المملكة ضمن أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي وفقًا لمؤشر ستانفورد الدولي 2024    «مجمع الشفاء» أفظع مجزرة عرفها التاريخ    هل باتت المنطقة على شفير حرب جديدة؟    شباب السودان بين أحلام محطمة وأمل لا يخبو    الأخضر الأولمبي يقسو على تايلاند بخماسية ويتأهل لربع نهائي كأس آسيا    الرمز اللغوي في رواية أنثى العنكبوت    بطاقة معايدة أدبية    نائب أمير الرياض يقدم تعازيه في وفاة ابن جريس    السديري يفتتح الجناح السعودي في معرض جنيف الدولي للاختراعات    "الرياض الخضراء" يصل إلى عرقة    حارس الفيحاء: قدمنا مباراة جيدة أمام أفضل فريق في الدوري السعودي    67 ألف جلسة قضائية رقمية خلال الربع الأول    مدير الجوازات يتفقد جوازات مطار البحر الأحمر    الذهب يرتفع فوق 2400 دولار مع مخاوف صراع أوسع بالشرق الأوسط    اكتشاف خندق وسور بجدة يعود تاريخهما إلى القرن 12 و13 الهجري    أمير الرياض يعتمد أسماء الفائزين بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع    محافظ حفر الباطن يتفقد المستشفى المركزي والتأهيل الشامل    إخلاص العبادة لله تشرح الصدور    أفضل أدوية القلوب القاسية كثرة ذكر الله    ميتروفيتش يكشف موعد عودته    النصر يخسر ساديو ماني أمام الخليج    النصر يقلص فارق الصدارة بثلاثية في شباك الفيحاء    مساعد وزير الدفاع يزور باكستان ويلتقي عددًا من المسؤولين    كلوب: ليفربول يحتاج لإظهار أنه يريد الفوز أكثر من فولهام    "الأرصاد" ينبه من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة    الجامعة السعودية الإلكترونية تشارك ب 3 اختراعات في معرض جنيف الدولي    أمير منطقة عسير يتفقد اليوم، عددًا من المراكز والقرى الواقعة شمال مدينة أبها.    جازان تُنتج أكثر من 118 ألف طن من الفواكه الاستوائية.. وتستعد لمهرجانها السنوي    متحدث الأرصاد: رصد بعض الحالات الخاصة في الربيع مثل تساقط البرد بكميات كبيرة.    نجران: إحباط تهريب 58 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر    استثناء الجهات التعليمية الأهلية من اشتراط الحد الأدنى للحافلات في النقل التعليمي    محترف العين: طعم الانتصار على الهلال لا يُوصف    "أبل" تسحب واتساب وثريدز من الصين    بينالي البندقية يعزز التبادل الثقافي بين المملكة وإيطاليا    الزبادي ينظم ضغط الدم ويحمي من السكري    «CIA» تحذّر: أوكرانيا مهددة بخسارة الحرب    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسبب المرض    السينما في السعودية.. الإيرادات تتجاوز 3.7 مليار ريال.. وبيع 61 مليون تذكرة    الشاب محمد حرب يرزق بمولوده الأول    مسح أثري شامل ل"محمية المؤسس"    يوتيوب تختبر التفاعل مع المحتوى ب"الذكاء"    "الجدعان": النفط والغاز أساس الطاقة العالمية    "موسيماني": الجميع يتحمل مسؤولية الخسارة من الشباب    "العقعق".. جهود ترفض انقراض طائر عسير الشارد    فوائد بذور البطيخ الصحية    «استمطار السحب»: 415 رحلة استهدفت 6 مناطق العام الماضي    «سلمان للإغاثة»: اتفاقية لدعم برنامج علاج سوء التغذية في اليمن    «الشورى» يناقش تقارير الأداء السنوية لعدد من الأجهزة الحكومية    بريطانيا تحظر شراء الهواتف لمن هم دون ال16    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    الفقر يؤثر على الصحة العقلية    مجلس جامعة جازان يعيد نظام الفصلين الدراسيين من العام القادم    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مونديال فرنسا 98 : انكلترا تحلم بالكأس والارجنتين تخطب ودها وكرواتيا ضيف مشاكس
نشر في الحياة يوم 01 - 06 - 1998

تختتم "الوسط" في هذا العدد تقديم المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم فتسلّط الضوء على المجموعة السابعة التي تضم انكلترا وتونس وكولومبيا ورومانيا. وعلى المجموعة الثامنة التي تضم الارجنتين وثلاثة ضيوف جدد هم جامايكا واليابان وكرواتيا.
