رؤية 2030 الثاقبة التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كواحد من ابتكارات سموه شكلت محور مستقبل المملكة العربية السعودية حيث أصبحت مضامينها ومحاورها الرئيسية أعمدة راسخة لبناء مملكة الغد بكل طموحات أبنائها وتطلعات قيادتها وأحلام أجيالها الحاضرة والقادمة. وقد انطلقت الرؤية المباركة من فكر متقدم ونظرة بعيدة استصحبت متطلبات الحاضر واحتياجات الغد وارتكزت على المقومات المتنوعة للمملكة من قدرات بشرية (وهي فرس الرهان في المعادلة) وإمكانيات مالية وموارد طبيعية ومعدنية وسياحية وموقع جغرافي والقدرة على امتلاك طاقة متجددة وغيرها من الإمكانيات التي تؤهل بلادنا لتأخذ مقعدها بين الكبار. ونحن اليوم نكمل السنوات التسع الأولى من مسيرة الرؤية الظافرة وندلف بهدوء وطمأنينة وثقة إلى السنة العاشرة وحقائب المملكة مثقلة بالإنجازات والنجاحات وتحقيق نسب عالية من مستهدفات الرؤية حيث بلغت في مجملها أكثر مما كان مخططاً له خلال هذه الفترة الزمنية، وهذا دليل على دقة التخطيط والتنفيذ والمتابعة وكذلك الجدية والتزام جميع الجهات بما جاء في خطط الرؤية بل تجاوز المطلوب بنجاحات أكثر. حيث مثلت الرؤية آفاقاً رحبة للتقدم والازدهار بما يحقق تنمية الوطن ورفاهية المواطن، وهذا جعل المملكة العربية السعودية تحقق تقدماً ملموساً عاماً بعد عام في سلم التقييم العالمي في مختلف المجالات (لاسيما مجال الحوكمة والذكاء الاصطناعي والرقمنة والطيران والأمن السيبراني والطاقة المتجددة وغيرها). والمجال لا يتسع لتعديد مختلف المنجزات التي رافقت مسيرة تطبيق الرؤية خلال الأعوام التسعة الماضية لكن المحصلة تبشر بمستقبل واعد للمملكة أدهش المراقبين، وانعكس من واقع تعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير المحتوى المحلي، ويتجسد ذلك من خلال أرقام وإحصاءات واقعية عبرت عن النجاح المبهر للرؤية وأنها سبقت زمنها المحدد وفاقت التصورات، مما يؤكد عمق رؤية القيادة الحكيمة - أيدها الله - والفكر المتميز والابتكارات المتجددة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (عراب الرؤية)، وهذه الأفكار والمبادرات الذكية أحدثت نقطة تحول فارقة في تنمية المملكة وقدرتها العالية في جذب الاستثمارات وأصبحت محط أنظار العالم من حيث عقد المؤتمرات الاقتصادية، وتنظيم المعارض المتنوعة واحتضان البطولات الرياضية، ورعاية الاتفاقيات وَاللقاءات السياسية، وكل هذا يصب في زيادة ثقل المملكة ومكانتها الرائدة في مختلف المجالات، وسوف تستكمل الرؤية ما تبقى من مستهدفات وتحقق كافة الأهداف بعون الله وتوفيقه ثم بجهود المسؤولين وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعة سمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. حفظ الله قيادتنا الرشيدة ومتعها بتمام الصحة والعافية، وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.