استهدفت ضربة نفذتها قوات الدعم السريع بواسطة مسيرات لأول مرة مطار بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر والتي تتمركز فيها الحكومة الموالية للجيش، على ما أعلن المتحدث باسم الجيش الأحد. وقال المتحدث في بيان إن قوات الدعم السريع "استهدفت هذا الصباح قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان بعدد من المسيرات الانتحارية". ويشهد السودان، ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، منذ أبريل 2023 حربا مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي يعدّ الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وتؤوي بورتسودان أيضا وكالات تابعة للأمم المتحدة فضلا عن مئات آلاف النازحين. وهذه أول مرة منذ اندلاع الحرب يستهدف فيها هجوم هذه المدينة. كما استهدفت قوات الدعم السريع مطار مدينة كسلا الواقعة في شرق السودان على الحدود مع إريتريا، والبعيدة من مواقعها، على ما أفاد مصدر حكومي سوداني. وتضم مدينة كسلا التي يسيطر عليها الجيش حوالي 318 ألف لاجئ، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. وقال المصدر الحكومي إن "مسيّرة استهدفت منطقة خزان الوقود في مطار كسلا" على مسافة حوالي 450 كلم شرق الخرطوم، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا أو أضرار. وفي ولاية غرب كردفان جنوب غربي السودان، قتل 300 شخص على الأقل في هجمات لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في مدينة النهود، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية السودانية السبت. وقالت وزارة الخارجية السودانية إن ميليشيا الجنجويد الإرهابية تواصل ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والمذابح والتطهير العرقي في أنحاء مختلفة من البلاد وانها ارتكبت خلال اليومين الماضيين مجزرة بشعة جديدة ضد المدنيين في مدينة النهود في ولاية غرب كردفان غربي السودان وكان القتل يجري خلالها على أسس عرقية. وبلغ عدد الضحايا حتى الآن نحو 300 قتيلا، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السودانية "سونا". وأضافت الخارجية فى بيان صحفى أصدرته السبت "أنه تجسيدا لافتقاد عناصر الميليشيا لأدنى درجات الحس الانساني والأخلاقي قامت بتوثيق جرائمها المريعة، بما فيها دهس جثث الضحايا وتسويتها بالأرض، تباهيا بما تعتبره انتصارا وبطولة وبهذا تجاوزت هذه الميليشيا الإجرامية تاريخ أسوأ الجماعات الإرهابية التي عرفها العالم". وجددت الخارجية السودانية مطالبتها لمجلس الأمن بالأمم المتحدة والفاعلين الدوليين بالتخلي عن التساهل الذي يقارب اللامبالاة تجاه الميليشيا وكل داعميها الخارجيين.