لم يكتفِ الاتحاد في هذا الموسم بالانتقام من كبار الدوري والمنافسين وإقصائهم من المنافسات في صراع البحث عن اللقب وفرض الهيبة، ولم يكتفِ لاعبوه بمواصلة الركض وتحقيق الأرقام وقلب النتائج وتحدي الإصابات والغيابات وشراسة المنافسين، ولم تحتمل الملاعب في كل مدن المملكة كثافة جماهيره وسطوتها وغزوها لكل المدرجات وفرض سيطرتها وهيبتها وقيمتها التاريخية وإرثها الرياضي وسيمفونيتها الاستثنائية في كل جولة كان هناك الجديد، وفي كل لقاء كانت هناك المفاجأة وفي كل لحظة صعبة كان هناك الحسم، لقد كانت الدموع مغلفة بالابتسامة، والنشوة تطغى على الفرح، والحضور يتغلب على الصعوبات، والانتصار يتفوق على المستحيل فالاتحاديون دائماً أجمل من يفرح وأصدق من يعبر وأكرم من يدعم وأجلد من يصبر وأشجع من يقاتل وأشرس من ينتصر وأقوى من يضحي وأزهى من يحتفي. لم تكن ليلة التتويج مجرد ليلة فرح بالدوري الذي اعتادوا على الفوز به، ولم يكن الوفاء لقائده الأسطوري مجرد لفتة من حفل طرز فيه الوفاء للجميع، ولم يكن إيثار رئيسه وابتعاده عن المشهد مجرد لقطة للاستعراض، ولم تكن سعادة وصخب وحماس قائده العالمي مجرد فرحة في لحظة بطولية، ولم تكن ضحكة كانتي وتفاعله مجرد ردة فعل لحدث بطولي ولا أهازيج جماهيره مجرد أداء لقد كانت ليلة باذخة بكل التفاصيل، مليئة بالكبرياء والفخر وفرد العضلات والإرث والقيمة التاريخية والجماهيرية والبطولية والتسويقية، هاتريك تيفو ولاعبون عالميون يركضون كالأطفال مع عائلاتهم وضيوفهم من نجوم المنتخبات العالمية وكأنهم يخبرونهم عن الجنة التي انتقلوا إليها، والحظ السعيد الذي قادهم لهذا المعقل التاريخي وبين الجماهير الاستثنائية والمدرج الشمالي العريق لقد تشابهت الألسن وتوحدت اللغات وهي تردد بلسان عربي فصيح «يا إتي ما شاء الله» وتسابق النجوم لترديد «تشرب تشب تشب» مع العتيق الفاخر كمال الدولي لقد رأوا في هذا الاتحاد ما لم يروه في كل بقاع العالم وفي أنديتها العريقة، وأدركوا جيداً أن الاتحاد ليس مجرد كيان، ولا أسرة يخرج منها أبناؤها حين يكبرون، ولا وظيفة تنتهي بنهاية العقد لقد أيقنوا أن الاتحاد روح في جسد جسدها الفونسو وهو يرسل تهانيه من ليما، ووطن تغادره ولا يغادرك كما يحلو لتشيكو أن يردد بلكنته البرتغالية «وطن وطن وطن»، وكيان ستشعر أنك ولدت بداخل أروقته لمجرد أن ترتدي شعاره كما يؤمن ديمتري بذلك، لقد كانت ليلة باذخة بكل تفاصيلها، لُعبت لتروى، وكتبت لتُنشر، وخُتمت لتُخلد في صفحة من صفحات التاريخ التي أعتاد الاتحاديون على كتابته ثم طويه من أجل الانتقال لكتابة الصفحة التي تليه، والاتحاد دائماً الأول والاستثنائي والتاريخي الذي لا يعرف الهبوط ولا يؤمن بالسقوط ولا يمل من ارتقاء المجد والمنصات. من أفراح العميد (عدسة/ المركز الإعلامي بالاتحاد) العمري فرح بالذهب (عدسة/ المركز الإعلامي بالاتحاد) عماد الحمراني