المجموعة السابعة
تونس
بعد انتظار دام 20 عاماً تؤكد كرة القدم التونسية حضورها بين أفضل المنتخبات في العالم بعدما حجزت بطاقة التأهل لمونديال فرنسا 98 والفضل في هذا الانجاز يعود الى كفاح اللاعبين وإصرارهم على الفوز والى المدرب البولندي هنري كاسبرجاك الذي تولى الاشراف على المنتخب في أعقاب كأس الأمم الافريقية التي استضافتها تونس في العام 1994 لتدارك الفشل الذريع الذي مني به المنتخب في تلك البطولة.
وكان كاسبرجاك في تلك الفترة قد أشرف على منتخب ساحل العاج وقاده خلال خمسة أشهر الى بلوغ الدور نصف النهائي في كأس الأمم الافريقية. ولدى توقيع العقد مع المدرب الجديد أعلن أن المطلوب منه تأهيل تونس لكأس افريقيا 1996 ولنهائيات كأس العالم 1998. وقد أتم كاسبرجاك بنود العقد بنجاح فقاد المنتخب التونسي الى المباراة النهائية في البطولة الافريقية وضمن تأهله لمونديال فرنسا بعدما تصدر المجموعة الافريقية الثانية فخاض 8 مباريات فاز في سبع منها وتعادل في واحدة وسجل 15 هدفاً ودخل مرماه هدفان فقط.
وسبق للمنتخب التونسي أن شارك مرة واحدة في نهائيات كأس العالم في الارجنتين 1978 وخرج من الدور الأول بصورة مشرفة وكان أول فريق افريقي وعربي يحقق فوزاً في المونديال عندما هزم المكسيك 3/1. علماً أنه تعادل مع المانيا صفر/صفر وخسر بصعوبة أمام بولندا صفر/1. وخارج اطار كأس العالم أحرزت تونس البطولة العربية في العام 1972 وبلغت نهائيات كأس الأمم الافريقية مرتين: الأولى في العام 1965 والثانية في العام 1996.
أوقعت القرعة تونس في مجموعة صعبة كونها تضم منتخبات عريقة، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل ينجح المنتخب التونسي في تخطي الدور الأول؟ الأوساط الكروية التونسية تشعر بتفاؤل مشوب بالحذر فالمهمة صعبة ولكنها غير مستحيلة. ويرى عبدالمجيد الشتالي الذي قاد تونس في مغامرة الارجنتين المثيرة أن المنتخب قادر على أن يواجه المنتخب الانكليزي في 15 حزيران يونيو في مرسيليا مواجهة الند للند. أما الحذر فمرده الى التراجع الذي سجله المنتخب التونسي أداء ونتيجة في كأس الأمم الافريقية الأخيرة في بوركينافاسو حيث خرج من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام فريق البلد المضيف وهو فريق مغمور الى حدٍ بعيد.
واستعداداً لكأس العالم لعب المنتخب التونسي مباراة ودية مع جورجيا انتهت بالتعادل 1/1. وسيخوض لقاء ودياً مع تشيلي في 31 أيار مايو قبل أن يختتم سلسلة لقاءاته باللعب أمام منتخب ويلز في 9 حزيران يونيو في العاصمة التونسية.
