من وحي التقرير الذي أعدته الهيئة العامة لتنظيم الإعلام اطلعت وأنا المهتمة بالمشهد الإعلامي كوني ابنة الإعلام السعودي منذ 2004 إلى ما تقوم به القطاعات المختلفة للإعلام، حيث تخطو وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية خطوات واسعة في ركب الرؤية التي تتكئ على المنظومة الإعلامية، كون الإعلام ركيزة لتحسين جودة الحياة، وهو واجهة لتقديم محتوى الرؤية الذي هو مرآة للمملكة في عهدها الذهبي الذي يتطلع له العالم بشوق، كما هو أحد عوامل النمو الاقتصادي الذي إن استثمر به بشكل جيد سيعطي ثماره وحصاده الوفير؛ لقد رأينا في تجارب لمنصات إعلامية سعودية مثل mbc كيف دخلت بيوت العرب في كل مكان في العالم منذ وقت مبكر واليوم شكلت ثنائية رائعة مع برامج الرؤية، حيث محتواها الغني الهادف، وانبثقت عنها القناة الثقافية مؤخرًا التي انطلقت من المثقف المحلي والفعاليات الثقافية في المملكة إلى المثقف في كل مكان والثقافة بمفهومها الواسع الشامل التي تتخطى الحدود والحواجز والأجناس والأعراق. لاحظت أن عددًا من الأجانب السياح أو المقيمين في المملكة يتوجهون إلى المحتوى السياحي على وسائل الإعلام المختلفة لإرشادهم لوجهات يتعرفون من خلالها على المملكة، والتقرير سابق الذكر أشار للتحول الاستثنائي للإعلام سواء المقروء أو المسموع أو المرئي التي هي قنوات لحماية التراث والقيم الوطنية وتعزيز مكانة المملكة المحلية والعالمية؛ كما لا يمكن أن أغفل الاشارة لضرورة الإسهام الاقتصادي لقطاع الإعلام حيث تأثر بالنهضة الثقافية للمملكة التي تتيح للمستثمر المحلي والخارجي من استثمار هذه الفرص وهذا النمو، منها الالتفات لإنتاج مسلسلات وتبني إنتاج محتوى سعودي ينافس عالميًا، مثل الأفلام السعودية التي حصلت على جوائز دولية. ومع زيادة الطلب على المحتوى ارتفعت عدد جهات الإنتاج الإعلامي المحلي، وحفز ذلك الاستثمارات في الإعلام الرقمي، وجذب المشاهدين من داخل وخارج المملكة. كما عودة دور السينما والجوائز التي تبنتها وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه أحدثت حراكًا كبيرًا وتحفيزًا للمواهب الشابة في هذا القطاع الحيوي كما لشركات الإنتاج. قطاعات إعلامية وإعلانية كثيرة انتعشت كالرياضات الإلكترونية، وقطاع التدريب الإعلامي وقطاع النشر، وقد وفرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بيئة تنظيمية تضمن حماية المستهلك وتنافسية السوق الإعلامي، وتلعب اللوائح التنظيمية للهيئة دورًا فعالًا في تعزيز الوضوح ورفع درجة الشفافية وسهولة ممارسة الأعمال لكل من الجهات الإعلامية والمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء. الإعلام مسرح لتحولات استراتيجية وهو الذي يحكي قصص النماء والانتماء ومرآة لثقافة أرض غنية بحضاراتها ومهمة بموقعها وجهودها على خارطة العالم. وكوني منحازة للتلفزيون اتطلع لبرامج تترك بصمتها وأثرها الذي لا يتوقف عند نهاية الدورة البرامجية، لمذيعين هم هوية التلفزيون والإذاعة، ومن مقالي هذا، بطاقة محبة لوئام الدخيل التي أبدعت في تقديم منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بحضور عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان وزعيم أميركا دونالد ترمب، وهي النموذج المثالي للإعلام السعودي الذي لا بد أن يقدم أفراده أنفسهم بالمستوى نفسه، وهي فرصة سانحة لأشير إلى الأكاديمية التدريبية في هيئة الإذاعة والتلفزيون وغيرها من أكاديميات تدرب المواهب الشابة في هذا المجال والتي لا بد أن يكون للإعلاميين الأكفاء دور فيها. تقرير الهيئة قدم نظرة شاملة على واقع الإعلام في المملكة، وسلط الضوء على التحولات الكبيرة التي يشهدها القطاع لمواكبة رؤية السعودية 2030. كذلك منحني كمتابعة للمشهد الإعلامي إضاءات على التحولات التقنية والتنظيمية التي تدعم نمو القطاع واستدامته، وحجم الازدهار الذي يشهده قطاع الإعلام السعودي، مما أسهم في رفع كفاءة المحتوى الإعلامي وتعزيز قدرته التنافسية عالميًا، وسأتطلع من قبطان وزارة الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري لقاء قريباً بالإعلاميين الذين كان لهم دور في مسيرة الإعلام السعودي وإن ترجّلوا عن المشهد، فهذا الوطن وفيّ للمخلصين له الذين كانت لهم بصمة وإسهامات.