العلاج الكيميائي أو الدوائي هو الأفضل مع الاضطراب، ولا يعني ذلك أن العلاج المعرفي السلوكي والتفاعلي ليس مهماً، وبالأخص في التعامل مع المنغصات البيئية، ومن الأدوية الأشهر، الريتالين والديكسترين، والأفضل منهما الكبتاغون، أو الإمفيتامينات إجمالاً، إذا تم أخذها تحت إشراف طبي، ولمدة محدودة.. استناداً لأرقام المسح الوطني للصحة النفسية في المملكة، فقد ارتفعت أعداد المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ما بين عامي 2022 و2023، من 5 % إلى 8 %، أو من قرابة مليون و600 ألف طفل، إلى مليونين و560 ألف طفل، وبزيادة قدرها 960 ألف طفل، ويشغل هذا الاضطراب المرتبة الثانية بالنظر لدرجة انتشاره بين السعوديين، ولا تتجاوز أعداد المختصين فيه ال40 طبيباً على المستوى المحلي، وهو يؤثر عالمياً، في المتوسط، على 2,5 % من البالغين و5 % من الأطفال، وفق إحصاءات 2024، وبعض أهل الاختصاص يعتقدون بأن هؤلاء الأشخاص يمكن إحداث تغيير في بنية المخ لديهم، ولو وصلت أعمارهم لسن الستين عاماً، والتغيير مشروط بتقبل الشخص لذاته بعيوبها ومزاياها، لأنه في رأيهم اضطراب عائلي، سببه قصور في العلاقة بين الأم والطفل، أو بين الأخير والمسؤول الأول عن رعايته، ولا بد من ملاحظة أن أصحاب الاضطراب لديهم أفكار مبتكرة في حل المشكلات، وهم أصحاب شخصيات إبداعية، ولكنهم يعانون من قدراتهم المتواضعة في التركيز، وأنهم في حالة تشتت واستعجال دائمة. اللافت في هذه النوعية من الأشخاص، أنه إذا حدث خلاف معها، فإنها تتصرف في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن، والسابق يسميه المختصون بالذاكرة غير التاريخية، أو عقلية الأسود والأبيض، بخلاف نسيانها لما تقطعه للآخرين من وعود ومواعيد، وقد لا تتذكر أسماء الأشخاص والعناوين والأرقام، وحياتها فوضوية في الغالب، ودائماً ما تسرح أثناء الكلام، وتوجد وقفات مطولة بين جملها، وقابليتها للاستثارة والغضب عالية، ويستبد بها الخوف من رموز السلطة في محيطها، كالمعلم في المدرسة، والمدير في العمل، وأعرف عوائل كاملة لديها أعراض مشابهة، ما يشير إلى أن المسألة يتشارك فيها العامل الجيني والبيئي معاً، والدراسات تؤكد بأن 25 % من الأطفال المصابين بالاضطراب، يكون أحد والديهم مصاباً به، وما يتم توريثه هو الحساسية المفرطة، وليس الاضطراب نفسه، وتحديداً تجاه المؤثرات الخارجية، ما يوفر الأرضية المناسبة لحدوثه. العلاج الكيميائي أو الدوائي هو الأفضل مع الاضطراب، ولا يعني ذلك أن العلاج المعرفي السلوكي والتفاعلي ليس مهماً، وبالأخص في التعامل مع المنغصات البيئية، ومن الأدوية الأشهر، الريتالين والديكسترين، والأفضل منهما الكبتاغون، أو الإمفيتامينات إجمالاً، إذا تم أخذها تحت إشراف طبي، ولمدة محدودة، لأنها قد تؤدي إلى الإدمان، ولكنها ممنوعة في معظم الدول العربية بما فيها المملكة، وتعامل كالمخدرات، والدليل ضبطياتها التي تحضر في الإعلام المحلي بشكل متواصل، والكبتاغون يفيد مريض الاضطراب في التركيز، وهو يساعد 75 % من المصابين، لأن المطلوب تنشيط الأجزاء الخاملة والمشتات في دماغ صاحب الاضطراب، وزيادة كفاءة إفراز الدوبامين أو هرمون المكافأة في المخ، والكلام ليس لي وإنما لباحثين في جامعة ألتو الفنلندنية عام 2023، وفرط الحركة وتشتت الانتباه، في رأيهم، ليس مرضاً، وإنما اضطراباً في هرمونات المخ، يبدأ في سن السادسة، وربما استمر في 40 % من الحالات لما بعد البلوغ. هذا الاضطراب ليس جديداً، فقد تم الوقوف عليه للمرة الأولى، بمعرفة الأسكتلندي السير ألكسندر كريكتون عام 1798، أو في أواخر القرن الثامن عشر، وأسماه بمرض الانتباه، ومن يصابون به قد يتعرضون للتنمر والوصم في مدارسهم، ولا يوفقون في تعليمهم، ويجدون صعوبة في أعمالهم، ومشكلات في العلاقات الاجتماعية، ويتورطون في حوادث متكررة، وخصوصاً حوادث السير، فالدراسات تفيد بأن احتمالية ارتكابهم لهذه الحوادث، تزيد بمعدل أربعة اضعاف مقارنة بالأشخاص غير المصابين، وكلها تحدث بسبب سلوكياتهم وقراراتهم المندفعة وغير المحسوبة، وردات أفعالهم المتهورة، وعدم انتظارهم لدورهم في كل شيء، ورغم ما قيل، فهم قد يتفوقون على غيرهم في بعض الأنشطة والمهارات. بدليل أنهم مميزون في المجال الرياضي وبصورة استثنائية، ومن الأمثلة، أنه طوال التاريخ الأميركي، لم تحصل إلا ثلاثة نساء على ميداليات في مارثون الألعاب الأولمبية، وواحدة منهن كانت مصابة بالاضطراب السابق ومعه الوسواس القهري، واسمها مولي سيدل، وقد فازت بالميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو 2020، ومعها الأميركي الآخر مايكل فيليبس، الذي حصل ما بين عامي 2004 و2016، على 23 ميدالية ذهبية من أصل 28 ميدالية أولمبية فاز بها في السباحة، وسجل رقماً قياسياً لم يكسر إلا في يوليو 2024. الدراسات تفيد بأن المصابين بالاضطراب، يقومون بانحرافات في مرحلة المراهقة، كالتدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات، والقيادة المتهورة للسيارات والتفحيط، كما يفعل "الدرباوية" محلياً، وبالتالي من غير المستبعد أن يكون الدرباوي شخصاً مضطرباً في حركته وانتباهه، فالمواصفات منطبقة عليه وتناسبه تماماً، ويمكن الاستفادة منه في سباقات الراليات والفورملا، ولا أتصور أن وزارة الرياضة لم تلتفت لهذه الفئة، وتفكر في استثمارها ضمن المجالات التي تستهويها، لأن إنجازاتها ستكون إعجازية بالتأكيد، والشواهد موجودة في أكثر من دولة.