يضم المنتخب التونسي عناصر جيدة تجمع بين الخبرة والموهبة، ففي حراسة المرمى هنالك شكري الواعر ورضوان الصالحي والناصر البدوي وعلي بومنيجل حارس باستيا. ويتكون خط الدفاع من سامي الطرابلسي وطارق ثابت وخالد بدره وتوفيق الهشري وبشير الصاحباني.
ويضم خط الوسط لاعبين مميزين أمثال زبير بيه فرايبورغ الألماني وسراج الدين الشيحي ورياض بوعزيزي واسكندر السويح. في حين يعتمد خط الهجوم على مهدي بن سليمان فرايبورغ وعماد بن يونس ورياض الجلاصي وعادل السليمي وفوزي الرويسي. لكن المنتخب سيفتقد خدمات اللاعب القدير حسان القابسي بداعي الاصابة.
اللاعبون التونسيون يملكون الحافز ويملكون الامكانات لتحقيق نتيجة طيبة، أما التوقعات فانها أشبه بقراءة الكف تصيب مرة وتخطى أغلب الأحيان.
رومانيا
لو كانت نتائج التصفيات المؤهلة لنهائيات مونديال فرنسا هي المقياس الوحيد للحكم على قوة المنتخبات لكانت رومانيا مرشحة بامتياز لاحراز كأس العالم على اعتبار أنها تصدرت المجموعة الأوروبية الثامنة فخاضت 10 مباريات فازت في تسع منها وتعادلت في واحدة وسجلت 37 هدفاً واستقبلت شباكها خمسة أهداف وكانت أول المتأهلين في 20 آب اغسطس 1997 قبل أن تنتهي تصفيات مجموعتها رسمياً بثلاث جولات. والقرعة التي أوقعت رومانيا في مجموعة سهلة في التصفيات تضم ليتوانيا وايسلندا ومقدونية وليشنشتاين وجمهورية ايرلندا عادت وأوقعتها في الدور الأول من نهائيات كأس العالم في مجموعة صعبة تضم انكلترا وتونس وكولومبيا.
سبق لرومانيا أن شاركت في المونديال ست مرات 1930 و1934 و1938 و1970 و1990 و1994 وأفضل نتيجة حققتها بلوغها الدور ربع النهائي في المونديال الماضي وخروجها بركلات الترجيح على يد السويد. والانجاز الوحيد الذي حققته خارج اطار كأس العالم هو فوزها ببطولة أوروبا للشباب في العام 1962.
يتولى انخيل يوردانسكو الملقب بالجنرال تدريب المنتخب الروماني منذ العام 1993، وقد تألق "الجنرال" لاعباً ومدرباً فخاض في صفوف المنتخب 64 مباراة سجل خلالها 26 هدفاً، وكان مساعداً لمدرب ستيوا بوخارست عندما فاز بدوري أبطال أوروبا في العام 1986 ثم قاده مدرباً الى احراز كأس السوبر الأوروبية وبلغ معه نهائي دوري أبطال أوروبا في العام 1989 وخسر أمام آي. سي. ميلان.
حقق المنتخب الروماني في عهدة "الجنرال" نتيجة مشرفة في مونديال 1994 لكنه مني بنكسة قاسية في كأس الأمم الأوروبية 1996 فخسر مبارياته الثلاث وخرج من الدور الأول.
ويبدو أن المنتخب قد استفاد من تلك النكسة ونجح في محو الصورة السيئة التي خلفها في البطولة الأوروبية وتضم تشكيلته الحارس العملاق بوغدان ستيليا 1.90 متر والمدافعين تيبور سيليمس وانطون دوبوس ودانيال برودان ودان بتريسكو الذي سجل أربعة أهداف في التصفيات. وفي خط الوسط يتألق لاعبا غلطة سراي التركي جورج هاجي 5 أهداف في التصفيات وجورج بوبيسكو 7 أهداف بجوار قسطنطين غالكا ودوريناي مونتيانو، في حين يضم خط الهجوم أوريان ايلي الذي يعتبره أنصار فالنسية الاسباني خليفة روماريو في الفريق وفيوريل مولدوفان وايلي دوميتريسكو.
