النفط يرتفع مع انخفاض مخزونات الخام الأميركية

ارتفعت أسعار النفط أمس الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات الصناعة انخفاضا أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، في حين واصلت السوق مراقبة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
وبارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 46 سنتا بما يعادل 0.5 بالمئة إلى 86.70 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 42 سنتا أو 0.5% إلى 83.23 دولارا للبرميل.
وفي يوم الثلاثاء، ارتفع كلا الخامين القياسيين إلى أعلى مستوياتهما منذ نهاية أبريل في التعاملات اللحظية ولكنهما أغلقا منخفضين مع تلاشي المخاوف من أن إعصار بيريل سيعطل الإنتاج في خليج المكسيك. ومن المتوقع أن يضعف الإعصار ليتحول إلى عاصفة استوائية بحلول الوقت الذي يدخل فيه خليج المكسيك في وقت لاحق هذا الأسبوع، وفقا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير.
وقال يب جون رونغ، استراتيجي السوق لدى آي جي: «بعد المكاسب السابقة بسبب المخاوف من انقطاع الإمدادات بسبب إعصار بيريل، قد يكون هناك بعض التراجع حيث يشير الوضوح الأكبر نحو تأثير محتمل محدود». وأضاف يب «ومع ذلك، فإن الانخفاض الكبير في مخزونات الخام الأمريكية قدم بعض الدعم للأسعار، بينما تستمر التوترات في الشرق الأوسط».
وانخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 9.163 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، وفقًا لمصادر السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء. غير أن مخزونات البنزين ارتفعت بمقدار 2.468 مليون برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 740 ألف برميل.
وكان محللون توقعوا انخفاضا قدره 700 ألف برميل في مخزونات الخام، وانخفاضا قدره 1.3 مليون برميل في مخزونات البنزين، وانخفاضا قدره 1.2 مليون برميل في مخزونات نواتج التقطير.
وقال ميتسورو موراشي المحلل لدى فوجيتومي سيكيوريتيز: «أسعار النفط تلقت دعما من تراجع مخزونات الخام الأمريكية، لكن المكاسب كانت محدودة إذ لا يزال بعض المستثمرين يسعون لجني الأرباح من الارتفاع الأخير للوصول إلى أعلى مستوياته منذ أبريل».
ومن المقرر أن تنشر إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، بياناتها الأسبوعية. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة مع بدء موسم السفر الصيفي مع عطلة عيد الاستقلال هذا الأسبوع. وتوقعت جمعية السيارات الأمريكية أن يكون السفر خلال فترة العطلات أعلى بنسبة 5.2% عما كان عليه في عام 2023، مع ارتفاع السفر بالسيارة بنسبة 4.8%.
في غضون ذلك، أظهر مسح أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفع في يونيو للشهر الثاني على التوالي، إذ عوضت زيادة الإمدادات من نيجيريا وإيران تأثير تخفيضات طوعية للإمدادات من أعضاء آخرين وتحالف أوبك+ الأوسع.
وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، ارتفعت أسعار النفط وسط مؤشرات على تراجع كبير في المخزونات الأمريكية. وقالوا، ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الأربعاء، لتبقى بالقرب من أعلى مستوياتها خلال شهرين بعد أن أظهرت بيانات الصناعة أن المخزونات الأمريكية شهدت انخفاضًا كبيرًا في الأسبوع الماضي، مما عزز التفاؤل بشأن الطلب.
وانخفضت الأسعار قليلا يوم الثلاثاء متأثرة ببعض عمليات جني الأرباح ومع تلاشي المخاوف من تعطل الإمدادات بسبب الإعصار بيريل إلى حد كبير. كما ساعد ضعف الدولار – بعد بعض التعليقات المشجعة بشأن التضخم من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول – في دعم أسعار النفط.
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن المخزونات الأمريكية انكمشت بنحو 9.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، وهو ما يزيد بكثير عن التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 0.15 مليون برميل.
وعززت القراءة، التي عادة ما تبشر بقراءة مماثلة من بيانات المخزون الرسمية المقرر صدورها في وقت لاحق يوم الأربعاء، التفاؤل بشأن زيادة الطلب الأمريكي، مع بدء موسم الصيف الكثيف السفر. وتوقعت جمعية السيارات الأمريكية أن يشهد هذا الأسبوع عددًا قياسيًا من الرحلات البرية، بمناسبة عطلة عيد الاستقلال يوم الخميس.
وكانت الآمال بحدوث تحسن كبير في الطلب على الوقود في الولايات المتحدة من بين المحركات الرئيسية لارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، حتى في الوقت الذي يكافح فيه أكبر مستهلك للوقود في العالم مع تباطؤ النمو الاقتصادي وسط ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم الثابت.
وينصب التركيز هذا الأسبوع على المزيد من التعليقات من بنك الاحتياطي الفيدرالي وقراءات سوق العمل الرئيسية لمزيد من الإشارات حول الاقتصاد. وتراجعت حدة التوترات المتعلقة بالأعاصير، لكن المخاطر الجيوسياسية لا تزال قائمة. وقد أصبح التجار أقل قلقًا من أن يتسبب إعصار بيريل في تعطيل إنتاج النفط البحري حول المكسيك والساحل الشرقي.
