صوت العقل

تعتمد المملكة نهجاً ثابتاً وارسخاً في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، عبر مبادئ واضحة تقوم على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والسعي لحل النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية، وبالتالي فإن موقف المملكة من الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يأتي في سياق دعواتها المستمرة لتغليب صوت العقل وتفادي التصعيد، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن استقرار المنطقة لا يتحقق إلا من خلال التفاهم المشترك وضبط النفس.
وقد برزت جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، كعامل محوري في تعزيز نهج التهدئة وتصفير الأزمات في المنطقة، من خلال مبادرات شجاعة جمعت أطرافاً متنازعة على طاولة الحوار، وأسهمت في إرساء واقع جديد من الانفتاح السياسي والتفاهمات الإقليمية، ليسود الأمن والاستقرار والنماء.
وتلعب المملكة دوراً فاعلاً في دعم الجهود الأممية الرامية إلى إنهاء الصراعات والخلافات، مؤكدة التزامها الإنساني والأخلاقي تجاه الشعوب المتضررة، وسعيها الدائم إلى تقريب وجهات النظر وتوفير بيئة خصبة للحلول الدبلوماسية، باعتبار أن الحروب لم تكن يومًا وسيلة لحل النزاعات، بل وقودًا لمزيد من الدمار والمعاناة.
المملكة ترى أن مستقبل المنطقة لا يُبنى على ركام الصراعات، بل على أسس التعاون والتنمية والسلام، وهي تبرز من خلال دورها الفاعل، كقوة توازن تدفع نحو الاستقرار، وتؤمن بأن أمن المنطقة مسؤولية جماعية تتطلب إرادة سياسية صادقة، وموقفاً دولياً حاسماً، وهو ما تنادي به على الدوام.