تقوم وزارة الداخلية من خلال قطاعاتها المختلفة بمهام لضبط الأمن وإشاعته في جميع المناطق، والوزارة تلتزم بذلك في الأيام العادية، وفي المناسبات المختلفة التي تمر على المملكة، ويُعد موسم الحج من أبرز المناسبات الدينية في المملكة والعالم الإسلامي، حيث يتوافد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم إلى المملكة لأداء الفريضة. وتتطلب هذه المناسبة الضخمة تنظيماً دقيقاً وجهوداً مشتركة بين مختلف الجهات الحكومية، وفي مقدمتها وزارتا الداخلية والحج والعمرة، وتبرز أهمية التعاون بين الوزارتين ودورهما في ضمان نجاح موسم الحج وسلامة الحجاج وهذا ما يحدث سنوياً بينهما. تلتزم وزارة الداخلية بمسؤولية كبيرة في تأمين موسم الحج، حيث تعمل على ضمان الأمن والسلامة في المشاعر المقدسة ومحيطها، وحيث تقوم الوزارة بوضع خطط متكاملة لتنظيم حركة الحجاج من خلال إدارة الحشود في الأماكن المزدحمة مثل جسر الجمرات، الحرم المكي، والمسجد النبوي، مستخدمةً تقنيات حديثة مثل كاميرات المراقبة وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وتنشر قوات الأمن والدفاع المدني في جميع المناطق التي يتواجد فيها الحجاج لمنع أي طارئ، مع وجود خطط استباقية لمواجهة أي تهديدات محتملة، وتقوم الوزارة بالاستجابة للطوارئ من خلال خدمات الإسعاف والإطفاء، مع وجود فرق طبية وإنقاذية جاهزة للتدخل في أي لحظة. تباشر وزارة الداخلية مهامها لمنع مخالفي تعليمات الحج، التي تقضي بالحصول على تصريح لأداء الحج، من الدخول إلى مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وضبط المخالفين وتطبيق العقوبات بحقهم ومن يسهل لهم ارتكاب تلك المخالفات، وتنظم الوزارة الدخول والخروج إلى المشاعر المقدسة من خلال إشراف الوزارة على إجراءات التأشيرات وتدقيق الهويات لضمان دخول الحجاج المصرح لهم فقط، ما يقلل من ظاهرة الحج غير النظامي. توضح وزارة الداخلية في جميع وسائل الإعلام وعبر قنواتها المختلفة عن العقوبات المالية لكل من يحاول مساعدة المخالفين أو المتسللين، وأكد مدير الإدارة العامة للإعلام والاتصال المؤسسي والمتحدث الأمني بوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب في هذا السياق، خلال مشاركته في جلسة "دور الإعلام الرقمي في التوعية الأمنية"، ضمن أعمال مؤتمر الاتصال الرقمي، أن الجهات الأمنية باشرت تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء الحج لهذا العام 1446ه، والدخول إلى مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وتهيب وزارة الداخلية بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، والمبادرة بالإبلاغ عن مخالفي تلك الأنظمة والتعليمات عبر الرقم (911) في مناطق مكةالمكرمة والرياض والمنطقة الشرقية، والرقم (999) في بقية مناطق المملكة. إن الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية وتعاونها مع وزارة الحج والعمرة يُعد نموذجاً رائداً للتكامل الحكومي في إدارة حدث عالمي بحجم الحج، من خلال التخطيط الدقيق، التنسيق المستمر، واستخدام أحدث التقنيات، تستطيع المملكة تقديم تجربة حج آمنة ومريحة لملايين المسلمين سنوياً، هذه الجهود لا تعكس فقط الكفاءة التنظيمية، بل تبرز أيضاً التزام المملكة بخدمة ضيوف الرحمن، ما يعزز مكانتها كمركز للإسلام وقبلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.