لا شك أننا في كل مرة يشارك فيها المنتخب الأول لكرة القدم، نشعر من داخلنا بأن هنالك نتائج رائعة سوف تتحقق، وهذا الشعور مصدره الحقيقي ليس فقط عاطفتنا، بل لأننا نعلم جيدا أن منتخبنا قادر على تحقيق الإنجازات، ولديه الإمكانات، ويمتلك ثلة من اللاعبين المميزين وذوي الإمكانات العالمية، وبالتالي فإن الشعور بأن هنالك ما يجب أن يتحقق شعور طبيعي، ورغم أن بعض الأحيان تأتي النتائج بما لا تشتهي السفن، ولكن دائما ما تكون هذه النتائج غير المرضية، مسببة بأخطاء اجتهادية أو تنظيمية أو خطة مدرب، وقليلا عدم وجود اللاعبين في جاهزيتهم العليا المطلوبة. في الدوحة 2022 نهائيات كأس العالم، منتخبنا سيلعب في مجموعة صعبة للغاية، النهائيات كلها عبر تاريخها أبدا لم تكن سهلة على أي فريق، بل هنالك فرق كبيرة مصنفة أولى عالميا، خرجت من الدوري الأول وبعضها لم يسجل هدفا واحدا، كفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إيطاليا التي لدورتين متتاليتين لكأس العالم لم تتأهل، وبالتالي فإن النتائج السلبية متوقعة، ولكن بالنسبة لمنتخبنا هذه المرة نتمناها ونريدها مختلفة، وبأقل تقدير التأهل للدور الثاني. سنفتتح البطولة بلقاء المنتخب الأرجنتيني، هذا المنتخب الأميركي اللاتيني الذي أعلن وبقوة أنه بقيادة ميسي يريد تحقيق اللقب بعد غياب منذ تحقيقه لآخر مرة في العام 1986 وبقيادة مارادونا، وبالتالي فإننا سنواجه فريقا قويا متحفزا متجانسا حقق بطولة أميركا اللاتينية، لا مستحيل في عالم كرة القدم، السنغال هزمت فرنسا حاملة اللقب، والكاميرون هزمت الأرجنتين، وبالتالي الأمر ليس مستحيلا، ولكن صعبة وصعبة للغاية، ولهذا فإن مظهرنا العام نريده أن يكون الند للند، وأن يعرف العالم كله أن الأرجنتين لو فازت، فإنها فازت بصعوبة. المواجهة الثانية أمام بولندا، نعم فريق يلعب الأسلوب الأوروبي، لديه لاعبون منتشرون في أندية كبرى عالمية، لكن يبقى من الصنف الثالث في أوروبا، وبالتالي بأسلوبنا الهجومي وقوة وسطنا، نستطيع أن نتجاوز بولندا، بل وعلى فرضية خسارتنا أمام الأرجنتين فإن فوزنا أمام بولندا لا بد منه إن أردنا العبور إلى الدور الثاني، ومن متابعتنا لمباريات بولندا وأسلوب لعبها، فإن منتخبنا قادر على ضربها في مقتل وتحقيق فوز لن نقول سهل بل صعب. المباراة الثالثة والأخيرة، وهي برأيي المتواضع الأخطر والأصعب علينا، المكسيك وما أدراك ما المكسيك! فريق الدوري الأول بامتياز، دائما ما يبدع ويتألق ويحقق نتائج غير طبيعية في الدور الأول، وإن كان في الأدوار التالية يفقد قوته وتشعر أنهم تحولوا إلى فريق أقل من عادي، وهنا منتخبنا وبحسابات النقاط والأهداف للمباريات السابقة للفرق، سيلعب مع المكسيك على مبدأ النتيجة التي تؤهلنا للدور الثاني، تعادل أو فوز. لدينا مباراة مع الفريق الأميركي في شهر سبتمبر، ولعله الفريق الأميركي يجمع بين أسلوبي لعب المكسيك بالمهارات والسرعة، وبين بولندا بالقوة والتنظيم، واختيار أميركا اختيار حسن وموفق، ونريدها مباراة تجربة حقيقية يلعب فيها منتخبنا وكأنها مباراة نهائي، نعم نتمنى الفوز فيها، ولكن نتمنى أن نشاهد شبه استقرار وثبات على التشكيلة، وعودة بقية اللاعبين واكتمال جاهزيتهم، وتجربة العناصر في الاحتياط بشكل دقيق ومناسب. د. طلال الحربي