تطوع الأطفال.. غرس لقيم التعاون والعطاء

في ظل التسارع التكنولوجي المتزايد وتطور المجتمعات، أصبح الأطفال أكثر انخراطًا بالعالم الرقمي، مما يجعلهم يواجهون تحديات مختلفة تقلل لديهم فهم قيمة التعاون والعطاء، ويفقدهم بعض المبادئ المجتمعية، لذا يعد التطوع من الأساسيات المهمة التي يجب على الطفل اكتسابها لمقاومة بعضًا من هذه التحديات، حيث يعد التطوع سلوك إنساني يبني ويعزز القيم الأخلاقية والمجتمعية التي حثنا عليها ديننا الحنيف.
تفيد أ. العنود عبد الله معلمة رياض أطفال ومتطوعة في دار لتحفيظ القرآن للأطفال ل "الرياض": أن لتطوع الأطفال قيمة كبيرة في بناء شخصيات مستقبلية شغوفة تسعى إلى الإحسان، ولأن ديننا يهتم بالتكافل الاجتماعي والعمل التطوعي فنحن معلمي -رياض الأطفال- نحرص على تشجيع أطفالنا على ذلك، وحتى ولو كنا داخل أسوار المدرسة، ومن أوجه تفعيلها إشراك الأطفال في تحسين البيئة المدرسية من خلال المساعدة في زراعة فناء المدرسة وغيرها من الأفكار التطوعية الملائمة لفئاتهم العمرية.
وتضيف قائلة: من المهم أن نفرق بين تطوع الأطفال وعملهم، حيث يكمن الفرق في أن عمل الأطفال غالبًا يكون بالإجبار ويندرج تحته الاستغلال، وكما يكون بهدف اقتصادي يعرض الأطفال لظروف شاقة لا تتناسب مع سنهم، وينافي حقوقهم مثل حق الصحة، وحق التعلم، والترفيه، أما عن التطوع فيكون ناتج عن رغبة الطفل بذاته؛ لمساعدة غيره تحقيقًا لأهداف إنسانية، دينية، واجتماعية، تنمي حس المسؤولية الاجتماعية لدى الطفل، كما ينتج عنه تقديرًا للذات وهي من أهم ركائز بناء الشخصية الفاعلة للأطفال.