أزهى عصور المرأة السعودية

أضحت قصة تمكين المرأة السعودية، قصة تروى في المحافل الدولية، ورواية تحكى في المنتديات العالمية، فمن الحقل الدبلوماسي الداخلي والخارجي حيث تقلدت مناصب عليا للمشاركة في صناعة القرار السياسي، إلى تعظيم دورها في مفاصل رئاسة الحرمين الشريفين، تأتي انسجاماً مع متطلبات المرحلة التي والتحول الإيجابي في جميع القطاعات التي تشهدها الرئاسة وبهدف تجديد الدماء ورفع الكفاءة التشغيلية وإعطاء دفعة قوية لتمكين
الشابات في تعظيم الجودة والتميز المؤسسي، وآخراً وليس أخيراً ردف قطاعات الوزارات في المجالات الرياضية أو السياحية أو التجارية والمجتمعية بقيادات بمناصب عليا تمكينا لها في تعزيز رؤية 2030 إلى جانب الهيئات في منظمات المجتمع المدني.
النساء السعوديات تتبارى
وأصبحت النساء السعوديات تتبارى لتقلد المناصب والمشاركة في تعزيز متطلبات الرؤية 2030 خصوصا أن تقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" اعتراف بالمملكة كأفضل دولة مطبقة للإصلاحات المتعلقة بهذه الشؤون على مستوى العالم، حيث قامت المملكة بإصلاحات تاريخية لتعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية، والسياسية والرياضية والسياحية من الإيمان العميق بضرورة دعم وتشجيع وتعزيز فرص التمكين للمرأة، كحق أساسي في رفع نسبة مشاركتها على كافة الأصعدة والمستويات، بما يعكس الأطر العالمية نحو مجتمعات تتسم بالشفافية وتكافؤ الفرص، حيث أثمرت رؤية 2030 عن رفع نسبة مشاركتها في التنمية وقادتها بخطى ثابتة حثيثة تدعمها رؤية رشيدة، فيما تقلدت مناصب قيادية إيمانا من قادتنا بما تملكه من قدرة على دفع عجلة التقدم والتنمية للمملكة.
أسماء لامعة
وتسطع سجلات الرؤية 2030 بالأسماء اللامعة في المشهد الداخلي والخارجي ويمكن الجزم بأن تمكين المرأة السعودية أضحى من الركائز الرئيسة المستقبلية لمسيرة الرؤية 2030، جنبا إلى جنب للجيل الجديد من الشباب لبناء مجتمع ديناميكي وسطى تعكس طموحات قيادة حكيمة ناضجة معتدلة وفكر شبابي رصين يعتمد على الكفاءة والمهنية.
الدبلوماسيات تتنافس
وتسعى المملكة إلى تعزيز مشاركة النساء في الحياة العامة وسوق العمل وتولّي المناصب القيادية، ومنها مواقع دبلوماسية رفيعة.
وفي التفاصيل الجديدة لمسار تمكين المرأة؛ أعلنت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي تعيين أكاديمية بارزة في منصب دبلوماسي رفيع بالوزارة التي تستقطب المزيد من النساء لشغل مناصب بارزة فيها، حيث أصدر سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان قراراً بتكليف سارة بنت عبدالرحمن السيد بمنصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية العامة.
والدبلوماسية السعودية الجديدة حاصلة على درجة البكالوريوس من جامعة جورج ماسون في الولايات المتحدة عام 2007، بتخصص إدارة النظم الصحية، وشغلت منصب وكيلة مساعدة مكلفة لوزارة الصحة للتعاون الدولي بين عامي 2019 و2022، ومديرة عامة للتعاون الدولي في الوزارة ذاتها بين 2017 و2019، ومديرة إقليمية في مستشفى "هيوستن ميثوديست" الأمريكية في المملكة بين 2016 و2017.
كما شغلت منصب أخصائية للتطوير التنظيمي والتعاون الدولي في مستشفى الملك عبد الله بن عبدالعزيز الجامعي بين 2015 و2016، ومديرة لقسم مركز الشباب في مؤسسة الملك خالد الخيرية خلال 2015.
تولّت سارة بنت عبد الرحمن، عدة مناصب في الولايات المتحدة الأميركية، حيث شغلت منصب ضابطة العقود للملحق العسكري في مكتب القوات المسلحة السعودية في أميركا بين 2012 و2015.
وانضمت سارة السيد إلى كوكبة من القيادات السعودية في المجال الدبلوماسي النسائي، والذي تصدرت المشهد في بداياته الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان عندما تم تعيينها سفيرة في واشنطن عام 2019، في أول منصب من نوعه تتولاه امرأة في تاريخ المملكة.
