اتهمت الحكومة السودانية الموالية للجيش كينيا بمدّ قوات الدعم السريع بالأسلحة، معتبرة ذلك «انتهاكا جسيما للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار» بعد عثورها على أسلحة في طريقها إلى الدعم السريع عبر نيروبي. وقالت الخارجية السودانية في بيان صدر الثلاثاء إنها «عثرت الشهر الماضي على أسلحة وذخائر تحمل علامات الجيش الكيني في مخازن كانت تستخدمها الميليشيا في الخرطوم». وتواجه الأطراف المتحاربة في السودان اتهامات بتلقي الدعم من قوى خارجية، في حين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة مرارا من أن قوى خارجية تؤجج نيران الحرب في السودان. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان مع دخول الحرب عامها الثالث إلى «وقف الدعم الخارجي وتدفّق الأسلحة». واتهمت الخارجية السودانية في بيانها كينيا بأنها «معبر رئيس للإمدادات العسكرية إلى الميليشيا الإرهابية»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، ويقيم الجيش السوداني علاقة وطيدة مع مصر، إلا أنه أسس في الآونة الأخيرة تحالفات قوية مع إيران وتركيا وروسيا. واتهم بيان الخارجية السودانية كينيا أيضا «بالترويج لتقسيم السودان بإشارتها لما يسمى بالحكومة الموازية» التي تعمل على تشكيلها قوات الدعم السريع. واستضافت نيروبي في فبراير الماضي حفل توقيع قوات الدعم السريع وائتلاف من المجموعات المتحالفة معها اتفاقا يمهّد الطريق لتشكيل ما يسمى حكومة «سلام ووحدة» في المناطق الخارجة عن سيطرة الجيش. وحذّر بيان الثلاثاء من أن «إصرار الحكومة الكينية على هذا النهج الخطير وغير المسؤول يمثل تهديدا جديا للأمن والاستقرار الإقليميين، ولوحدة أراضي الدول الإفريقية ومؤسسة الدولة فيها». وأسفرت الحرب في السودان خلال أكثر من عامين عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا في ما تصفه الأممالمتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ميدانيا، تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع تكثيف الأخيرة هجماتها على كردفان في جنوب البلاد. ودان مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الثلاثاء «هجوما مروعا» استهدف مستشفى المجلد في غرب كردفان وأسفر عن مقتل 40 مدنيا. وكانت مجموعة محامي الطوارئ، وهي مجموعة مستقلة توثق الانتهاكات من طرفي الحرب، قالت إن مسيرة تابعة للجيش استهدفت السبت مستشفى المجلد في المدينة الواقعة على بعد نحو 800 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم مخلفة 9 قتلى.