في المباراة الودية التي جمعت بين نادي الهلال السعودي وألميريا الاسباني، والتي فاز فيها الهلال الزعيم السعودي الآسيوي على نظيره الاسباني بهدفين لواحد، ألميريا الصاعد حديثا الى دوري الليجا الاسباني، الذي ستكون مباراة افتتاح الموسم القادم بينه وبين الملكي ريال مدريد، ألميريا الذي يملكه تركي آل الشيخ، فمنذ أسابيع قليلة ماضية شهدنا فرحة آل الشيخ بتأهل ألميريا الى دوري الدرجة الأولى الاسباني، اما في مباراة الهلال والميريا فتركي آل الشيخ وان كان تصرف بروح رياضية في تشجيعه لناديه الذي يملكه، واحترامه لمشجعي النادي الاسباني، الا انه وعلى تعابير وجهه وبين سطور كلماته، بقية الهوية السعودية مسيطرة نازعة قوية طاغية. حضور معالي المستشار دائماً له نكهة ووقع مميز، بساطته التعبيرية وابتسامته وطريقة تعامله مع الناس، تجعل من كل خطوة او حركة او كلمة هدفا لنا في الإعلام، بل وحتى في الوسط الشعبي، ولكن هذه المرة ورغم ان الميريا هو ناديه الرسمي، وان المباراة ودية، الا ان معالي المستشار لم يستطع ابداً إخفاء الولاء لكل ما هو سعودي، نعم هي مباراة ورياضة وتسامي في الروح والتعامل، لكن لدى شخصيات وطنية مثل تركي آل الشيخ، ثقة ولاة الامر واحد رجالات رؤية المملكة 2030، فإن الروح السعودية وهمة حتى القمة لا يمكن ان تتوارى خلف أي دبلوماسية في التعامل. «لا تخلط يا سالم»، عبارة جميلة وجهها تركي ال الشيخ الى لاعب الهلال والمنتخب السعودي سالم الدوسري، صاحب ماركة الخلط في اسيا، مرحباً ومداعباً لاعبي الهلال على ارض الملعب، ثم محادثا الجمهور بانه يلعب بالفريق الاحتياطي، حتى لاعبي الهلال في سلامهم على تركي آل الشيخ كان واضحا جدا الاريحية وكان جليا جدا انهم يعلمون ان في داخل هذا الجسد روحا سعودية وطنية منتمية بكل جد وإخلاص وتفانٍ. على العموم والشاهد في مقالتي هذه، ان فكرة مباراة الهلال والميريا استعداد للموسم القادم السعودي والاسباني، وحيث ان المالك لنادي الميريا هو مواطن سعودي، فالأمر جميل جدا حين تجد ان استثمارات السعوديين يتم تسخيرها لخدمة الداخل الوطني، دعما وتطويرا وتأهيلا، والامر ليس فقط في عالم الرياضة، بل أيضا في عالم الاقتصاد لا بد من ذلك، فكم من شركة عالمية يمتلكها سعودي او سعوديون، ولو كل شركة من هذه تعاقدت مع قطاع اعمال ريادي في المملكة دعما له، لوجدنا ان المكون والمحتوى المحلي السعودي سيقفز قفزات عالية وكبيرة جدا في عالم التطور والتمكن. هذه ليست المرة الأولى يعمل فيها المستشار تركي ال الشيخ على تسخير التطور العالمي في خدمة المحتوى المحلي، فحين كان رئيسا للهيئة الرياضية، قبل كأس العالم السابق في روسيا، أرسل لاعبين سعوديين ليلعبوا في الدوري الاسباني ويكتسبوا خبرات أكثر، وسالم الدوسري «لا تخلط لا يا سالم» كان أحد هؤلاء اللاعبين. د. طلال الحربي