ويخشى "الجنرال" أن يزج بالعناصر الشابة في المعمعة لأنه عندما غامر مرة وأشركها ضد المنتخب الاسرائيلي في مباراة ودية خسر الرهان. ولذا قرر أن يواجه تحديات المونديال وأن يخوض المعركة الأخيرة سيتولى تدريب المنتخب اليوناني بعد كأس العالم معتمداً بصورة أساسية على الحرس القديم، وبالسلاح الأبيض إذا اقتضى الأمر.
انكلترا
سجل انكلترا في المونديال لا يتناسب مع شهرة البلد الذي انطلقت منه لعبة كرة القدم، فهي شاركت في نهائيات كأس العالم 9 مرات 1950 و1954 و1958 و1962 و1966 و1970 و1982 و1986 و1990 لكنها لم تحرز الكأس سوى مرة واحدة عندما استضافت البطولة في العام 1966، وبلغت الدور نصف النهائي في مونديال 1990 وحلت في المركز الرابع، كما بلغت الدور ربع النهائي ثلاث مرات، علماً أنها امتنعت عن المشاركة في بطولة العالم لدى انطلاقها وقاطعت دوراتها الثلاث الأولى.
تأهلت انكلترا لمونديال فرنسا بعد تصدرها المجموعة الأوروبية الثانية فخاضت 8 مباريات فازت في ست منها وتعادلت في واحدة وخسرت واحدة، وسجلت 15 هدفاً واستقبلت شباكها هدفين فقط.
يتولى غلين هودل 40 عاماً تدريب المنتخب الانكليزي منذ العام 1996 خلفاً لتيري فينابلز، وقد أكمل مسيرة سلفه الذي أعطى للكرة الانكليزية وجهاً جديداً مركزاً على المهارات والخطط الذكية بدلاً من الاعتماد على القوة البدنية. والمدرب يعمل بهمة وجدية وانضباط ويتمتع بشخصية قوية وجذابة، وهو لا يشارك في المونديال لمجرد المشاركة بل للمنافسة على اللقب. والنتائج التي حققها المنتخب تحت اشرافه تجعل الطموح مشروعاً من جهة وحلماً صعب المنال من جهة ثانية. فهو أحرز الدورة الرباعية التي أقيمت في فرنسا الصيف الماضي وضمت فرنسا والبرازيل وايطاليا، وانتزع مركز الصدارة في مجموعته من ايطاليا في تصفيات المونديال، لكنه في المقابل خسر في ويمبلي صفر/2 أمام تشيلي وتعادل مع سويسرا في برن 1/1. وتعادل سلباً مع السعودية في ويمبلي في مباراة كان السعوديون الطرف الأفضل فيها.
وأمام وفرة العناصر الجيدة يشعر هودل بصعوبة اختيار التشكيلة النموذجية للدفاع عن ألوان انكلترا، ومن المتوقع أن تضم تشكيلته ديفيد سيمان أرسنال لحراسة المرمى، وطوني أدامس أرسنال وغاري نيفيل وغاري باليستر مانشستر يونايتد وستيوارت بيرس نيوكاسل في الدفاع وديفيد باتي نيوكاسل وديفيد بيكهام مانشستر يونايتد وبول اينس وستيف ماكنمان ليفربول في خط الوسط وألن شيرر نيوكاسل وتيدي شيرينغهام مانشستر يونايتد في الهجوم.
لقد أحرز ريال مدريد دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم بعد غياب عن منصة التتويج دام 32 عاماً. فهل يكون فوزه فأل خير على المنتخب الانكليزي الذي فاز بكأس العالم في العام 1966 أيضاً؟ حتى في الحلم يصعب تصديق ذلك.
