في وطنٍ لا يكتفي بالحلم، بل يُصرّ على تحويله إلى واقع، كانت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض أكثر من مجرد لقاء سياسي، بل نافذة استراتيجية على طموح سعودي عابر للحدود. فالعقود التي وُقّعت، والمجالات التي شملتها، لم تكن سوى امتداد لوطن يُهندس مستقبله بشغف وإبداع. حين تتقدم القيادة السعودية الصفوف، فإنها لا تتعامل مع اللحظة كغاية، بل كمنصة انطلاق نحو المستقبل. وهنا تبرز زيارة ترمب إلى الرياض، كيف تتقاطع الرؤية السعودية مع العالم، وكيف تكون المملكة في صلب التفاهمات التي تصنع الاقتصاد العالمي، وتُعيد تشكيل خارطة الصناعات والتقنيات. هذه الزيارة، التي وُقّعت خلالها اتفاقيات بمئات المليارات، تؤكد أن المملكة اليوم لا تكتفي بدورها التاريخي كدولة محورية، بل تسعى لتكون مركزًا صناعيًا وتقنيًا ينافس عالمياً، وتتحدث بلغة الذكاء الاصطناعي، وعلوم الفضاء، والصناعات المتقدمة. في كل اتفاقية وُقعت، كان تطوير البنية التحتية للصناعة السعودية حاضرا، وتدريب العقول الوطنية، وتحويل المملكة إلى بيئة جاذبة للتطوير والابتكار في قلب المعادلة، وهو ما كان شاهد عيان من حضور المستثمرين من القطاع الخاص الأميركي في الزيارة، وهو ما يعكس حرص البلدين على نقل الشراكة الاستراتيجية إلى آفاق أرحب مستندة على تسعة عقود من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. لم تكن العقود سوى خطوات على طريق توطين التقنية، وتمكين المهندسين السعوديين من بناء منظومات عسكرية، وتقنية، وفضائية، تنطلق من الرياض وتحاكي طموح المستقبل، المستقبل الذي تسعى القيادة بأن تبنيه بسواعد سعودية وطموح يعانق السحاب. ما يحدث اليوم هو التجسيد الحقيقي لرؤية السعودية 2030 التي كتبت لتكون نهج حياة وخارطة طريق للمستقبل. فالمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، تعمل على بناء أساس متين لمستقبل تقني، صناعي، وبشري مستدام، عبر شراكات استراتيجية ومشروعات نوعية. هذا العمل الدؤوب لا يهدف فقط إلى خدمة الحاضر، بل يرسم طريقًا واضحًا للأجيال القادمة، يعزز من خلاله استقرار المملكة وازدهارها وتنوع اقتصادها، ويُسهم في استقرار المنطقة والعالم. في كل مصنع جديد، وكل اتفاق تقني، وكل شراكة عالمية، صوت سعودي يقول: نحن هنا لنُنافس، لنُنتج، لنقود.. هذه هي السعودية، وهذا هو المستقبل الذي تُكتب فصوله بشغف وإبداع وابتكار.