تحرص المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- على دعم السلام العالمي في كل مكان، وهذا من أهم مبادئها، وارتبط ذلك بالمبادرات الإنسانية الداعمة للسلام دون تمييز عرقي أو ديني أو طائفي أو غير ذلك. ومنذ توقيعها على ميثاق منظمة الأممالمتحدة عام 1945م أصبحت المملكة داعمة ومناصرة لجهود المجتمع الدولي سعياً لإحلال الأمن والسلام الدوليين، مرتكزة على ثقلها السياسي ودورها الريادي عربياً وإسلامياً، وبمشتركات مبادئ الميثاق فعملت وما زالت على معالجة مختلف القضايا بالحوار البناء، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومكافحة الإرهاب. وقد أثبتت اللغة السياسية السعودية أنها كانت ولا تزال لغة سياسية هادئة تبحث عن مسالك دبلوماسية متزنة تحقق مصالحها ومصالح الآخرين وفق منهجية ومقاربات ثابتة. ويعكس تاريخها دورها في صناعة السلام الذي ينطلق من مبادئ مهمة؛ فالاستقرار مطلب مهم في صناعة السلام وبناء المستقبل السعودي. وقد أثبتت المملكة للعالم أجمع أنها تسعى لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار العالمي من خلال نقل محيطها الإقليمي من مرحلة النزاع والفوضى إلى مرحلة الاستقرار والسلام والازدهار والتقدم، للوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة بكل حرفية ومهنية في ظل استراتيجية سياسية عقلانية متزنة بعيداً عن تقييمها كنهج للتحدي أو التحيز السياسي. وتستمر مسيرة السلام السعودية لدعم السلم في العالم، والمساهمة في نشر السلام الإقليمي والعالمي، وذلك من خلال جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله- في استضافة العديد من الفرقاء على أرض المملكة المباركة ومهبط الوحي الكريم، بغرض الصلح والتصالح، من أجل السلام ونماء الشعوب، وإعمار للحياة الاجتماعية والاقتصادية التنموية في العالم وما هذا النهج إلا من باب قول الله تعالى: "والصلح خير". والمملكة تنادي دوماً بضرورة العمل الجاد لتحقيق الأمن والسلم الدوليين والدعوة للحل السياسي والحوار لجميع النزاعات، تماشياً مع الأعراف والمواثيق الدولية، التي تحث على تكريس العمل من أجل السلام وتحقيقه، من أجل رفاهية الشعوب وتحقيق الأمن والاستقرار والدفع بعجلة التنمية المستدامة، وحث شعوب العالم ودوله على إرساء قيم التسامح والتعاون ونبذ جميع أشكال الكراهية والتفرقة بين الشعوب والثقافات.