشتري على سعر الخروف أو الذبيحة ولا يتم وزن أي من الطلبيات التي تباع بالعدد وبمختلف الأوزان كما أنه لم يتم تعميم الموازين على الحظائر التي لازال توفرها إختياري لمن أراد. بدوره قال المستهلك، عبدالله محمد، لازالت أفضل شراء الذبيحة بالطريقة المعتادة تخوفا التعرض للغش والذي من أمثلته سقي المواشي بالماء والملح، وحقنها وتعليفها بالهرمونات المحفزة للتسمين للحصول على أوزان كبيرة ولتلافي ذلك أحرص قدر الإمكان على تجنب الشراء من الجلابة أو الباعة المتنقلين وأفضل التعامل مع أصحاب الحظائر المرخصة والمعروفين بالسوق. يذكر أن حجم الثروة الحيوانية في المملكة بلغ 3,478,612 رأساً يبلغ عدد الأغنام منها 1,941,933 رأساً والماعز: 1,032,231 رأساً والإبل: 509,946 رأساً والأبقار: 21,788 رأساً كما يبلغ حجم الاستيراد السنوي للسعودية من المواشي الحية يتراوح ما بين 6 و8 ملايين رأس بحسب احتياج السوق، ويصل عدد الدول التي تستورد منها السعودية مواشي حية نحو 30 دولة حسب إحصائيات الرسمية في 2024 م، ويتم تطبيق الاشتراطات الصحية، ومختلف الإجراءات الحجرية للتأكد من سلامة المواشي ومطابقتها للاشتراطات المطلوبة.