لمدة 9 أيام كاملة سيكون أهل الزلفي والمملكة على موعد مع حدث فريد هو مهرجان الحرفة الدولي، الذي يقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، وتنظمه جمعية التراث والوثائق والحرف بالتعاون مع الغرفة التجارية بالمحافظة. وهو مهرجان أراه من أهم الفعاليات الاقتصادية التي تحتاجها الزلفي، نظراً لما يشتمل عليه من فوائد اقتصادية واجتماعية، فهو يمنح الحرفيين الفرصة المناسبة لعرض منتجاتهم، والتعريف بأعمالهم. ويسلط الضوء على الحرف اليدوية والفن المهاري المستخدم في إنتاجها، ويشمل ذلك صناعة السدو، والخزف، والتطريز وصناعة الأبواب الخشبية، وغيرها من الصناعات الأخرى التي تحمل عبق الماضي وروعته. كما يعكس المهرجان اهتمام رؤية السعودية 2030 بالحرف اليدوية، وتأثيرها الثقافي والاقتصادي، ومن هنا جاء تسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية، بما يعمل على تعزيز منظومة الحرف اليدوية في المنطقة وإسهاماتها الثقافية والاقتصادية. ومن أبرز الفوائد لهذا المهرجان الترويج السياحي لمحافظة الزلفي، كونها تتميز بموقعها الاستراتيجي كمنطقة عبور ما بين شمال المملكة وبلدان الخليج العربي، والقصيم ومكة المكرمة، كما أنها تعتبر في المنطقة التي تربط بين الرياض وحائل والمدينة المنورة. ولا شك أن المهرجان سيكون فرصة للمشاركين به لزيارة عدد كبير من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، والبعض منها مازال يحتفظ بمعالمه والآخر اندثر بمرور الزمن، ومن أبرزها: سمنان: وهي قرية زراعية قديمة تقع على مجرى وادي سمنان يعود تاريخها إلى العصر الجاهلي. وقصر سعود: وهو قصر تاريخي بناه الإمام سعود الكبير، ومازالت بعض أسواره قائمة، وغيرها من الأماكن الأخرى. وتشكل الصناعة اليدوية ملمحاً جوهرياً لهوية المحافظة، ففي الماضي كان أهالي الزلفي يعتمدون على تلك الصناعة بشكل رئيسي، قبل أن تزدهر الحركة الصناعية بها، ولذلك فإن المهرجان ليس فقط مجرد فعالية اقتصادية، وإنما فرصة لتأكيد الهوية الثقافية للمحافظة، وترسيخ ذلك بذهنية الأجيال الجديدة؛ شكراً جزيلاً لكل من ساهم وشارك في ملتقى الحرفة الدولي الأول.