من قبل أن تدلف إلى مدخل مساكن حجاج بمكةالمكرمة لأي دولة، تكتشف لأول وهلة، معدل التأهيل في إعداد الحاج لأداء ناسك رحلة العمر فضلاً عن مستوى النظافة والتنسيق والتنظيم في إدارة الحجاج، وبمجرد أن تدخل إلى أي جامع بمكةالمكرمة يجمع حجاج يؤدون المناسك لهذا العام تقف على ملامح مستوى الثقافة والتعليم في المظهر العام والانتظام. صالح الهذلي "متعامل" تساءل: ماذا يعني انتشار عشرات البسطات من البيع الجائل بجوار وحول مساكن حجاج بعض دول وسط وغرب أفريقيا مع وجود كميات هائلة من المخلفات والنفايات، في حين نجد مساكن حجاج بعض دول جنوب شرق آسيا مثلاً تفوح بالمعطرات من الاستقبال إلى أعلى دور في الفندق. وأضاف: أكثر من ثلاثين عاماً ولازالت دول قاصرة عن إعداد حجاجها لموسم الحج برفع مستوى التوعية والتعليم والتزام النظام في الاركاب والسير. جولة الرياض أمس في المسجد الحرام وفي عدة أحياء بمكةالمكرمة تسكنها قوافل الحجيج، كشفت بجلاء انعكاس معدلات الثقافة ومستوى التعليم على المظهر العام للسكن والأمكنة المحيطة به، مثلاً صدمنا بافتراش حجاج لممرات في المسجد الحرام بل الصلاة فيها رغم الجهود المضنية التي تبذلها الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي لإشاعة ثقافة فتح الممرات، لكن المشهد الذي أستوقفنا هي قيام حجاج بنثر بقايا خبر مع وحبوب القمح على الأرضيات الرخامية الملاصقة لساحات المسجد الحرام في غير مكترثين بأثار مثل تلك الممارسات على المارة المتجهين للمسجد الحرام. في ذات الاتجاه تناثرت أمام الرياض عشرات المشاهدات الإيجابية لحجاج من دول جنوب شرق آسيا ظهرت عليهم ملامح التنظيم في السير والدخول والتزام النظام العام بلا افتراش أو التعرض لأي خطر لا سمح الله. ياسين أكرم "متعامل" أكد على أن التوعية بأدبيات وسلوكيات ومناسك وأنظمة الحج تبدأ من بلد الحاج قبل القدوم وهذا ما يفسر نجاح دول كثيرة ركزت على رفع مستوى التوعية والتثقيف في بلدانها الأمر الذي انعكس على سلوكيات الحجاج كممارسات يومية. بدر أيوب "سائق حافلة حجاج" تساءل لماذا نجد حجاج تفيض حافلاتهم ببقايا الطعام وعبوات العصائر والماء والمناديل مع عشوائية في الدخول والنزول، في المقابل نسعد بحجاج يستخدمون الحافلات لساعات طويلة وهو يعيشون هاجس جمع النفايات والتعقيم ومعهم مرشد ديني يشاركهم متعة الرحلة بالتوجيه والتثقيف. في شوارع أم القرى تتناثر الأسئلة الأهم كيف يمكن صياغة نظام يضمن التغييرات الجذرية لسلوكيات حجاج بعض الدول التي لا زالت مصدراً لبروز المشاهدات السلبية. سلوكيات تكشف معدل التأهيل للحج