بكل فخر واعتزاز تواصل المملكة العربية السعودية تقديم الدروس في كل عام من خلال (تنظيم موسم الحج)، موسم هذا العام 1446ه، وكيف لها أن تستقبل أكثر من مليوني إنسان في وقت معين وفي منطقة واحدة وتعمل على راحتهم وتنقلاتهم وخدمتهم من جميع النواحي في كل عام.. يا لعظمة هذه البلاد الطاهرة! أكثر من مليوني حاج في منطقة واحدة ومحدودة، ويتحركون في الوقت نفسه كالموج وسط متابعة دقيقة من جميع الجهات الأمنية والمسؤولة عن تنظيم هذه الأمواج التي تتنوع فيها الأعمار من صغير السن حتى سن الشيخوخة، بل قرأنا في حج هذا العام قدم مولود على صعيد عرفات، وتم ذلك بكل يسر وسهلة في ظل توفر الجهات المسؤولة عن الصحة. خلية نحل من السعوديين من جميع القطاعات تعمل ليلا ونهارًا على خدمة حجاج بيت الله الحرام، بتوجيه ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله-، وإشراف مباشر من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. الأمر يدل على عظمة الدولة السعودية وحكامها وما يولونه من اهتمام بخدمة ضيوف الحرمين الشريفين وتسهيل أمور المسلمين في تأدية مناسك الحج من كل عام. ونجد في الميدان من يقدّم الخدمة للحجاج من الوزير حتى أصغر موظف. الكل يتسابق لخدمة ضيوف المملكة الأعزاء. حكومة المملكة العربية السعودية تجد خدمة ضيوف بيت الله الحرام واجبًا عليها، وتشريفًا في الوقت نفسه ولا يقدر هذا الشرف بأي ثمن، لذلك هي تسخر كل طاقاتها في الحج وتصرف الميزانيات الضخمة ويقدم الجميع الجهد الكبير في سبيل تنظيم الحج وإنجاحه. نرى الإعجاب في أعين حجاج بيت الله الحرام الذين قدموا من كل مكان، وسوف ينقلون هذا الإعجاب إلى أوطانهم وشعوبهم ويرون ما شاهدته أعينهم من مظاهر الاهتمام والعناية، والتنظيم الرائع منذ استقبالهم وحتى مغادرتهم. حفظ الله وطننا الغالي وحكومته وشعبه الأوفياء.. ونبارك للجميع نجاح حج عام 1446ه.