لا يتصرف الأطفال دائماً بشكل مناسب ولذلك، من الضروري اتباع بعض استراتيجيات التربية لتعليمهم آداب السلوك حتى يتمكنوا من التصرف بشكل مناسب وتصحيح تصرفاتهم الخاطئة. والتربية الإيجابية هي علاقة اهتمام وتمكين، بعيدة عن العنف بين الآباء والأبناء وتوفر التوجيه للأطفال مع مراعاة احتياجاتهم الخاصة بشكل مستمر وغير مشروط وقد بني هذا التعريف على كتب التربية الإيجابية الأكثر مبيعًا، والتي ألفتها د. جين نيلسن، لين لوت، شيريل إيروين وآخرون. تعتبر الطبيبة أولغا سوبرا المعالجة النفسية للأطفال والمراهقين أن الأساليب العصرية غير المباشرة في تربية الأبناء تحد كبير للأهالي، ومنها: أسلوب احترام شخصية الطفل والسلطة الحازمة وأسلوب الثناء والمدح والابتعاد عن العقاب والصراخ وأسلوب تقديم الخيارات المتعددة وأسلوب وضع الحدود والتربية بالثواب والعقاب والتحدث مع الطفل والاستماع له وتعلّيمْ الطفل الفرق بين الصواب والخطأ. وأول المشكلات في فكرة التربية الإيجابية هو ما يواجه الأهل الذين يعتنون بأبنائهم بشكل إيجابي من صعوبة السيطرة على أطفالهم، ولذا يحاولون التحكم بالبيئة والمؤثرات المحيطة بهم. والتحكم ببعض المؤثرات مثل سلوكهم الشخصي وتفاعلهم مع الطفل والاستراتيجيات التي يتبعونها في رعاية أبنائهم لتعزيز نموهم بشكل صحي وإيجابي. يطلب القائمون على التربية الإيجابية من الآباء والأمهات والمربيين عموماً أن يحرصوا على الثناء على أطفالهم والإطراء على سلوكهم الجيد حتى لا يتبع الطفل سلوكاً سيئاً بهدف جذب انتباهكم. ويجب أن يثنوا على أطفالهم أكثر بكثير مما تنتقدون تصرفاتهم كما ينبغي أن يستغلوا جميع المناسبات لغرس مبادئ الثقة والاستقلالية في أطفالكم. ونتيجة لذلك تعترف الأمهات بأنها أفرطت كثيرًا في تدليل ابنها الوحيد، وهذا ما جعله يميل للعناد والصراخ أحيانًا للحصول على ما يريد، ولم تحرص على تعويده على النظام في غرفته الخاصة كي يجمع ألعابه بنفسه بعد الانتهاء من اللعب، وغالبًا ما يكون هو السبب في الفوضى ولم تجعله قادرًا على تحمل نتائج أفعاله، لذلك هي من تقوم بترتيب غرفته وخزانة ملابسه وأصبحت تعاني حاليًا من مسألة تربية ابنها وإنها ترغب ببناء علاقة تربية صحيحة مع طفلها وتحاول مناقشته بأخطائه وأفكاره بلا خوف أو تردد، مع الحفاظ على الاحترام في الحديث. أي أنها تحاول التعديل في تطبيق إستراتيجيات التربية الإيجابية. وتضيف أنها بدأت تطلب منه بأن يمتثل لأوامرها، لكنه يتجاهلها، ومع ذلك فهي تكرر الأوامر وتتابع ذلك لتذكيره باستمرار حتى يقوم بالتنفيذ. تحاول التربية الإيجابية تفادي العقاب وخاصة البدني وهذا غير جيد وغير صحيح في التربية بل يجب معاقبة الطفل بطريقة صحيحة عندما يخطئ كما أمرنا الإسلام الذي نص على أنه قبل العقاب التشجيع والثواب يأتي أولاً فالتشجيع والثواب هما أول شروط العقاب، إذ يجب على المربي أن يشجع الطفل ويجعله يشعر بقيمة ما فعل حتى إن أخطأ فيمكنه معاقبته ثم التلميح بالعقاب فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا"، وبذلك نحن لم نقل له إنك فعلت كذا وهذا الأمر خاطئ ولكن قلنا إن هناك أشخاصاً كانوا يفعلون كذا وهو شيء خاطئ وعاقبهم الله أو تم عقابهم. والخطوة الثانية في العقاب هي النصح سراً وتكرار النصيحة مع تكرار الخطأ ثم الخطوة الثالثة في العقاب هي المواجهة والتي تبدأ بحرمان الطفل من شيء محبب إلى نفسه كلعبة أو هدية أو تمنعه من زيارة أحد أقاربه أو تمنعه من الخروج في رحلة هو يحبها حتى يشعر أن الخطأ الذي يفعله سبب له خسارة شيء محبب له والخطوة الرابعة هي الإعراض عن الطفل وأخير الخطوة الخامسة وهي الضرب ولكن هناك آداب علمنا رسول الله إياها للضرب، وهي: أن تبدأ بسم الله وألا تزيد عدد الضربات على ثلاث وألا تكون عدد الضربات متتابعة حتى لا تتسبب في ألم الطفل، ولا تكون في مكان واحد، وأن يتجنب الوجه والسوءة، وألا يكسر عظم أو يجرح لحم، وإذا الطفل استعاذ بالله عز وجل، فيجب عليك كمربٍ أن تتوقف عن الضرب فوراً احتراماً للفظ الجلالة الله، ولما يبعث به في نفوس الأطفال من عظمة الله ما يجعلهم يلجؤون إليه وألا تسخر من الطفل ولا تشير مكرراً لنواحي النقص عند الطفل ولا تنفر من الطفل، ولا يجب عليك أن تحتقر الطفل ولا أن تعايره ولا أن تقارن بينه وبين غيره أبداً ولا أن تفضل عليه أي طفل آخر، ويجب أن تتجنب العقاب الشديد؛ فالمقصود من الضرب ليس أن تؤلم الطفل ولكن أن تعاقبه نفسياً ولعلك ترى بعض الأطفال ما إن ترفع صوتك عليهم فقط تجدهم يبكون بكاء مريراً، وترى غيرهم يضحكون كلما ازددت قوة في الضرب فالأمر يختلف حسب طبيعة الطفل وتعامل الأهل معه.