ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والألمنيوم التي تستوردها بلاده من 25 إلى 50 % لافتا إلى أنه "من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق" مع نظيره الصيني شي جيبينغ، قبيل انعقاد مفاوضات مع عدد من شركاء الولاياتالمتحدة التجاريين في باريس. ونُشر مرسوم مضاعفة الرسوم الثلاثاء ودخل حيز التنفيذ بعد منتصف الليل بتوقيت واشنطن (04,01 ت غ الأربعاء). وبرر الرئيس الأميركي قراره قائلا "نريد التحقق من أن الواردات لا تهدد الأمن القومي". وجاء في نص المرسوم "مع أن الرسوم الجمركية المفروضة حتى الآن قد وفرت دعما أساسيا للأسعار في السوق الأميركية، إلا أنها لم تمكّن هذه الصناعات من زيادة معدل استخدام قدراتها الإنتاجية والمحافظة عليه عند مستوى كافٍ لضمان استمراريتها، ولا بما يتماشى مع متطلبات الدفاع الوطني". وأُعفيت المملكة المتحدة من هذه الزيادة الجديدة، لتبقى نسبة الرسوم المفروضة عليها 25 %، بهدف إتاحة الوقت أمام لندنوواشنطن لإكمال مفاوضاتهما وبدء سريان اتفاق تجاري أُعلن عنه الشهر الماضي ويُفترض أن يعفي قطاع الصلب البريطاني من الرسوم الجمركية. وأعربت الحكومة البريطانية عن "رضاها"، مؤكدة أنها "ستواصل العمل" مع الإدارة الأميركية لضمان دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفقا لتصريح تلقته وكالة فرانس برس. ورحب اتحاد "يو كاي ستيل" الذي يُمثل قطاع الصلب في بريطانيا، بتعليق زيادة رسوم الجمركية على منتجاته المصدرة إلى الولاياتالمتحدة، لكنه دعا لندنوواشنطن إلى "تحويل اتفاقية مايو إلى واقع على وجه السرعة". وكان قطاع الصلب والألمنيوم أول المستهدفين بالرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب مع اعتماد رسوم جمركية إضافية نسبتها 25 % اعتبارا من 12 مارس من أجل الحث على الاستثمار في الولاياتالمتحدة. وطُبّقت هذه التعريفات أيضا على صناعة السيارات قبل أن تُوسّع قريبا لتشمل الأدوية وأشباه الموصلات، وهي الوحيدة التي لم يُعطّلها حكم قضائي صدر مؤخرا واستهدف التعرفات المطبقة من دون تمييز. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت الثلاثاء أن "الممثل التجاري الأميركي أرسل رسالة إلى جميع شركائنا التجاريين للتذكير باقتراب الموعد النهائي". وأعلنت أوروبا استعدادها للرد في حال زيادة الرسوم الجمركية التي تستهدفها تحديدا. وقد تستمر أجواء الغموض في التأثير على الاقتصاد العالمي، إذ اتهم ترمب الأسبوع الماضي بكين بانتهاك اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد في ما يتعلق بالرسوم الجمركية وقعه أكبر اقتصادين في العالم في منتصف مايو في جنيف، ما يهدد بإعادة إشعال الحرب التجارية. وأكد البيت الأبيض أن ترمب يأمل في إجراء مكالمة مع نظيره الصيني. شي جينبينغ، "ربما هذا الأسبوع". لكن الرئيس الأميركي كتب الأربعاء على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، إنه "يقدر" نظيره الصيني شي جيبينغ لكن "من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق" معه. قبل زيادة الرسوم الجمركية إلى 50 %، اعتبرت كندا، أكبر مورد للصلب والألمنيوم إلى الولاياتالمتحدة، أن هذه التعرفات "غير قانونية وغير مبررة". وأشار وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرارد إلى أن بلاده ستطلب إعفاءها منها، واصفا هذه الإجراءات بأنها "سخيفة". وتذهب 80 % من صادرات المكسيك إلى الولاياتالمتحدة.