أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو "الجمعة" أن الجيش الروسي يتقدم "في كل الاتجاهات" في أوكرانيا، فيما تشدد قوات موسكو الضغط على الجبهة الشرقية. وقال شويغو "يتصرف عسكريّونا بكفاءة وتصميم، يشغلون موقعا مواتيا أكثر ويوسعون مناطق سيطرتهم في كل الاتجاهات" مضيفا أن قدرات الأوكرانيين القتالية "تراجعت بشكل كبير" بعد هجومهم المضاد غير المثمر خلال الصيف. إلى ذلك أسفرت عمليات قصف روسية عن مقتل شخص على الأقل وإصابة عشرة بجروح ليل الأربعاء الخميس في ثلاث مدن في شرق أوكرانيا على ما قال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو. وأوضح الوزير أن ستة صواريخ من طراز إس-300 ضربت مدن بوكروفسك وميرنوغراد ونوفوغروديفكا الواقعة على بعد حوالى أربعين كيلومترا شمال غرب افدييفكا التي يحاول الروس تطويقها والسيطرة عليها منذ شهرين تقريبا. في نوفوغروديفكا عثر على جثة رجل تحت أنقاض مبنى سكني حيث لا تزال فرق الانقاذ تبحث عن أربعة أشخاص آخرين على ما أوضح إيغور مونوز قائد الإدارة العسكرية في المنطقة. وقال وزير الداخلية في بيان على شبكات التواصل الاجتماعي قبيل ذلك "إثر عمليات قصف أصيب عشرة أشخاص بجروح بينهم أربعة أطفال، ويتم البحث بين الأنقاض عن خمسة أشخاص آخرين". في بوكروفسك أصيب طفل في شهره السادس واثنان من الفتية في السادسة عشرة والثالثة عشرة، على ما أوضح وزير الداخلية. منذ منتصف تشرين الأول / أكتوبر تتعرض مدينة أدفييفكا الصناعية لهجمات متواصلة للقوات الروسية التي تسعى إلى السيطرة عليها. وتنتشر القوات الروسية شرق هذه المدينة وشمالها وجنوبها. وتقع المدينة قرب دونيتسك عاصمة المنطقة التي احتلتها روسيا العام 2014. وقال قال سلاح الجو الأوكراني، إن الدفاعات الجوية أسقطت 14 من إجمالي 20 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل. وذكر سلاح الجو في بيان أن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من الأراضي الروسية في عدة اتجاهات. من جهة أخرى حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الأربعاء من أن المخاطر تتزايد حول محطات الطاقة النووية الأوكرانية بسبب قربها من مناطق القتال وانقطاع التيار الكهربائي. وقال غروسي لصحافيين، على هامش زيارة لموقع محدد لطمر نفايات مشعّة في بلدة بور بشرق فرنسا "هناك كثير من المخاطر التي تتزايد والتي ستبقى موجودة حتى نهاية النزاع" في أوكرانيا. وتسيطر القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية بجنوب أوكرانيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا في شباط / فبراير 2022. وأضاف غروسي "ازدادت الأعمال العسكرية، ونرى عبر لجنة خبرائنا الدائمة في زابوريجيا وفي المحطات الأوكرانية الأخرى زيادة للهجمات المحيطة". وتطرّق غروسي إلى انقطاع التيار الكهربائي مما يشكّل "خطرًا على وظيفة تبريد" المفاعلات. في هذا الإطار، أوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحاول أن يكون "لها تأثير رادع على الجميع لكي لا يُضاف إلى بؤس هذه الحرب حادث ذو عواقب إشعاعية". بعد سقوطها في يدي الجيش الروسي في الرابع من آذار /مارس 2022، تعرضت زابوريجيا وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، لقصف وانقطعت عن شبكة الكهرباء مرارا، وقد أصبحت في وضع دقيق يثير مخاوف من وقوع حادث نووي كبير. من ناحية اخرى زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجبهة الشرقية قرب كوبيانسك المهددة منذ أشهر من الروس الذين أسفر قصفهم عن مقتل أربعة مدنيين في شرق أوكرانيا وجنوبها. في الشهر الثاني والعشرين من النزاع المجمّد في الجنوب والشرق بعد الهجوم المضاد الأوكراني الصيفي الذي لم يحقّق اختراقا كبيرا، زار الرئيس زيلينسكي موقع قيادة قرب كوبيانسك في منطقة خاركيف (شمال شرق). وقال خلال تقديم أوسمة لجنود "أتمنى لكم النصر، كونوا أقوياء ولا تفقدوا المبادرة"، بحسب مقطع فيديو نشرته الرئاسة عبر تطبيق تلغرام. وكان زيلينسكي قد زار في بداية تشرين الأول / أكتوبر المنطقة التي كانت هدفا لهجمات روسية في الصيف دعت في أعقابها السلطات الأوكرانية السكان الذين يعيشون قرب هذا القطاع إلى الإخلاء. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية الخميس إنها "صدت هجومين" للجيش الأوكراني قرب قرية سينكيفكا، على بعد أقل من عشرة كيلومترات من كوبيانسك، بمساعدة المدفعية والطائرات القتالية.