تحت شعار "لقاء يغير المشهد"، تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستقبال النسخة الثالثة من منتدى الأفلام السعودي خلال الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر 2025، في خطوة تؤكد تسارع وتيرة الحراك السينمائي المحلي وتصاعد الطموحات السعودية لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لصناعة الأفلام. يأتي المنتدى برعاية كريمة من سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، وهو دعم يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة لقطاع السينما كرافد مهم من روافد الاقتصاد الإبداعي، وامتدادًا لرؤية المملكة 2030 الطموحة التي تهدف إلى تنمية القطاعات غير النفطية وتعزيز حضور الثقافة السعودية عالميًا. هذا الدعم لم يكن ليبقى حبرًا على ورق، بل تجسد في مبادرات ملموسة أطلقتها هيئة الأفلام، مثل برنامج "ضوء" الداعم للأفلام، الذي وصلت مساهمته في دورته الأولى إلى 40 مليون ريال سعودي، ما مثل حجر الأساس لانطلاق عشرات المشاريع السينمائية الطموحة. لم يعد المنتدى مجرد فعالية محلية، بل تحول إلى منصة عالمية تجمع أبرز الفاعلين في صناعة السينما على المستويين المحلي والدولي، فهو يهدف إلى خلق فرص عمل جديدة، وتمكين الشراكات الاستراتيجية، وبناء مشاريع سينمائية تنافسية قادرة على الظهور دوليًا. ويشكل المعرض المصاحب للمنتدى، الذي يضم أكثر من 130 جهة محلية ودولية، نافذة شاملة على أحدث الابتكارات في سلسلة قيمة صناعة الأفلام، من التطوير والتمويل إلى الإنتاج والتوزيع. كما يقدم المنتدى هذا العام أكثر من 30 جلسة حوارية وورشة عمل متخصصة، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار العالميين، ما يوفر للمشاركين فرصة فريدة للاطلاع على أحدث الممارسات العالمية وتطبيقاتها محليًا. يشكل المنتدى منصة مثالية لإبراز المواهب السعودية وتمكينها، حيث يتيح للمبدعين الشباب التواصل المباشر مع أسماء بارزة في الصناعة، وصقل مهاراتهم عبر ورش العمل المتخصصة وقد ساهمت مثل هذه المبادرات سابقًا في ظهور جيل جديد من صانعي الأفلام السعوديين الذين بدأوا بإثبات حضورهم على الخريطة السينمائية العالمية. فلم يعد نجاح السينما السعودية وليد الصدفة، بل هو نتاج تخطيط استراتيجي ودعم غير مسبوق، فقد تمكنت الأفلام السعودية خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق إنجازات لافتة في أعرق المهرجانات الدولية، وهو ما يؤكد قدرتها على المنافسة عالميًا: * فيلم "نورة": مثل السينما السعودية لأول مرة في مهرجان كان السينمائي في دورته ال77 عام 2024، وحصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما"، كما فاز بجائزة التحكيم الكبرى في مهرجان مونتروي السينمائي في باريس. * فيلم "حد الطار": كان له حضور لافت في حفل توزيع جوائز الأوسكار، ما يعد إنجازًا تاريخيًا للسينما السعودية. * فيلم "وجدة": ترشح لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2013، وفاز بثلاث جوائز في مهرجان البندقية السينمائي. * فيلم "المرشحة المثالية": كان أول فيلم سعودي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي. بكل تأكيد، فإن منتدى الأفلام السعودي في نسخته الثالثة ليس مجرد فعالية عابرة، بل هو محطة فارقة في مسيرة تطور الصناعة السينمائية في المملكة. تحت شعار "لقاء يغير المشهد"، يجسد هذا المنتدى رؤية طموحة تضع السعودية على الخريطة السينمائية العالمية، ليس فقط كسوق واعد، بل كمنتج ثقافي وفني قادر على المنافسة وإبراز الهوية السعودية الأصيلة بقالب إبداعي راقٍ. إن الدعم الكبير من وزارة الثقافة وهيئة الأفلام، ممثلاً برعاية سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، هو الضامن الأساسي لاستمرار هذه النهضة السينمائية الواعدة، التي ستجعل من المملكة، دون أدنى شك، قبلة السينما العالمية في السنوات المقبلة.