اعتاد الإنسان البكاء منذ فجر التاريخ، لينهمر من عينيه ما بين 70 إلى 100 لتر من الدموع على مدار حياته، إلا أن الأبحاث التجريبية بشأن ظاهرة البكاء محدودة على نحو صادم. أظهرت مراجعة منهجية صدرت مؤخرا أن هذا الموضوع «لم يتلق ما يكفي من الانتباه من العلماء، أو علماء الفيزياء على نحو مثير للدهشة»، وأن أبحاث «البكاء العاطفي لا تزال في مراحلها الأولى»، ويعتقد المشاركون في إعداد الدراسة، آد فينجرهوتس، أن هناك سوء فهم وراء ذلك. ويقول فينجرهوتس إن أكبر أسباب للبكاء -وهو الحزن والاشتياق للوطن ومشاكل الحب مثلا- متشابهة لدى الرجال والنساء، غير أنه في المواقف اليومية تكون النساء أكثر احتمالا للبكاء في مواجهة النقد أو في خضم صراع، وقد يشير هذا إلى مشاعر داخلية بالعجز بين النساء، بينما يميل الرجال لتجنب مثل تلك المواقف. ولا يؤمن فينجرهوتس بالتفسير القائل إن البكاء يساعد الأشخاص في الشعور بأنهم أفضل، ويوضح: «حتى يشعر الشخص بأنه أفضل بعد البكاء، يجب الوفاء بعدة عوامل مثل وجود حالة نفسية عامة مستقرة». وأظهرت دراسات كثيرة أن المصابين بالاكتئاب، على سبيل المثال، لا يجدون في البكاء متنفسا، كما أن الخبرات الصادمة والتي لا يمكن السيطرة عليها، مثل وفاة شخص مقرب، لا تتحسن بالبكاء.