آل طاوي: اعتماد "المشاهير" في التقديم والحوار يُظهر ضعف الخبرة والاحترافية توصيات لوضع خطة لتطوير الإعلام الرقمي ومنصات هيئة الإذاعة والتلفزيون تجددت وخلال مناقشة التقرير السنوي الأخير لهيئة الإذاعة والتلفزيون تحت قبة مجلس الشورى المطالبات بتطوير المحتوى الإعلامي الذي تقدمه هيئة الإذاعة والتلفزيون والدعوة إلى استثمار الحضور الدولي للمؤتمرات في المملكة ومعالجتها إعلامياً والاهتمام بالطفل وتقديم برامج تثقيفية لبناء الوعي والقيم والتقاليد والتراث الوطني ومساعدتهم على الفهم الصحيح لهويتهم والانتماء لوطنهم، وجرى انتقاد الاعتماد الواضح على ما يُطلق عليهم "مشاهير الإعلام الاجتماعي" كمقدمين ومحاورين يُظهر ضعفًا في الخبرة والاحترافية، والتشديد على أن تُعطى الأولوية لتوظيف محترفين ذوي تخصصات إعلامية لضمان جودة المخرجات تحقيقاً لأحد الأهداف العامة للهيئة وهو استقطاب وتطوير الكفاءات المتميزة، وبرزت مطالبة بوجود مؤشرات قياس يمكن من خلالها قياس نسب المشاهدة للقنوات التلفزيونية التابعة للهيئة، وشدد عضو على ضرورة التنسيق مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي لوضع ضوابط ومعايير أكثر مهنية في إصدار الرخص المهنية. "الرياض" تنقل في هذا التقرير أبرز ما جاء في مداولات أعضاء الشورى وتوصيات لجنة الإعلام التي خلصت إليها في دراستها للتقرير السنوي لهيئة الإذاعة والتلفزيون للعام المالي 45-1446 وقد طالبت بوضع خطة لتطوير الإعلام الرقمي ذات معايير تتبعية لقياس طبيعة المتابعة، وفئات المتابعين لقنوات ومنصات الهيئة، ودعتها إلى دراسة تحديات ومعوقات تحقيق الاستدامة المالية لإدارة نفقاتها وتنمية مواردها المالية وإيراداتها بكفاء، وأكدت اللجنة على دراسة دمج قناة SBC مع القناة السعودية بناءً على تحليل مؤشرات متابعة الجمهور المستهدف ومعايير تعزيز الهوية والرسالة الوطنية والجذب الإعلاني. القدرات المهنية وصناعة المحتوى وناقش المجلس التقرير السنوي لهيئة الإذاعة والتلفزيون بعد أن استمع إلى تقرير تقدمت به لجنة الإعلام تلاه عضو المجلس رئيس اللجنة د. فهد الطياش، بشأن ما تضمنه التقرير، وأبدى أعضاء المجلس عددًا من الملحوظات والآراء بشأن ما تضمنه التقرير السنوي للهيئة، و دعا عضو الشورى سعد العتيبي الهيئة إلى تعزيز قدراتها المهنية والتقنية في صناعة محتوى الإعلام الدولي، والوصول إلى المستهدفين به، بحيث لا تقف عند مفهوم التغطية الإعلامية العابرة، مشيرًا إلى أهمية استثمار الحضور الدولي للفعاليات والمؤتمرات في المملكة ومعالجتها إعلاميًا ونقل قصص النجاح الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي حققتها المملكة والوصول بها للعالم. وقال: "المملكة وضعت لنفسها رؤية واعده تتمثل في إيجاد منظومة إعلامية متميزة في صناعة وبث المحتوى السعودي وتعزيز الهوية الوطنية وهي رؤية مهمة تستوجب الدعم والمؤازرة"، وتابع العتيبي: "هنا أود التركيز على نقاط جديرة بالاهتمام، أولاً الإعلام الدولي أشارت الهيئة أن من أهدافها إيصال رسالة المملكة للعالم وإبراز صورتها عالمياً من خلال محتوى خاص ومنصات تستهدف المجتمع الدولي والعالم الإسلامي، نظراً لأهمية هذا النوع من الإعلام ودوره في إظهار صورة المملكة وإنجازاتها ودورها السياسي والاقتصادي عالمياً ونقل ثقافتها للعالم فمن الأهمية أن تقوم الهيئة بتعزيز قدراتها المهنية والتقنية في صناعة محتوى الإعلام الدولي والوصول إلى المستهدفين بحيث لا تقف عند مفهوم التغطية الإعلامية العابرة، وطالب العتيبي باستثمار الحضور الدولي للمؤتمرات في المملكة ومعالجتها إعلامياً ونقل قصص النجاح الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي حققتها المملكة والوصول بها للعالم عبر الأعداد الغفيرة من المشاركين في هذه الفعاليات، وأكد عضو المجلس تنامي الإقبال على محتوى الإعلام الوثائقي عبر القنوات الوثائقية المختلفة باعتبار ذلك المحتوى منصة لنقل المعرفة وتنمية الوعي وتشكيل الرأي العام ونشر الحقائق وتعزيز التواصل مع الآخرين، وختم العتيبي مداخلته بقوله" المملكة بتاريخها وثقافتها وإنجازاتها ثرية بمعلومات وافرة لهذا النوع من المعرفة، والمهم أن تولي الهيئة المحتوى الوثائقي أهمية التي يستحقها من خلال إيجاد منصة إعلامية تعنى بهذا النوع". وبشأن التوسع في إنتاج البرامج التثقيفية التي تركز على الهوية الوطنية للطفل وتتناول معالجات لأبرز القضايا الأسرية بأسلوب غير مباشر، قالت عضو الشورى الأميرة الدكتورة الجوهرة آل سعود "لا يخفى على المجلس ما