يعد صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، ورافداً رئيساً لتحقيق رؤية 2030 الطموحة، لذا يلعب دوراً محورياً في تعزيز النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، مع التركيز على تطوير قطاعات واعدة تساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وامتداداً لتأسس الصندوق في عام 1971م، شهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً غير مسبوق، إذ تحول من صندوق تقليدي إلى أحد أكبر صناديق الثروة السيادية عالمياً، بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-. يعكس الصندوق رؤية المملكة في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، من خلال الاستثمار في قطاعات جديدة ومحورية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك مشروعاته العملاقة مثل: "نيوم"، الذي يقدم نموذجاً عالمياً للمدن المستقبلية، و"ذا لاين" الذي يعيد صياغة مفهوم المدن الحديثة المستدامة، وأسهم الصندوق في تأسيس شركات وطنية مثل: "روشن" و"البحر الأحمر الدولية" و"القدية" و"شركة الدرعية"...، والتي حققت تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل للمواطنين. على المستوى العالمي، نجح الصندوق في بناء شبكة شراكات واستثمارات متنوعة شملت شركات كبرى مثل: "أوبر" و"لوسيد موتورز"...، مما يعزز من مكانة المملكة كلاعب اقتصادي مهم على الساحة الدولية، وتُظهر هذه الاستثمارات قدرة الصندوق على تحقيق عوائد مالية مستدامة تسهم في دعم اقتصاد المملكة وتمكينها من مواجهة تحديات المستقبل. بالإضافة إلى دوره الاقتصادي في تحفيز النمو، وجذب الاستثمارات، وتطوير المشروعات الاستراتيجية التي تعزز مكانة المملكة كمركز مالي وتجاري عالمي، لا يغفل الصندوق أبعاده الاجتماعية التي تعكس التزامه بالمسؤولية المجتمعية ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، فهو يؤكد بدوره على تحسين جودة الحياة عبر الاستثمار في قطاعات الترفيه والسياحة والإسكان. كما ساعد في تعزيز البنية التحتية، ودعم الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية ومبادرات تعليمية تهدف إلى إعداد جيل جديد من قادة المستقبل. وبفضل الرؤية الطموحة والاستراتيجية المؤثرة، يستمر صندوق الاستثمارات العامة في قيادة مسيرة التنمية والتحول الاقتصادي في المملكة، ليبرهن أن الاستثمار ليس فقط أداة اقتصادية، بل رؤية شاملة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، كما إن نجاح الصندوق ليس محصوراً فقط في تحقيق عوائد مالية، بل يمتد ليشمل دوره في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، ووضع المملكة في مكانة اقتصادية مرموقة على مستوى العالم. ختاماً، يمثل صندوق الاستثمارات العامة نموذجاً فريداً للإدارة الاقتصادية الفاعلة، ويعكس رؤية القيادة السعودية لبناء مستقبل مشرق يقوم على أسس الابتكار والاستدامة والريادة. عبدالله بن يوسف العثمان