"مدائح تائهة".. صدر للكاتب السعودي رائد العيد كتاب بعنوان "مدائح تائهة" عن دار "دوِّن" في القاهرة. يلتقط الكتاب تفصيلات الحياة اليومية ويصقلها بضوءٍ فلسفيٍّ رشيق، من الخشبة القديمة في سقف بيت سوريٍّ طفولي، إلى لوحات المتاحف، إلى "اللايك" في زمن السوشيال ميديا. بهذا يمزج العيد سردية المكان بسردية الفكرة، ليقدِّم نصوصاً مفتوحة بين المقال الشخصي والبحث الثقافي؛ فيه طزاجة الملاحظة وسلاسة لغةٍ لا تتورّع عن طرح أسئلة وجودية مباشرة من قبيل: "أيمكن للإنسان أن يعيش بلا سقفٍ يقي ذاكرته من فيضان الماضي؟". يقع الكتاب في نحو 160 صفحة توزَّعت على تسعة فصول تحمل عناوين كثيفة الدلالة: "المديح"، "البدايات"، "الإطار"، "السقف"، "اللامكان"، "اللعب"، "النظر من الأعلى"، "اللوز"، "الهامش". يختبر الكاتب في كل فصل فكرة كبرى عبر تأملات ولحظات سيرة شخصية، موزِّعًا نظره بين التجربة الفردية وأسئلة الوجود الجمعي، وينطلق من أطروحة بسيطة: المديح ليس مجاملة زائدة، بل فعل اكتشافٍ للجمال واعترافٍ به؛ ومن هنا يشرع في تحليل علاقة البشر، والأشياء، وحتى الأماكن، بحاجةٍ فطريةٍ إلى أن تُمتدَح أو تُؤطَّر. "مدائح تائهة" لا يَعِدُ القارئ بخريطةٍ جاهزة، بل برحلة تنقض يقيناته حول المدح، والبداية، والإطار الذي يحدِّد رؤيته للعالم. ومع أن العيد يصرُّ في الإهداء على أن الكتاب موجَّهٌ «إلى من تاهت عنهم المدائح»، فإنه في النهاية يُحسن إرجاع المديح إلى موضعه الطبيعي: قيمة أخلاقية تعيد ترتيب علاقتنا بأنفسنا وبالآخر. "وقت إضافي يصل فجأة".. وصدر للكاتبة والشاعرة اللبنانية رنيم ضاهر مجموعة شعرية بعنوان "وقت إضافي يصل فجأة" عن دار النهضة العربية في بيروت. وتخصصت رنيم ضاهر في علم النفس، وفي كتابة السيناريو، وتُرجمت مختارات من أعمالها الشعرية إلى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية. وعلى غلاف هذه المجموعة نقرأ مقطعاً من قصيدة في المجموعة: هل تذكر تلك العمياء كيف انتحرت برمي ظلّها من أعلى بعد وهب جناحيها لحاويات المدينة المتنكرة بالملاءات السوداء. "يوم بلا إنترنت".. كما صدر للكاتبة السورية سلام رشيد قصة بعنوان "يوم بلا إنترنت" عن إبهار للنشر والتوزيع. وتوضح القصة أهمية اللعب للأطفال، وتنمية هواياتهم وأفكارهم من خلال استثمار وقتهم مع العائلة، واكتشاف تجربة جديدة، وبعيداً عن الإنترنت، وأجهزة إلكترونية تتضمن ألعابًا بسيطة ومتعة للأطفال، وتتبع أنظار الأطفال لوجود أشياء ممتعة تعمل على الطفل دون اللعب في عالم الديجيتال. "أطياف السراب".. هذا، وصدر للكاتب المغربي عبد الجليل الوزاني التهامي رواية بعنوان "أطياف السراب" عن منشورات مكتبة سلمى الثقافية بتطوان. وهذه الرواية هي امتداد سردي وتجريبي لروايته السابقة "صهوة السراب"، حيث يواصل الغوص في عوالم التشظي والذاكرة، متتبعاً مصائر شخصياته التي لم تكتمل حكاياتها بعد، أو ربما استعصت على الختام. في "أطياف السراب"، لا يكتفي الوزاني التهامي بالسرد الواقعي، بل يزاوج بين الواقعي والمتخيل، والزمني واللازمني، مستحضراً مشاهد مشبعة بالغموض والتأمل الوجودي. إن شخصيات الرواية لا تعود فقط لتُكمل أدوارها، بل لتواجه ماضيها وتتصالح أو تتصارع مع مصائرها المتشابكة، وسط فضاء سردي يغلب عليه الطابع النفسي والرمزي. يمتاز أسلوب الكاتب بلغة شاعرية رصينة، وبتقنيات سردية متقدمة، تجعل من الرواية تجربة أدبية مميزة تنفتح على قراءات متعددة. كما تحضر في الرواية ثيمات الهوية، والحب، والفقد، والخيانة، والكتابة كأداة للنجاة والاحتراق معًا. بهذا الإصدار، يرسّخ عبد الجليل الوزاني التهامي موقعه ضمن الأسماء السردية المغربية التي تراهن على التجريب والانفتاح الجمالي، ويقدم للقارئ رواية تتقاطع فيها الذات والآخر، الحاضر والذاكرة، الواقع والوهم، في نسيج سردي ينضح بالتوتر والدهشة. "السؤال الكبير".. وأخيراً، أصدر الكاتب الفلسطيني الدكتور غسان علي محمد عنبتاوي كتاباً بعنوان "السؤال الكبير" عن إبهار للنشر والتوزيع. في هذا الكتاب، سنجد إجابات لأسئلة قد تخطر في البال: لماذا نكتب عن الفكر والأخلاق وسط عالم يرزح تحت أزمات قاسية؟ وكيف يمكن للإنسان أن يستعيد إنسانيته وسط مشاهد الدمار والتشريد؟ سيرافقنا في رحلة تأملية نواجه فيها قضايا الفساد والتخلي عن المبادئ، ونبحث معاً عن تطهير النفس وسبل الوصول إلى الطمأنينة الحقيقية.