كولومبيا
شاركت كولومبيا في نهائيات المونديال ثلاث مرات 1962 و1990 و1994 وأفضل نتيجة حققتها بلوغ دور الثمانية في كأس العالم 1990. واللقب الوحيد الذي يحتويه سجلها خارج اطار المونديال فوزها ببطولة أميركا الجنوبية دون ال 20 سنة في العام 1987.
تأهلت كولومبيا لنهائيات فرنسا بعد احتلالها المركز الثالث في مجموعة أميركا الجنوبية وقد خاضت 16 مباراة فازت في ثمان منها وتعادلت في أربع وخسرت أربع مباريات وسجلت 23 هدفاً واهتزت شباكها 15 مرة. وتجدر الاشارة الى أن كولومبيا حققت في بداية التصفيات نتائج طيبة ففازت في خمس مباريات من أصل سبع وتعادلت في اثنتين ثم تراجع أداؤها وساءت نتائجها.
خلف هرنان داريو غوميز صديقه فرانسيسكو ماتورانا في تدريب المنتخب الكولومبي بعد الفشل الذريع في مونديال الولايات المتحدة 1994 وخروجه من الدور الأول هو الذي رشحه بيليه لدور الحصان الأسود. والمدرب الجديد سيتوجه الى فرنسا بجيش من المحاربين القدامى يخوضون على الأرجح معركتهم الأخيرة وقد خبت في نفوسهم شعلة الحماسة التي كانت متوهجة في البطولتين السابقتين، وفي طليعة هؤلاء كارلوس ألبرتو فالديراما 36 عاماً وانطوني دي أفيلا 34 عاماً وليونيل ألفاريز 32 عاماً وربما استعان بالحارس المخضرم جوزيه رينيه هيغويتا 31 عاماً بعدما ساءت عروض فريد موندراغون الذي كان يعتبر من أفضل حراس المرمى في أميركا الجنوبية. ومما لا شك فيه أن المهاجم فاوستينو أسبريا سيكون ورقة المدرب الرابحة في مونديال فرنسا علماً أنه كان هداف التصفيات برصيد 7 أهداف.
وخلافاً لكل التوقعات قد يحقق المنتخب الكولومبي في فرنسا نتيجة أفضل من نتيجته في الولايات المتحدة لأن الخبرة تلعب دوراً أساسياً في مثل هذه اللقاءات الدولية ولأن الضغط النفسي لن يلقي بثقله على أداء اللاعبين. ولكن من يغامر بالرهان على جواد كبا غير مرة ومن يثق بفريق ينشط في بلاده تهريب المخدرات؟
المجموعة الثامنة
الارجنتين
يوم تذكر المنتخبات التي تألقت في كأس العالم، لا يمكن اسقاط الارجنتين من الحساب فهي شاركت في نهائيات المونديال احدى عشرة مرة 1930 و1934 و1958 و1962 و1966 و1974 و1978 و1982 و1986 و1990 و1994 وأحرزت كأس العالم مرتين 1978 و1986 وحلت ثانية مرتين 1930 و1990 وخارج اطار كأس العالم تعجز حتى البرازيل عن مقارعة الارجنتين وعن مقاربة انجازاتها ولا سيما في البطولات القارية، فهي أحرزت كأس أميركا أربع عشرة مرة وفازت ببطولة العالم للشباب في الأعوام 1978 و1986 و1995 و1997 وفازت ببطولة العالم دون ال 20 سنة مرتين على التوالي 1995 و1997 وحلت ثانية في الدورة الأولمبية الأخيرة.
تأهلت الارجنتين لنهائيات المونديال الفرنسي بعد تصدرها مجموعة أميركا الجنوبية فخاضت 16 مباراة فازت في ثمان منها وتعادلت في ست وخسرت مباراتين وقد سجلت 23 هدفاً واستقبلت شباكها 13 هدفاً. ولا بد من الاشارة الى أن الارجنتين حققت نتائج متواضعة لدى انطلاق التصفيات لكنها صححت المسار لاحقاً وأنهت التصفيات في الطليعة.
