تخفيض أبهج القلوب

تلقينا قبل أيام، وفي العشر المباركات من الشهر الفضيل، نبأ يلامس اهتمام الملايين من المواطنين والمقيمين، ألا وهو إعلان وزارة الداخلية عن مبادرة تخفيض المخالفات المرورية التي تم تسجيلها قبل تاريخ 14 أبريل 2024م إلى نصف ما كانت عليه؛ في لفتة إنسانية مُبشّرة تسعى جاهدة للحفاظ على النفوس. وذكر البيان الذي نشرته وزارة الداخلية أن العمل بهذا التخفيض سيبدأ في التاريخ المحدد لانطلاق هذه المبادرة والذي يوافق 14أبريل للعام الجاري، وسيستمر لمدة ستة أشهر تنتهي في تاريخ 18 أكتوبر من العام ذاته، وسيسري التخفيض بشكل آلي على جميع المخالفات المرورية المُسجلة قبل هذا التاريخ في الحسابات البنكية دون الحاجة لمراجعة المرور وغيره للحصول على التخفيض. ورغم أنني من المحبين للنظام والالتزام، والذين يسددون المخالفات المرورية مباشرة إن وقعت تحت نطاق ضيق وبظروف خاصة، إلا أنني سعدت جداً بهذه المبادرة التي تحسست معاناة الكثيرين تحت وطأة ثقل المخالفات المرورية المتراكمة؛ وتورط البعض بمخالفات بمبالغ ضخمة من مراهقين أو سائقين غير جديرين بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم دون أدنى ذنب لهم سوى أنهم أولياء أمورهم، لدرجة قيدتهم وشلّتهم تماماً عن ممارسة حياتهم الطبيعية من تجديد لأوراقهم الرسمية أو تجديد لجوازاتهم وبالتالي حرمانهم من حقوق بسيطة كالسفر وبيع المركبات وغيره. وإعلان مثل هذه المبادرة العظيمة، يُحمّلنا جميعاً مسؤولية رد الجميل لهذا الوطن الغالي وشكر النعم التي يهبنا إياها الله واحدة تلو الأخرى في ظل قيادتنا الرشيدة، لنستشعر حينها أهمية الالتزام بالقوانين المرورية وتجنب المخالفات وتكرارها على النحو الذي يربك النظم المرورية في مدننا وطرقاتنا، حيث تسبب الحوادث المرورية بسبب هذه المخالفات نسبة كبيرة من الازدحامات وبالتالي تؤثر سلباً على جودة الحياة. إن ما قدمته وزارة الداخلية مشكورة من جهد ضخم من الدراسات والمواءمة مع الجهات ذات العلاقة لتخرج بهذه المبادرة على أكمل وجه يحقق الأهداف النبيلة منها والتي تتمثل بمجملها في تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين والمقيمين يقدم رسالة أهم وأسمى مفادها أن سلامتهم هي الغاية أولاً وآخراً. ولأننا مجتمع متحضر وواعٍ يدرك حجم اعتماد قيادته عليه للقيام بدوره في الحفاظ على وطنه لتكون طرقاته بلا مخالفات مرورية تكبد الخسائر الجسيمة في الأنفس والأموال، سنعمل جميعاً جاهدين للترويج لهذه المبادرة وإيصال أهدافها لجميع فئات المجتمع لمنعهم من التهاون وارتكاب المخالفات المرورية لاحقاً.