في غمرة احتفال المملكة بيومها الوطني المبارك المهيمن بروعة الإنجاز المذهل في شتى مناحي الحياة، على الصعيدين المحلي والعالمي، وأبرزها من ريادة سعودية ناجحة مبتكرة في حماية كوكب الأرض من شتى الانبعاثات المؤثرة في التغير المناخي، ومضيّها قدماً بقيادة زمام سلسلة مبادرات بيئية عالمية اقرتها قمة العشرين 20، وعملت بموجبها في القمم التالية. نوه أمين عام الاتحاد الخليجي للصناعات البتروكيميائية والكيميائية د. عبدالوهاب السعدون بقوة قيادة المملكة العربية السعودية للمشهد الصناعي الكيميائي العالمي المبتكر. وقال إن المملكة على أعتاب تحول مهم لتصبح رائدة في التكنولوجيا والابتكار وانتقال الطاقة النظيفة وحياد الكربون، وذلك كجزء من رؤية 2030". وتتويجاً لهذه المكانة تقرر ولأول مرة أن تستضيف السعودية منتدى الاتحاد الخليجي للصناعات البتروكيميائية والكيميائية في ديسمبر القادم، وتنظمه شركة سابك ويفتتحه وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، بالخطاب الافتتاحي ويرأس سموه جلسة وزارية إقليمية للطاقة في اليوم الأول وافتتاح المعرض العالمي المصاحب. وقال د. السعدون تعد المملكة موطنًا لأكبر وأسرع صناعة كيميائية وبتروكيماوية نموًا في الخليج العربي، وهي قوة إقليمية مهمة ورائدة في السوق العالمية، حيث تمثل أكثر من ثلثي الإنتاج الكيميائي الإقليمي وتوفر المواد الخام والمنتجات النهائية لكل زاوية تقريبًا من العالم. ولفت إلى أن العالم شهد في السنوات الأخيرة تغيرات سريعة وغير مسبوقة ومنها تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، مشيراً إلى "ان الاضطرابات الاقتصادية موجودة لتبقى، مما يشكل تحديات خطيرة للمستقبل. وحاجة الساعة الآن هي قيادة قوية وحلول فورية. في الوقت نفسه لا توجد صناعة في وضع أفضل من الصناعة الكيميائية لتمكين غد أكثر استدامة". ريادة الصناعة الكيميائية وكشف د. السعدون في معرض تقديره للمملكة لريادة الصناعة الكيميائية العالمية، وتتويجاً لها ولأول مرة أن تستضيف أحد أهم مؤتمرات الصناعة في العالم، وقال "في ظل هذه الخلفية، يسعدني أن أعلن أن منتدى الاتحاد الخليجي للصناعات البتروكيميائية والكيميائية السنوي ال16 سيعقد في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر 2022، في فندق هيلتون الرياض". وفي مزيد من التوضيح، مبيناً بأنه "سيتم استضافة هذه النسخة الهامة في المملكة لأول مرة ومن المتوقع أن تجتذب أكثر من 2500 مشارك من 600 شركة و100 دولة. وسيتناول المنتدى موضوع "الكيمياء في العمل، تشكيل مستقبل مستدام". وستسلط الحوارات الاستراتيجية في الحدث الضوء على بعض القضايا الأكثر إلحاحًا التي تؤثر على قطاع الكيماويات اليوم، وستكون هذه النسخة فريدة من نوعها، مع التركيز على دور الصناعة الكيميائية وخططها واستراتيجياتها لتصميم سلاسل قيمة أكثر استدامة، وتقديم نظرة مستقبلية على حواجز الطريق، وكيفية التغلب عليها، والطرق التي تساهم بها الصناعة في تحقيق صافي الصفر. وسيتضمن جدول أعمال المؤتمر الذي يجب حضوره لهذا العام الجلسات الوزارية والرئيسة وحوارات القيادة، وتقديم جائزة جيبكا للرواد في نسختها الرابعة، وتقديم النسخة الافتتاحية من منتدى جيبكا للشباب، وجيبكا للاستدامة. وانطلاقا من سمعتها كأشهر تجمع للصناعات الكيميائية في الخليج العربي، سيستقطب المنتدى بعضا من أبرز خبراء الصناعة في العالم، وقادة الفكر، والمبتكرين، والشباب الموهوبين في المنطقة. وفيما يتخذ اللاعبون الكيميائيون اليوم إجراءات لتعزيز قدراتهم الابتكارية، ودعم الأمن الغذائي، وتحقيق صافي الصفر، ودفع الاقتصاد الدائري، وتسريع انتقال الطاقة النظيفة، يتطلع منتدى جيبكا نحو الحلول، وهو منصة الشبكات العالمية الرائدة لقادة صناعة البتروكيميائيات والكيماويات لتعزيز الاستراتيجيات والالتزامات التي من شأنها دفع الصناعة إلى تصميم المزيد من سلاسل القيمة المستدامة والمساهمة في جعل صافي الصفر حقيقة واقعة. ويمثل الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات قطاع الصناعات الهيدروكربونية النهائية في منطقة الخليج، ويُعبّر الاتحاد حالياً عن المصالح المشتركة لأكثر من 250 شركة منتسبة إليه من كبار منتجي الكيميائيات بالعالم بزعامة شركة سابك والتي تواصل ريادتها العالمية الأولى في تنوع محفظتها الاستثمارية والمنتجات المتخصصة والبلاستيكيات الهندسية المبتكرة والرابعة في المبيعات على مستوى صناعة البتروكيميائيات في العالم. وينضوي تحت راية هذا الاتحاد قطاع صناعي تبلغ طاقته الإنتاجية الحالية أكثر من 166,6 مليون طن متري سنوياً من منتجات البتروكيميائيات والكيميائيات بينما تصل إيراداته إلى أكثر من 317,625 مليار ريال (84,7 مليار دولار)، فضلا عن استيعابه لأكثر من 166 ألف وظيفة في مختلف التخصصات. ويستأثر بأكثر من 95 % من إنتاج الكيميائيات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. ويُعد القطاع ثاني أضخم قطاعات التصنيع في المنطقة، إذ يُسهم في تصنيع منتجات تصل قيمتها 405 مليار ريال (108 مليار دولار) سنوياً. وبالإضافة إلى التنويع الاقتصادي والمساهمة الفاعلة بأهداف الاستدامة العالمية والإقليمية، أشار أحدث تقريرٌ إلى أنه يمكن توفير ما يقرب من 138 مليار دولار بحلول العام 2030 إذا ما قامت دول مجلس التعاون الخليجي باعتماد نموذج الاقتصادي الدائري للكربون بما يعادل حوالي 1 % من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة حتى نهاية العقد. في وقت تشدد رؤية المملكة 2030 على أن تتخذ صناعة البتروكيميائيات السعودية دوراً ريادياً ملهماً لتصبح أكبر محرك للطلب العالمي على النفط في ظل التوسع الكبير في استخداماتها الشاسعة في الكون. ويساهم قطاع البتروكيميائيات العملاق في المملكة بأكثر من ثلث النمو في الطلب العالمي على النفط حتى عام 2030، ونحو نصف النمو إلى عام 2050، مما يضيف نحو 7 ملايين برميل من النفط يوميا بحلول ذلك الوقت. كما أنها تستعد لاستهلاك 56 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030، و83 مليار متر مكعب بحلول عام 2050. د. عبدالوهاب السعدون يعد قطاع الكيميائيات ثاني أضخم قطاعات التصنيع بالمنطقة