انتهت مشاركة كبير آسيا، نادي الهلال السعودي في بطولة كأس العالم للأندية بخروجه من دور ربع النهائي بعد خسارته أمام فلومنيننسي البرازيلي بهدفين لهدف، خرج الهلال رافعاً الرأس بعد أن حل وصيفاً لريال مدريد في مجموعتة وأقصى بطل أوروبا والعالم في الدور ال16، فقد كانت مشاركته نموذجاً للفخر والإعجاب، لما قدمه من مستويات عالية، وأداءٍ بطولي أثبت أن كرة القدم السعودية تسير بخطى واثقة نحو المنافسة العالمية. ورغم أن الفريق لم يكن في أتم جاهزيته، سواء من حيث استقطاب العناصر الأجنبية الجديدة أو بغياب بعض نجومه البارزين، وعلى رأسهم المهاجم الصربي ألكساندر ميتروفيتش، والنجم الأول سالم الدوسري الذي غاب عن البطولة في اللحظات الأخيرة، فإن الهلال ظهر بصورة الفريق المنافس وليس المشارك فقط، فقد كان أداء الهلال البطولي محل لفت الأنظار نحو هذا الفريق السعودي العظيم، فقد الإبهار إلى متابعة أخباره والاهتمام بتفاصيل تاريخه، بل وصل إلى أن أصبح حديث القنوات التلفزيونية والصحافة العالمية لما يملكه من نجوم محليين أو أجانب يخلصون العمل لأجل الشعار الأزرق. كل هذا كان نتاج منظومة متكاملة في العمل من الأمور الإدارية أو الفنية فقد أحسنت إدارة الهلال التعامل مع الفريق خلال هذه المرحلة المهمة، من التهيئة النفسية المثالية للاعبين، وترتيب جداول العمل بشكل احترافي ساعد في رفع التركيز والانضباط. كما كان لحضور الجهاز الفني الجديد بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي دور بارز في أداء الفريق بشكل عام حيث أظهر تعاوناً سريعاً وفعالاً في أول أيامه مع الفريق، ما ساعد في بناء روح جماعية وانضباط تكتيكي واضح خلال البطولة. لقد جسد الهلال في هذه البطولة رؤية المشروع السعودي الطموح لتطوير كرة القدم، ونجح في تقديم صورة مشرقة تعكس حجم التقدم الكبير في البنية الرياضية، والاحترافية التي وصلت إليها الأندية السعودية. لقد أثبت الزعيم الآسيوي أنه جدير بالتواجد في أي محفل عالمي، ليس لمجرد التمثيل، بل للتحدي وصناعة الفارق. ولم تكن قوة الهلال فقط في أجانبه أو محترفيه، بل أكد أن الفريق مصنعٌ للنجوم السعوديين الذين كانوا في الموعد، وعلى رأسهم سالم الدوسري، وناصر الدوسري، وحسان تمبكتي، هؤلاء اللاعبون برزوا بأدائهم، وأظهروا أن كرة القدم السعودية تزخر بالمواهب المحلية التي تستطيع الوقوف في وجه الكبار. الهلال نال إشادة عالمية على ما قدمه من أداءٍ راقٍ ومشرف، ووجد دعماً واسعاً من الجماهير العربية التي ساندته بكل فخر، فكان يمثل ليس فقط الكرة السعودية، بل الكرة العربية بأسرها. لقد رفع الهلال الراية الزرقاء عالياً، وأعاد تأكيد عبارة أصبحت أكثر من مجرد شعار: «المستحيل ليس سعودياً». غادر الهلال البطولة مرفوع الرأس بعد أن قدم درساً في القتالية والولاء للشعار مؤكداً أن القادم أعظم، وأن زمن الاكتفاء بالمشاركة قد ولّى، وحان وقت المنافسة على أعلى المستويات. غادر الهلال البطولة وقد كسب احترام متابعي كرة القدم، بعدما قدم عروضًا مميزة وروحًا قتالية عالية، جسدت شخصية الفريق البطل، لم يكن خروجه سوى محطة في رحلة طويلة من الطموحات، أثبت خلالها أنه قادر على مجاراة كبار العالم بل والتفوق عليهم في بعض المحطات. الهلال لم يخسر كثيرًا بخروجه، بل كسب احترام جماهير جديدة، ورسّخ اسمه كأحد أبرز ممثلي آسيا، بعدما قدم مستويات مشرفة وحقق نتائج قوية أمام أندية تملك نجومًا من الصف الأول عالميًا. ومع نهاية هذه المشاركة، تتجدد طموحات الهلال، ويزداد إصراره لمواصلة العمل، فالفريق يملك قاعدة جماهيرية ضخمة، وإدارة طموحة، وجهازًا فنيًا قادرًا على البناء والتطوير. الهلال اليوم أكثر نضجًا، وسيبقى دائمًا حاضرًا في مشهد البطولات، ممثلًا للوطن وقارة آسيا بكل فخر. الهلال خسر بصعوبة