همة عالية
وبفضل همتها العالية، وخبرتها الطويلة، اقتحمت المرأة السعودية المجال الدبلوماسي مع انطلاق عجلة الرؤية 2030 والتي تغيرت الكثير من القوانين والمفاهيم، وأصبح لدى المرأة القدرة على المشاركة الفاضلة الفعالة وفي الحقل الدبلوماسي وضعت المرأة أقدامها بل تكون ممثلة للمملكة في المنظمات الدولية، والسفارات السعودية في الخارج، ارتفع عدد سفراء المملكة من العنصر النسائي إلى خمسة سفيرات في دول هامة ومؤثرة يؤدون أدوارهن بكفاءة لخدمة وطنهن، وبانضمام كل من السفيرة نسرين الشبل والسفيرة هيفاء الجديع إلى قائمة ممثلات المملكة في الخارج يصبح عدد سفيرات المملكة إلى خمس.
وتم تعيين نسرين الشبل المعينة سفيرة لدى فنلندا، والجديع المعينة رئيسة لبعثة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي وإلى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية، فيما تمثل المملكة في النرويج السفيرة آمال المعلمي وفي السويد السفيرة إيناس الشهوان.
خطوات مشرفة
واستطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرّفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته فأصبحت المرأة محط أنظار العالم وتصدرت المرأة السعودية المشهد باقتدار في الحرمين الشريفين وخطت المرأة خطوات غير مسبوقة.
وفي أحدث خطوات تمكين المرأة أصدر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، سلسلة من القرارات بتكليف 34 سيدة قيادية في وكالات وإدارات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، سعيا لتطوير الخدمات المقدمة للزوار والحجاج والمعتمرين.
استثمار العقول
القرارات التطويرية في الرئاسة تأتي حرصًا على تطوير العمل، واستثمار العقول والمواهب الإدارية الشابة، وتجويد الأداء وتحقيق الأثر وفق أعلى معايير الجودة والإبداع والتميز وتحفيز الجيل الشبابي وهي تتناغم مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف لرفع مستوى الأداء التشغيلي لخدمة ضيوف الرحمن والارتقاء بمستوى الخدمة والجودة لمنظومة العمل للرئاسة، فضلا عن تعضيد ودعم تمكين المرأة التي أثبتت كفاءة وجدارة لخدمة القاصدات وتحقيق أفضل الممارسات المعيارية في القطاع النسائي للحرمين الشريفين، إلى جانب تتويج الشباب وإعطاء الفرص الكاملة لقيادة العمل في المنظومة، والدعم بالكفاءات والطاقات المؤهلة وضخ الدماء الجديدة التي تتمتع بالكفاءة العلمية والقدرة العملية التي تعمل بطموحٍ عال وبشكل دؤوب وبشغف لتعظيم مكاسب رؤية 2030، التي رسمت للرئاسة مسارًا رائدا في خدمة الحرمين وقاصديهما، وتعزيز ثقافة الابتكار والإبداع وخلق مؤشرات فعالة لدعم اتخاذ القرار بما يساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لمنظومة الرئاسة للمواءمة في تحقيق التميز التشغيلي التوظيف الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات من خلال التحول الرقمي لتحقيق التكامل والريادة في منظومة الأعمال والخدمات المنفذة في الحرمين الشريفين.
قيادات مؤهلة
ومن أن من أهم القياديات اللاتي تم تعيينهن في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين هن: الدكتورة أمل بنت محمد ثنيان لمنصب وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية النسائية، والدكتورة مزنة بنت عبدالعزيز اللحيدان، في منصب الوكيل المساعد للشؤون العلمية والأكاديمية النسائية.
كما تم تعيين نجلاء بنت معيلف الشريف، في منصب الوكيل المساعد للشؤون الإدارية والتدريبية والإثرائية النسائية، وتهاني بنت سعود العمري في منصب الوكيل المساعد للغات والترجمة النسائية، وروان بنت عبد العزيز الردادي بمنصب الوكيل المساعد للخدمات الاجتماعية والتطوعية الإنسانية النسائية.
كما شمل القرار تعيين نوره بنت صياف العمري، مديرة الإدارة العامة للمقرأة والمتون العلمية النسائية، وتكليف سمر بنت أحمد العمري بمنصب مديرة الإدارة العامة للتدريب النسائية، وإيمان بنت محمد الحربي بمنصب مديرة الإدارة العامة لمكتبة المسجد النبوي النسائية، وهند بنت مسعد الجهني، كمديرة الإدارة العامة للشؤون الإدارية النسائية، ومروة بنت مصطفى معمرجي بمهمة مديرة الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية والإنسانية النسائية.
كما نص القرار على تعيين الدكتورة أمل بنت محمد ثنيان، وكيلا لشؤون الطالبات بالكلية.
نقلة نوعية في الحرمين
وأكدت مساعد رئيس شؤون الحرمين للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة العنود بنت خالد العبود في تصريحات ل"الرياض" أن القرارات التطويرية الداعمة لتمكين المرأة، والتي أصدرها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بتكليف 34 سيدة قيادية في وكالات وإدارات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، تأتي ضمن النقلات النوعية التي تسعى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتحقيقها للمرأة السعودية المؤهلة في خدمة قاصدات الحرمين" مؤكدا على أنّ تمكين المرأة في رئاسة الحرمين استثمار الكفاءات النسائية وتسخير دورها استكمالاً لما حققته المرأة في الحرمين الشريفين من نجاحات كبيرة".
