حالة الاتحاد وصعوبة حسم الدوري هذا العام تزيد المعاناة لدى الاتحاديين، ومما يصعب من المهمة الاتحادية أيضاً غياب الحس الحضوري داخل الملعب وكثرة القضايا المرفوعة ضده من النصر والشباب، فالوضع الاتحادي -للأمانة- معقد، وأصبح في غاية السوء، والحالة الاتحادية في دوري هذا العام اكتسبت الكثير من المواقف والأحداث المتعاكسة، وغاب من خلالها صوت التعقل وحساب المكسب والخسارة في صورة -للأمانة- أخذت حيزاً كبيراً من إعلام اتخذ من الكيان الاتحادي طريقاً للصعود والشهرة وصانعاً لنفسه هالة إعلامية أفقدت العميد القدرة في منافسة الهلال على بطولة الدوري، وفقدان نقاط كثيرة غيرت بوصلة اتجاه البطولة، وآخر مواجهات الفريقين تعطي الهلال الأفضلية في حال تجاوز مبارياته القادمة بغض النظر عن نتائج الاتحاد، والذي -للأسف- ابتعد وسلم راية البطولة بمحض إرادته وبمساعدة إعلامه النائم في أحضان الآخرين! وأصبح مصيره معلقاً بحصوله على النقاط الست وفي انتظار لتعثر الهلال، وهذا جعل الاتحاد وجماهيره في حسبة صعبة لن تقبل القسمة على اثنين، وفي وضعية -من وجهة نظري- أصبحت خارج حساب التوقعات، مما يعطي الهلال بالدرجة الأولى الطريق الأوسع لملامسة ذهب البطولة، وهذه حقيقة أوجعت الاتحاديين، وأخذت بإعلامه لمسارات تصادمية مع غيرهم، وفي واحدة من أكثر القضايا تأثيراً وإثارة شكوى النصر والشباب لتضيق الدائرة أكثر وتقلص خيارات الاتحاد وتقل فرص منافسته للهلال، وعند البحث عن الأسباب نجد أن الإدارة الاتحادية لم تحسب حساباتها بمنطق السلامة والهدوء بل تسببت بفريقها في قضايا إن صحت ستكون كوارثية لمستقبل العميد، وإعلام شحن الفريق وأعطى جماهيره مقدماً بطولة الدوري! وفتح باب التحدي والصدام مع الكل، مغتراً بفارق النقاط ومستغلاً صدارته المؤقتة، ودائماً ما يكون في معظم تصاريحهم تحدي واستنقاص من الآخرين، وهذا يؤكد أن الحالة الاتحادية اليوم شاهدة على ازدواجية معايير هؤلاء وموت عدالة الحقيقة في هذا العبث الإعلامي لتضع ألف سؤال؟ وهزيمة الاتحاد من الهلال "رايح جاي" كانت الصورة الأوضح والعنوان الكبير في كسر هذا النمط المشبع بالإناء والفريق الذي لا يهزم! فجاء الرد الهلالي صاعقاً ومدوياً للاتحاديين ليوقف هذا الاستعلاء المزيف ويكسر هذا المجسم الكرتوني ويفضح مواقف هؤلاء الباعة الجدد الذين باعوا اتحادهم مقابل متابعيهم في منصاتهم الرقمية بحثاً عن الشهرة والحصول على آلاف المتابعين، وحينما تشاهد صورهم في مقدمة حساباتهم تدرك أنهم يعشقون أنفسهم بالمشهد الإعلامي وعميدهم آخر اهتماماتهم! نعم كان الهلال ذلك المساء أيقونة الفرح الهلالي وهزم المتصدر الاتحادي بكل جدارة واستحقاق، وهذا يؤكد أن النمر الاتحادي أصبح أليفاً بملعب الهلال. والدوري هلالي بامتياز. سلطان علي الأيداء