ومن المتوقع أن يضعف الإعصار، وهو حاليا خطير من الفئة الرابعة في منطقة البحر الكاريبي، ويتحول إلى عاصفة استوائية بحلول الوقت الذي يدخل فيه خليج المكسيك في وقت لاحق من الأسبوع، وفقا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير. وكانت التوقعات الأولية للإعصار قد صنفته ضمن الفئة الخامسة، مما أثار مخاوف من أنه سيعطل الإمدادات في خليج المكسيك. ويواصل إنتاج النفط الأمريكي نموه حتى مع بدء تراجع الغاز، ويعكس تباين حظوظ القطاعين التراجع الحاد في أسعار الغاز ونشاط الحفر منذ منتصف عام 2022. وارتفع إنتاج النفط الخام والمكثفات من الولايات ال 48 السفلى باستثناء المياه الفيدرالية في خليج المكسيك إلى 10.99 مليون برميل يوميًا في أبريل، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وكان الإنتاج يسير بثالث أسرع معدل مسجل، وكان أبطأ بشكل طفيف من الذروة المسجلة في نوفمبر وديسمبر 2023. وبعد التعديل وفقًا للتضخم، تراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي لأشهر أقرب استحقاق من متوسط شهري قدره 124 دولارًا للبرميل (المئوي 82 لجميع الأشهر منذ عام 2000) في يونيو 2022.
لكنها ظلت مرتفعة عند 73 دولارًا للبرميل (المئوية الثانية والأربعين) في ديسمبر 2023، وانتعشت منذ ذلك الحين إلى 79 دولارًا (المئوية التاسعة والأربعين) في يونيو 2024. وتسبب الانخفاض المعتدل نسبيا في الأسعار في انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط بنسبة 22% فقط منذ نهاية عام 2022.
واستمر الإنتاج في الزيادة، وإن كان ببطء أكبر. وارتفع إنتاج أقل 48 بمقدار 0.5 مليون برميل يوميا (4.8٪) في أبريل 2024 مقارنة بالعام السابق، مع انخفاض النمو من 0.9 مليون برميل يوميا (9.5٪) في أبريل 2023. وعلى النقيض من النفط، كان الهبوط في أسعار الغاز والحفر والإنتاج أكثر حدة، مع هبوط الأسعار الحقيقية إلى أدنى مستوياتها في عدة عقود من الزمن، الأمر الذي فرض تعديلاً وحشياً. وتباطأ إنتاج الغاز الجاف إلى 101.7 مليار قدم مكعب يوميا في أبريل 2024 من 102.7 مليار قدم مكعب يوميا في أبريل 2023، وهو الأبطأ منذ 16 شهرا.
ومع عدم وجود ما يعادل أوبك + لاستباق انخفاض الأسعار من خلال تنسيق خفض الإنتاج، تراجعت الأسعار بشكل أكبر منذ عام 2022. وانخفضت أسعار العقود الآجلة المعدلة حسب التضخم من متوسط يزيد على 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس 2022 (النسبة 85 المئوية) إلى مستوى قياسي بلغ 1.76 دولار فقط في فبراير 2024.
وانخفض عدد منصات التنقيب عن الغاز بنسبة 40٪ تقريبًا منذ سبتمبر 2022، أي ضعف النفط، وفقًا للمسح الأسبوعي الذي أعدته شركة الخدمات الميدانية بيكر هيوز. ومن المفترض أن يؤدي انخفاض الإنتاج إلى إعادة التوازن إلى السوق تدريجيًا والقضاء على المخزونات الزائدة الموروثة من شتاء 2023/2024 المعتدل. لكن إعادة التوازن تستغرق وقتًا أطول قليلاً مما توقعه العديد من المتداولين في وقت سابق من العام.
وكانت المخزونات العاملة لا تزال ثاني أعلى مستوى مسجل لهذا الوقت من العام في 21 يونيو، و568 مليار قدم مكعب (+22٪ أو +1.44 انحرافات معيارية) أعلى من المتوسط الموسمي للسنوات العشر السابقة. وظلت المخزونات مرتفعة على الرغم من موجة الحر التي ضربت وسط وشرق الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي، والتي عززت استهلاك الكهرباء على خط الربط الشرقي إلى مستوى موسمي قياسي في وقت ما. لكن زيادة الطلب على أجهزة تكييف الهواء والتوليد باستخدام الغاز لم يكن لها حتى الآن سوى تأثير محدود على المخزونات الفائضة، مما يعني أن عمليات التنقيب عن الغاز وإنتاجه يجب أن تظل منخفضة لفترة أطول. وتمثلت النتيجة في تجدد الضغط الهبوطي على الأسعار، حيث تراجعت أسعار الأشهر الأولى مرة أخرى إلى حوالي 2.50 دولارًا مؤخرًا بعد أن كانت أعلى بكثير من 3.00 دولارات في منتصف يونيو.