وقالت الدكتورة العنود إن المرأة تحظى بالكثير من التمكين والتقدير من خلال القرارات الملكية والأوامر السامية، منها ما كان متصلًا بشكل مباشر بدعم دور المرأة، ومنها ما كان ضمن منظومة المؤسسات الحكومية والأهلية حتى إطلاق رؤية المملكة 2030 {مشروع طموح للمرأة السعودية} لتنوُّع المكاسب التي حصلت عليها، التي تعكس صورة أكثر إشراقًا وما تملكه من إمكانات، بإتاحة فرص العمل في العديد من الجهات في كل جوانب التخطيط والتنفيذ.
دور عظيم
وأضافت بأنه لا يخفى على الجميع الدور العظيم والمشّرف للمرأة السعودية في الحرمين الشريفين، وهو دور أزلي ومن أولى المشاركات للمرأة في ميدان العمل ونتيجة للخبرات التراكمية والأدوار التكاملية نجحت المرأة في الحرمين الشريفين في التعامل بمهنية عالية مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وتبعاته المؤثرة صحياً واقتصادياً واجتماعياً، مما انعكس على جهودها.
وثمنت الدكتور العنود القرارات الشجاعة التي اتخذها الرئيس العام لتمكين المرأة في الحرمين وهي قرارات غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة، مؤكدة بأن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مكنت المرأة فكان لها نصيبها الوافر من التمكين انسجاماً مع رؤية المملكة (2030)والدعم والتقدير من معالي الرئيس العام فهو رجل المرحلة بلا استثناء والذي نقل بالرئاسة نقلاً جذرياً وجوهرياً بتوفيق من الله أولاً ثم دعم قيادتنا الرشيدة -فهو نعم القائد والموجه والداعم، وخاصة في مجال تمكين المرأة والذي توجها بمناصب قيادية تاريخية غير مسبوقة وعزز تمكينها بإنشاء وكالة تمكين المرأة.
قيادة قطار الحرمين
وتُبدي رؤية المملكة 2030 اهتماما متزايدا بمشاركة المرأة في المجتمع والاقتصاد، وكان من المخرجات الملموسة مبكراً للرؤية أن اكتسبت المرأة السعودية مكانة متقدمة بتقلدها وظائف ومناصب قيادية في الحرمين، في قرار دفع باتجاه منح النساء المزيد من الفرص لصناعة مستقبل البلاد.
بالمقابل أهّلت الخطوط الحديدية "سار" عبر المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية "سرب" 32 قائدة لقطار الحرمين السريع، اللاتي باشرن العمل عقب تدريبهن من قبل خبراء في المعهد على مدى 12 شهراً ما بين التدريب النظري والعملي.
وأعرب عدد من قائدات قطار الحرمين، عن اعتزازهم وفخرهم بالعمل في هذا المجال، حيث قالت ثراء علي الزهراني "منذ أن أعلن معهد سرب عن الفرص الوظيفية في يناير الماضي حرصت على التقديم للعمل وتم إجراء المقابلة الشخصية والاختبار وتم قبولي كواحدة من أول دفعة قائدات قطار سعوديات، الأمر الذي يجعل طموحي عالياً لخدمة وطني، مفيدةً أنه تم تدريب المقبولات نظرياً وعملياً على أنظمة السلامة والأمان، والمشاركة في قيادة القطار كقائدات تحت التدريب" .
بدورها أوضحت روتيلا ياسر نجار أن القيادة الرشيدة أتاحت الفرصة للمرأة السعودية ومكنتها من العمل في مختلف المواقع لخدمة الوطن منها مشروع قطار الحرمين الذي يخدم حجاج بيت الله الحرام من المعتمرين والزوار، مفيدةً أن الجميع يعمل لهدف واحد وهو خدمة حجاج ضيوف الرحمن، والحرص على تعلم أسس العمل ليكونوا فريقاً واحداً للعمل هذا المجال وغيره من المجالات.
وعن استشعار المسؤولية كقائدة قطار، أشارت رنيم طلال عزوز، إلى المتابعة المستمرة من المدربين في المعهد ودورهم في تأهيل الفتيات للعمل في هذا المجال مكنتهم من الدخول لبيئة العمل وتخطي الكثير من والصعوبات، مبينةً أن خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين والزائرين كان الدافع الكبير للعمل في قطار الحرمين.
وحسب إحصائيات رسمية في آب/ أغسطس الماضي، ارتفعت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، خلال الربع الثاني من عام 2022 إلى حوالي 9ر32 %، فيما بلغت نسبة مشاركتها الاقتصادية (فوق سن ال15) ما يقارب 6ر33 %.
هيفاء الجديع سفيرة ورئيسة بعثة المملكة بالاتحاد الأوروبي
سيرين الشبل سفيرة لدى جمهورية فنلندا
سارة السيد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية العامة
أضواء العريفي مساعداً لوزير الرياضة