أوتاوا ولندن تطالبان بمعاقبة أسطول «الشبح» الروسي عارضت الولاياتالمتحدة الثلاثاء صدور بيان مشترك "قوي اللهجة" بشأن أوكرانيا كان سيتضمن إدانة لروسيا في قمة مجموعة السبع التي غادرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يومها الأول. وقال مسؤول كندي مشترطا عدم كشف هويته "لا بيان لأن الأميركيين أرادوا تليينه". وتوافقت بقية دول المجموعة على بيان "قوي اللهجة"، إلا أن صدور بيان مشترك يتطلب موافقة كل الدول الأعضاء. وعزت الولاياتالمتحدة موقفها إلى سعيها للاحتفاظ بقدرتها على التفاوض. وكان النزاع في أوكرانيا أحد المحاور الأساسية للقمة التي عقدت في كاناناسكيس في جبال روكي الكندية وشارك فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وبمغادرة ترمب القمة في يومها الأول، ألغي اللقاء الثنائي الذي كان مقررا مع الرئيس الأوكراني. والتقى زيلينسكي قادة بقية دول المجموعة غداة تعرّض كييف لواحدة من أعنف عمليات القصف منذ الغزو الروسي لبلاده في فبراير 2022، والتي أسفرت عن مقتل 15 شخصا على الأقل في العاصمة. واعتبر الرئيس الأوكراني أنّ الهجوم الروسي يُظهر ضرورة تقديم دعم إضافي من حلفاء بلاده. وقال "من المهم لجنودنا أن يكونوا أقوياء في ساحة المعركة، وأن يبقوا أقوياء حتى تصبح روسيا مستعدة لمفاوضات سلام"، مضيفا "نحن مستعدون لمفاوضات سلام، لوقف غير مشروط لإطلاق النار. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى ممارسة ضغط" على روسيا. وفي اليوم الأخير للقمة، أعلن رئيس الحكومة الكندية مارك كارني، أنّ بلاده ستقدّم لأوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 1,27 مليار يورو، من بينها طائرات مسيّرة ومركبات مدرّعة. وأكد "أهمية إظهار التضامن مع أوكرانيا" و"ممارسة أقصى قدر من الضغط على روسيا التي رفضت الجلوس إلى طاولة المفاوضات". وأعلن كارني أيضا تقديم قرض جديد بقيمة 2,3 مليار دولار كندي لأوكرانيا، للمساعدة في إعادة بناء بنيتها التحتية. وانضمت أوتاوا إلى لندن في تشديد العقوبات على "أسطول السفن الشبح" الروسي الذي يستخدم للالتفاف على العقوبات الدولية على مبيعاتها النفطية. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إنّ "هذه العقوبات تضرب بشكل مباشر قلب آلة الحرب الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف خنق قدرته على مواصلة حربه الوحشية في أوكرانيا". والاثنين، لم يخف الرئيس الأميركي تشكيكه في احتمال فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال "العقوبات ليست بهذه السهولة" مشددا على أن أي تدابير جديدة ستكون لها "كلفة هائلة" على الولاياتالمتحدة أيضا. ولفت دبلوماسي في إحدى الدول المنضوية في المجموعة مشترطا عدم كشف هويته إلى أنه "بغياب ترمب، يمكن أن تكون المناقشات أكثر سلاسة، لكنها أيضا أقل تأثيرا مع غياب الدولة الأقوى". وكان هدف كثير من القادة الحاضرين نزع فتيل الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترمب منذ فرض رسوما جمركية بنسبة 10% كحد أدنى على غالبية السلع المستوردة في الولاياتالمتحدة ويهدد بزيادتها. غير أنّ تصريحات الرئيس الأميركي في طريق عودته إلى واشنطن، أثارت استياء، إذ لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة إلى قادة مجموعة السبع، رغم أنّ الحوارات أثناء القمة كانت ودية. وأعرب عن أسفه لأنّ الأوروبيين "لا يقترحون اتفاقا عادلا في الوقت الحالي" لتخفيف حدة الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدة. وقال "إما أن نجد صفقة جيدة، أو أنهم سيدفعون أي مبلغ نقول لهم أن يدفعوه". وفي مؤشر إلى الانقسامات داخل مجموعة السبع، حمل ترمب بقوة على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون آخذا عليه تقديمه بطريقة "خاطئة" سبب مغادرته القمة بقوله إنه فعل ذلك للعمل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب ترمب عبر منصته تروث سوشال "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران". وأضاف "هذا خطأ! ليس لديه أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق النار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائما. تابعوني!". وقال ماكرون لبعض الصحافيين على هامش القمة إن "اقتراحا قدم" من جانب الأميركيين "لحصول لقاء... مع الإيرانيين"، مضيفا "إذا نجحت الولاياتالمتحدة في الحصول على وقف لإطلاق النار فسيكون هذا جيدا".