شرح أستاذ التاريخ والمؤرخ الدكتور سليمان الذييب، خلال ورشة عمل «الكتابة الثمودية» التي أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2022، المقام تحت قبة «سوبر دوم»، مراحل تطور الكتابة الثمودية عبر العصور، موضحاً الفرق بين ثمود المذكور في القرآن الكريم، والنقوش الثمودية. وأوضح د. الذييب أن قوم ثمود المذكورين في القرآن الكريم لا علاقة لهم بالنقوش الثمودية المنحوتة على الصخور، والتي اكتشفت مؤخراً في بعض الدول العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وغيرهما من الدول العربية، مبيناً أن لفظة (ث م د) وردت في الحوليات الأشورية، والنقوش السبئية، والمعينية، وبالنسبة لظهورها في النقوش الصفائية فكانت بصيغة (ث م ود)، والنقوش النبطية بصيغة (ث م و د و)، أما في المصادر الكلاسيكية فوردت بصيغة (ث م و د ي). وذكر أن المؤرخ الكندي ونيت، قام بدراسة مطولة للنقوش الثمودية، وخرج بنظريتين، الأولى أن الخط الثمودي يتكون من خمس مجموعات، رمز إليها ب(A B C D E)، أما النظرية الثانية فجزئ الخط الثمودي بها إلى أربع مجموعات، وهي: الثمودي التيمائي، الثمودي النجدي، الثمودي الحجازي، والثمودي التبوكي. مفيداً بأن اعتماد المؤرخ في تقسيمه راجع إلى الاختلاف في الأشكال والمفردات، والاختلاف في اتجاه الكتابة، ولكن هذه التقسيمات دحضها المؤرخ الكندي عقب زيارته السعودية في عهد الملك فيصل - رحمه الله -. وظهرت تقسيمة أخرى هي الثمودي المبكر، التي استخدمت لستة قرون، والثمودي المتوسط (الانتقالي) واستمرت حتى القرن الثاني، واستخدمت في الحجاز فقط، والأخيرة هي الثمودي المتأخر، واستمر استخدامها حتى نهاية القرن الرابع الميلادي. ووزع د. سليمان الذييب على الحضور نماذج النقش الثمودي المبكر والمتوسط والمتأخر، موضحاً ما يقابلها من الأحرف الأبجدية في اللغة العربية، وطريقة نقشها الذي اختلف عند نحته على بعض الأحجار. تجدر الإشارة إلى أن هيئة الأدب والنشر والترجمة دشنت فعاليات معرض جدة للكتاب في مركز «سوبر دوم» بمدينة جدة، يوم الخميس الثامن من شهر ديسمبر الجاري، وتستمر حتى السبت القادم، حيث تشارك فيه أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية، ويقدم عبر برنامجه الثقافي المصاحب أكثر من 100 فعالية شاملة ومتنوعة، فضلاً عن تنظيم مؤتمرين نوعيين؛ أولهما للخيال العلمي، والآخر للنشر الرقمي، وهما الأولان من نوعهما في المملكة.