تولى دانيال باساريلا تدريب منتخب الارجنتين خلفاً لمواطنه ألفيو بازيلي في أيلول سبتمبر 1994 بعد كارثة خروجها من الدور الثاني في مونديال الولايات المتحدة وبعد فضيحة المنشطات التي كان بطلها مارادونا فلطّخ سمعته وسمعة بلاده بالعار هو الذي ضفر جبينه وجبينها بالغار.
والمدرب الحالي من اللاعبين الأفذاذ الذين أنجبتهم الارجنتين إذ أحرز لفريقه ريفر بلات ثلاثة ألقاب محلية وثلاثة ألقاب قارية وشارك في المنتخب الذي فاز بكأس العالم 1978 وسجل 24 هدفاً في 69 لقاء دولياً علماً أنه كان يلعب في خط الدفاع. وقد واجه باساريلا انتقادات قاسية من اللاعب الأسطوري مارادونا لكنه لم يعرها اهتماماً وراح يعمل على تأسيس مرحلة ما بعد مارادونا ويمكننا القول انه نجح في مهمته وبنى منتخباً متماسكاً يرشحه النقاد للمنافسة على كأس العالم.
والارجنتين منجم للمواهب الكروية وهي تصدّر نجومها الى الأندية في مختلف أنحاء العالم ولا سيما في أوروبا. وهذا ما يسهل مهمة المدرب ويعقدها على حد سواء إذ لديه فائض من اللاعبين الأكفاء.
وسيعتمد باساريلا في تشكيلته على أدريان رامون بورغاس لحراسة المرمى وعلى روبرتو فابيان ايالا وجوزيه انطونيو شاموت وروبرتو نسطور سنسيني وهرنان ادغاردو دياز في خط الدفاع. وفي خط الوسط هنالك بايلو سيميوني وليوناردو روبن أسترادا وارييل اورتيغا وسيباستيان فيرون ودانيال باتيستوتا وكلاوديو كانيجيا. وهذه التشكيلة تزاوج بصورة بديعة بين اللاعبين الذين يملكون تقنيات عالية واللاعبين الذين يتمتعون بمواهب تشرقط أهدافاً. وسيكون الدور الأول في مونديال فرنسا نزهة للمنتخب الارجنتيني الذي أوقعته القرعة مع منتخبات جامايكا واليابان وكرواتيا وهي تشارك للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم، علماً أن منتخب الارجنتين سيكون مصدر قلق لجميع المنتخبات المشاركة ولا سيما بعدما هزم البرازيل 1/صفر في ملعب ماراكانا.
ولدى الارجنتين، مدرباً ولاعبين، أكثر من حافز للمنافسة على اللقب فالمدرب يريد أن يقتفي خطى باكنباور وزاغالو واللاعبون يريدون أن يثبتوا للعالم بأن الارجنتين لم تصب بالعقم بعد مارادونا كما يريدون أن يقلصوا الفارق بينهم وبين البرازيل التي أحرزت اللقب أربع مرات... وإذا أضفنا الامكانات الى الحوافز صار لزاماً على الطامعين بالكأس أن يحذروا المنتخب الارجنتيني.
كرواتيا
بين الوافدين الجدد الى نادي المونديال تعتبر كرواتيا ضيفاً مشاكساً، وما قدمته في كأس الامم الاوروبية 1996 عندما بلغت الدور ربع النهائي في مشاركتها الاولى وخرجت على يد المانيا، يمكن ان يكون مسودة لمشاركتها في نهائيات كأس العالم.
خلافاً لتصفيات كأس الامم الاوروبية التي كانت نزهة ممتعة، عانى المنتخب الكرواتي كثيراً في تصفيات كأس العالم واضطر الى خوض جولتين اضافيتين مع اوكرانيا لحجز بطاقة التأهل.
وقد حلّت كرواتيا ثانية في المجموعة الاوروبية الاولى فلعبت 10 مباريات فازت في خمس منها وتعادلت في اربع وخسرت مباراة واحدة وسجلت 20 هدفاً واهتزّت شباكها ثلاث عشرة مرة.