تلعبه البرامج التثقيفية من دور أساسي في بناء الوعي الوطني لدى الأطفال من خلال تقديم محتوى يعكس القيم والتقاليد والتراث الوطني، يمكن أن نساعد الأطفال على الفهم الصحيح لهويتهم والانتماء لوطنهم ، في المقابل تعاني العديد من الأسر من قضايا متعددة مثل مشاكل التواصل الاجتماعي ، التوجيه السليم، والتربية الإيجابية" وتابعت عضو الشورى: البرامج التي تتناول هذه المواضيع يمكن أن تقدم نصائح وأدوات عملية للأسر بطريقة غير مباشرة ، مما يسهم في بناء مجتمع واعي و حيوي، كما يحتاج المجتمع إلى محتوى يساهم في تطوير المهارات الحياتية لدى الأطفال، مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والمهارات الاجتماعية، مما يعزز من قدرتهم على التكيف مع التحديات، وأكدت أن دعم البرامج التثقيفية يعكس استثمارًا في مستقبل أطفالنا وقالت "الجيل الناشئ هو مستقبل الوطن، ومن المهم تزويدهم بالمعرفة والقيم التي يحتاجونها لبناء مجتمع قوي ومتماسك، وأؤكد على أهمية دراسة اللجنة للتوصية ومناقشة الهيئة حيالها للعمل على تطوير برامج تثقيفية شاملة للطفل تعزز الهوية الوطنية وتعالج القضايا الأسرية". ضعف المشاهير وقال عضو مجلس الشورى عبدالله آل طاوي إن تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون السنوي يكتسب أهميته لكون الهيئة من المؤسسات الحيوية التي تسهم في تشكيل الوعي العام وتعزيز الهوية الوطنية، وهناك بعض النقاط التي تحتاج إلى مراجعة وتحسين من قبل لجنة الإعلام ، لضمان فعالية أداء الهيئة. وأضاف العضو: من خلال رؤية الهيئة في سعيها لتعزيز الهوية الوطنية، يلاحظ المشاهد غياب هذه الهوية في العديد من البرامج التي تشرف عليها الهيئة، وشدد على ضرورة أن تتضمن هذه البرامج محتوى يبرز الثقافة والتاريخ السعودي ويعكس قيم المجتمع، وقال آل طاوي: رغم من أن أحد الأهداف العامة للهيئة هو استقطاب وتطوير الكفاءات المتميزة، إلا أن الاعتماد الواضح على ما يُطلق عليهم "مشاهير الإعلام الاجتماعي" كمقدمين ومحاورين يُظهر ضعفًا في الخبرة والاحترافية، يجب أن تُعطى الأولوية لتوظيف محترفين ذوي تخصصات إعلامية لضمان جودة المخرجات، ونبه عضو الشورى على وجود عجز في الإيرادات التجارية المرتبطة بالتجارة والتسويق حسبما تشير مؤشرات الأداء، مؤكداً وجوب إعداد الهيئة خطط استراتيجية فعّالة تركز على تنويع مصادر الإيرادات، مثل التعاون مع القطاع الخاص وتطوير محتوى يجذب المعلنين، ويرى آل طاوي ضرورة التنسيق مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي لوضع ضوابط ومعايير أكثر مهنية في إصدار الرخص المهنية، وقال" يجب أن يتمتع من يتصدر المشهد الإعلامي الرياضي بالكفاءة العالية والاحترافية، وضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة والروح الرياضية"، وأضاف: ينبغي أن تستثمر الهيئة في تطوير المحتوى الرقمي ووسائل الإعلام الجديدة، مثل البث المباشر عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، لجذب جمهور الشباب، وفيما يتعلق بالإذاعة، لاحظ عضو الشورى عدم مواكبتها لنهج الاذاعات الخاصة في تقديم البرامج من حيث النوعية والمحتوى والمضمون والاساليب المتبعة لذلك، لذا يتوجب العمل على التطوير للأفضل على جميع مستويات الإذاعة لتواكب التطور المذهل الذي تشهده الإذاعات في القطاع الخاص. دمج القنوات ونسب المشاهدة وأشار عضو الشورى د. هشام الفارس إلى أهمية الحاجة إلى وجود مؤشرات قياس يمكن من خلالها قياس نسب المشاهدة للقنوات التلفزيونية التابعة للهيئة على سبيل المثال قناة SBC والذي من شأنه بناء التوجه المستقبلي لتلك القنوات، وقال إن مؤشرات الأداء الموثوقة لقياس نسبة المشاهدة غيرُ متاحة، وبالتالي يصعب الحكم على أداء القناة. وقال حسب تقرير الهيئة فإنها لم تحصل بعد على الموافقة الرسمية على خطتها الاستراتيجية، ومن الصعب دراسة دمج قناة SBC مع القناة السعودية بناءً على تحليل مؤشرات متابعة الجمهور المستهدف ومعايير تعزيز الهوية والرسالة الوطنية والجذب الإعلاني. وأضاف: اتخاذ قرار بهذا الحجم يمس قناتين تلفزيونيتين بناء على معلومات ناقصة واستراتيجية غير معتمدة، ويرى الفارس أنه الأنسب -في ضوء ما سبق- إتاحةُ المجال لدراسة خيارات أخرى مثل تحويل قناة SBC إلى قناة عالمية باللغة الإنجليزية، سواء إخبارية كانت أو عامة، وأقترح إعادة صياغة التوصية لتصبح "على الهيئة دراسة الوضع الحالي لقناة SBC التلفزيونية باستخدام مؤشرات أداء دقيقة، واتخاذ القرار المناسب بشأنها بناء على الأهداف الاستراتيجية للهيئة".