أعلن العميد أحمد طاهري قائد شرطة محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران السبت أن مسلحين أطلقوا الجمعة النار على سيارة شخصية لضابط في الشرطة مما أدى إلى مقتله وإصابة زوجته بجروح. وفي تصريح لمراسل وكالة أنباء فارس الإيرانية السبت، قال العميد طاهري إنه بعد الاعتداء الغادر فر المسلحون الأشرار تحت جنح الظلام، وأسفر الحادث عن مقتل الضابط، وهو برتبة رائد وإصابة زوجته بجروح، والتي تم نقلها إلى المستشفى بعد وصول فرق الإنقاذ. وتابع العميد طاهري قائلاً: «بدأت تحقيقات الشرطة المتخصصة للتعرف على مرتكبي هذه الجريمة الهاربين والقبض عليهم، والتي ستعلن نتائجها لاحقًا». يأتي الحادث بعد مقتل عضو بالحرس الثوري الإيراني بالرصاص في أحد شوارع طهران يوم الأحد الماضي، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (إريب). من ناحية أخرى، ذكرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أن الشرطة الإيرانية استخدمت الغاز المسيل للدموع وأطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق متظاهرين خرجوا في ليلة أخرى من الاحتجاجات على انهيار مبنى في مدينة عبادان بجنوب غرب البلاد، في واقعة يلقي المسؤولون باللوم فيها على الفساد وعدم مراعاة قواعد السلامة. وقال مسؤولون في إقليم خوزستان المنتج للنفط، حيث تقع عبادان: إن عدد القتلى جراء انهيار المبنى السكني والتجاري المؤلف من عشرة طوابق يوم الاثنين ارتفع إلى 28 شخصا بينما أصيب 37 آخرون، وأعلنوا اعتقال 13 شخصا حتى الآن لارتكابهم مخالفات تتعلق بالبناء. واعتقلت السلطات التي تحقق في الكارثة رئيسي بلدية عبادان الحالي والسابق وعددا من موظفي البلدية الآخرين، وسط اتهامات بتجاهل تحذيرات تتعلق بالسلامة. أكدت وكالة فارس أن تظاهرة في عبادان الجمعة أخذت منحى عنيفا عندما شقت الحشود طريقها إلى أنقاض المبنى حيث تتواصل عمليات الإنقاذ، وأضافت أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات تحذيرية لتفريق المحتجين. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يركضون للاحتماء. وسُمع أناس يصرخون «لا تطلقوا النار، لا تطلقوا النار» ودوي إطلاق الرصاص. وأظهر مقطع فيديو من مدينة ماهشهر الساحلية في خوزستان المتظاهرين وهم يهتفون «سرقوا النفط والغاز وأخذوا دماءنا». كما نُظمت مسيرات تضامنية مع احتجاجات عبادان في عدة مناطق مجاورة في خوزستان وكذلك في شاهين شهر في وسط إيران ومدينة شيراز الجنوبية، وذلك بحسب منشورات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال محمد مخبر النائب الأول للرئيس الإيراني للتلفزيون الحكومي إنه يعتقد أن سبب الكارثة هو «الفساد المستشري». وكما حدث خلال احتجاجات سابقة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أبلغ السكان عن تعطل في خدمات الإنترنت فيما يبدو محاولة لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم احتجاجات ونشر مقاطع الفيديو. وينفي المسؤولون منع استخدام الإنترنت. وفي سياق آخر، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية السبت أن الجيش قدم بعض التفاصيل عن قاعدة تحت الأرض لطائراته العسكرية المسيرة دون أن يكشف موقعها بالتحديد. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن هناك 100 طائرة مسيرة يحتفظ بها الجيش في قلب جبال زاغروس، بينها طائرات من طراز أبابيل-5 التي قال إنها مزودة بصواريخ قائم-9، وهي نسخة إيرانية الصنع من صواريخ جو-سطح الأميركية (هيلفاير). وقال مراسل التلفزيون الرسمي إنه قام برحلة استغرقت 45 دقيقة بطائرة هليكوبتر يوم الخميس من كرمانشاه في غرب إيران إلى موقع سري تحت الأرض للطائرات المسيرة، وأضاف أن المسؤولين لم يسمحوا له بنزع العصابة عن عينيه إلا بعد وصوله إلى القاعدة. وأظهرت لقطات تلفزيونية صفوفا من الطائرات المسيرة المزودة بالصواريخ في نفق أفاد التقرير بأنه يقع على عمق مئات الأمتار تحت الأرض. وجاء التقرير التلفزيوني بعد يوم من احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلتين يونانيتين في الخليج العربي ردا على ما يبدو على مصادرة الولاياتالمتحدة نفطا إيرانيا من ناقلة كانت محتجزة قبالة الساحل اليوناني. واحتجزت السلطات اليونانية الشهر الماضي الناقلة بيجاس التي ترفع العلم الإيراني وعلى متنها طاقم روسي من 19 فردا بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي. وصادرت الولاياتالمتحدة في وقت لاحق شحنة النفط الإيراني الموجودة بالناقلة وتخطط لإرسالها إلى أراضيها على متن سفينة أخرى.