تولى ميروسلاف بلازيفيتش تدريب المنتخب في العام 1994 فأوصله الى نهائيات كأس الامم الاوروبية، وفي طريقه اليها ألحق هزيمة بالمنتخب الايطالي على ارضه في باليرمو 2/1. وقدّم لاعبوه في النهائيات عرضاً كروياً لفت اليهم الانظار.
ولا يخفي اللاعبون طموحهم الى تكرار السيناريو في طبعة منقّحة ومزيد عليها. ومرد ذلك الى ان كرواتيا تملك مجموعة من النجوم تتنافس الاندية الاوروبية الكبيرة على اجتذابها. ويضم منتخبها خمسة لاعبين احرزوا بطولة العالم للشباب في العام 1987 تحت راية يوغوسلافيا قبل الاستقلال عنها.
صحيح ان المنتخب الكرواتي بدأت تظهر عليه اعراض الوهن والشيخوخة لأن عدداً من لاعبيه تخطى عتبة الثلاثين، لكنه لا يزال قادراً على المواجهة والتحدي. ومتى اقترنت الخبرة بالحماس تصبح الانجازات في متناول اليد.
ومن المتوقع ان تضم تشكيلة المنتخب الكرواتي درزان لاديتش 35 عاماً لحراسة المرمى، وسلافن بيليتش 29 عاماً وايغور ستيماتش 30 عاماً وغوران يوريتش 35 عاماً وداريو سيميتش 22 عاماً في الدفاع.
اما خط الوسط فقوامه صانع الألعاب زفونيمير سولدو 30 عاماً وزفونيمير بوبان 29 عاماً وماريو ستانيتش 26 عاماً وروبرت جارني 29 عاماً ويتنافس ثلاثة نجوم على موقعين في الهجوم هم دافور سوكر 30 عاماً وايغور سفيتانوفيتش 27 عاماً وغوران فلاوفيتش 25 عاماً. اما ألن بوكسيتش 28 عاماً فلن يشارك نظراً إلى استئصال غضروف من ركبته قبل أيام.
واذا نجح المدرب في سدّ ثغرات الدفاع في تشكيلته فإن منتخب كرواتيا يمكنه الذهاب بعيداً في مشوار المونديال. وهل تكمل كرة القدم ما قامت به المصارعة الحرة قبل أشهر عندما تم تبادل الزيارات بين البلدين؟
جامايكا
ثمة منتخبات في نهائيات كأس العالم تعتبر انتقالها الى الدور الثاني انجازاً تاريخياً، وثمة منتخبات تعتبر خروجها من الدور نصف النهائي كارثة، اما منتخب جامايكا فإن مجرد تأهله لنهائيات مونديال فرنسا يعد انجازاً يلامس الإعجاز، وأياً كانت النتيجة التي سيخرج بها هذا المنتخب فهي لن تلطخ بهاء الحلم الذي طالما داعب مخيلة الشعب الجامايكي.
ويبدو أن هذا الحلم جعل اللاعبين يفرطون في التفاؤل ويغالون في توقعهم بلوغ الدور ربع النهائي. ويخشى أن تدفع فرحة التأهل العارمة بعض الجامايكيين إلى الرهان على احراز المنتخب كأس العالم.
تأهلت جامايكا عن مجموعة الكونكاكاف بعد احتلالها المركز الثالث وضربت رقماً قياسياً إذ خاضت 20 مباراة لحجز بطاقة التأهل ففازت في إحدى عشرة مباراة وتعادلت في ست وخسرت ثلاث مباريات، وسجلت 24 هدفاً ودخل مرماها 15 هدفاً.
