مطار أبها الدولي

تستمر المملكة في تنفيذ خططها التنموية التي تعمل على الاستحداث والتطوير والتغيير في مشاريع عملاقة تخدم أهدافاً وطنية، وفق استراتيجيات كبرى درست وخطط لها وتنفذ على أرض الواقع الأولى فالأولى حسب المدرج لها في ميزانيات الدولة وبناءً على جداول زمنية، وهذا يحدث في كل مناطق المملكة الثلاث عشرة بدون استثناء حسب احتياج كل منطقة بما يتناسب مع حجم المناطق ومواقعها وفق التوصيات من ذوي الشأن في تلك المناطق، وفي كل أسبوع نتابع ونشاهد ونسمع عن إطلاق مشروع جديد هنا أو هناك ويبدأ العمل به في مكان ما في وطننا الحبيب، وفق توجيهات قيادتنا الرشيدة -حفظهم الله-.
إن إعلان سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، عن إطلاق المخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد هو أحد هذه المشاريع العملاقة التي تقام في منطقة عزيزة من بلادنا الغالية لمشروع مهم وكبير، حيث سيتم بناء مطار أبها الجديد بهوية معمارية متسقة مع تراث منطقة عسير، ليصبح معلماً بارزاً من المعالم المهمة بالمملكة، وستصل مساحة صالته إلى 65 ألف متر مربع مقارنة بنحو 10 آلاف وخمس مئة متر مربع للمطار الحالي، إضافة إلى إنشاء جسور إركاب، وإنشاء منصات جديدة وخدمات ذاتية لإنهاء وتسهيل إجراءات السفر، وبناء مواقف سيارات بطاقة استيعابية عالية، ومن المخطط أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى بعد خمس سنوات من الآن بحلول عام 2028م.
الحرص على الاستدامة هو من أهم ما سيكون عليه مطار أبها الدولي ويتميز بتصميم معماري لا يتقادم عبر الزمن، في ظل تقنيات متطورة، من خلال توظيف استراتيجيات التصميم البيئية المستدامة، لإيجاد بيئة داخلية قابلة للتكيف والانسجام مع الطبيعة، وتحاكي الثقافة السعودية وتضيف للمسافرين رحلة سفر مميزة وفق خدمات عالية الجودة.
تحكي لنا الأرقام عما يميز مطار أبها الدولي حيث سيكون قادرًا على استيعاب أكثر من 13 مليون مسافر سنوياً مقارنة بالقدرة الحالية التي تقدر ب 1,5 مليون مسافر، وبزيادة 10 أضعاف الطاقة الحالية، إضافة إلى تشغيل أكثر من 90 ألف رحلة سنوياً مقارنة ب 30 ألف رحلة حالياً، وسيصبح عدد البوابات في المطار الجديد 20 بوابة، وسيحوي المطار 41 منصة لإنهاء إجراءات السفر، وإنشاء 7 منصات جديدة للخدمات الذاتية، كل هذه الأرقام تخبرنا ما سيكون عليه مطار أبها الدولي.
مستهدفات مطار أبها الدولي تنصب في المصالح الوطنية المستدامة في تعزيز ريادة منطقة عسير كوجهة عالمية جاذبة، تحقق مستهدفات الاستراتيجيات الوطنية المتسقة مع رؤية السعودية 2030، كاستراتيجية عسير "قمم وشيم"، والاستراتيجية الوطنية للطيران التي تهدف لزيادة عدد الوجهات إلى 250 وجهة و330 مليون مسافر، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة.
إننا جميعاً أمام مشروع مهم وجبار في منطقة عزيزة على قلوبنا جميعاً ومنطقة مهمة جداً لجميع القطاعات التي يستهدفها المطار وتستهدفه.