ويعود الفضل في هذا التأهل الى رئيس الاتحاد الجامايكي لكرة القدم هوراس باريل الذي أطلق حملة لتمويل المنتخب أسهمت فيها مجموعة من الشركات الراعية، كما يعود الى حماسة رينيه سيمويش وهو مدرب برازيلي مغمور عرف كيف يوقد شعلة الطموح والإيمان في نفوس لاعبيه فبذل هؤلاء أقصى جهودهم وسط تشجيع شعبي منقطع النظير.
ويتوقع أن تضم تشكيلة جامايكا وارن باريت في حراسة المرمى، وريكاردو غاردنر وايان غوديسون ولينغال ديكسون وديورانت براون وفرانك سينكلير في الدفاع. وسيلعب في خط الوسط بيتر كارغل وتيودور وايتمور وروبي ايرل وداربل ياويل. أما الهجوم فسيعتمد على ديون بارنون الذي يشبه رونالدو كثيراً واندرو وليامس وبول هول.
وتجدر الاشارة الى أن منتخب جامايكا حقق نتيجة ممتازة بتعادله مع البرازيل صفر/صفر في الكأس الذهبية. وقد خاض استعداداً لكأس العالم مباريات عدة فتعادل سلباً مع السعودية وخسر أمام كوريا الجنوبية 1/2 ثم تعادل معها سلباً. ويتفق المراقبون على أن المنتخب الجامايكي سيترك انطباعاً جيداً إذا لم يصل مرهقاً الى المونديال.
اليابان
خرجت اليابان من عنق الزجاجة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بشق النفس، وظل شبح حرمانها من المشاركة في مونديال الولايات المتحدة على يد العراق في الوقت القاتل، يطاردها ويقض مضجعها إلى أن تنفست الصعداء بعد فوزها على إيران بهدف ذهبي سجله اللاعب الاحتياطي مازايوكا أوكانو بعد تمديد الوقت في مباراة فاصلة خاضها الفريقان لحجز بطاقة التأهل لمونديال فرنسا.
وفي طريقها الى فرنسا لعبت اليابان التي أحرزت كأس الأمم الآسيوية في العام 1992 خمس عشرة مباراة ففازت في تسع منها وتعادلت في خمس وخسرت مباراة واحدة. وقد سجلت 51 هدفاً واهتزت شباكها اثنتي عشرة مرة وتأهلت للمرة الأولى في تاريخها علماً أن عدم تأهلها كان سيحرمها من تنظيم مونديال 2002 بالمشاركة مع كوريا الجنوبية.
ومما لا شك فيه ان لمدرب المنتخب تاكيشي اوكادا فضلاً لا ينكر في تحقيق هذا الانجاز إذ تولى المسؤولية إثر استقالة المدرب شوكامو في ظرف دقيق وحرج، واستطاع في مباراته الأولى أن يهزم كوريا الجنوبية على أرضها 2/صفر بعدما أحيا الروح القتالية في نفوس لاعبيه، ونجح في احتلال المركز الثاني في مجموعته الآسيوية ما أهله لخوض مباراة فاصلة مع ايران وانتزاع بطاقة التأهل الذهبية منها بالهدف الذهبي. ويعتمد اوكادا في تشكيلته على مجموعة من اللاعبين المميزين ومنهم بوشيكاتسو كاواغوتشي لحراسة المرمى وناووكي سوما وأكيدا ناراهاشي ويوتاكا أكيتا وماسامي ايهارا قائد المنتخب وأفضل لاعب آسيوي في العام 1995 في الدفاع. وفي الوسط يتألق موتوهيرو ياماغوتشي وهيروشي نانامي وتسويوشي كيتازاوا وهيدتيوشي ناكاتا لاعب العام 1997 في آسيا. ويقود الهجوم كازويوشي مبورا الذي سجل 15 هدفاً في التصفيات وواغنر لوبيز وماسايوكي اوكانو. ويتوقع أن يقدم لاعبو المنتخب الياباني في مونديال فرنسا أداء يليق بالدولة التي ستستضيف البطولة في العام 2002، كما يتوقع أن يكونوا "كاميكاز" كأس العالم اذ ليس لديهم ما يخسرونه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.