أوضح أحمد صالح حلبي - المستشار المتخصص في خدمات الحج والعمرة - ل"الرياض" أن وزارة الحج والعمرة عملت على استكمال الإجراءات المتصلة بتأسيس شركات الطوافة بوصفها شركات مساهمة، وفقًا لأحكام نظام الشركات الصادر بالمرسوم الملكي، وبما يسهم بالارتقاء بقطاع الحج والعمرة والنهوض به على النحو الذي يحقق الآمال والتطلعات، في ضوء "برنامج خدمة ضيوف الرحمن" المنبثق من رؤية 2030. وعمّا إذا كانت هذه الانتخابات هي الأولى التي شهدتها الطوافة خاصةً وأنها شهدت تفاعلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال أحمد حلبي: المتابع لتاريخ الطوافة كمهنة يلحظ أنه في عام 1350ه أجريت انتخابات لاختيار أعضاء هيئة أمناء المطوفين، وهي هيئة تنظيمية لأعمال المطوفين، تقوم بحل المشكلات التي تحدث بينهم، كما تعمل على تطبيق اللوائح والقوانين والأنظمة الخاصة بها، ويتم اختيار الأعضاء بها عن طريق الانتخاب. وذكر أحمد حلبي أنه جرى تشكيل هيئات الطوائف من خلال انتخابات أجريت وصدر الأمر السامي باعتمادها، وتم نشر نتائجها في صحيفة "صوت الحجاز" عام 1359ه، وحينما أنشأت أول مؤسسة طوافة أواخر عام 1402ه لم تجر انتخابات لأعضاء مجلس الإدارة رغم الاشارة إلى ذلك بقرار إنشاء المؤسسة، فقد تم تعيين أعضاء مجلس إدارتها بقرار وزاري، وبقي الحال على ما هو عليه بجميع مؤسسات الطوافة، ومكتب الوكلاء الموحد، والمؤسسة الأهلية للأدلاء، ومكتب الزمازمة الموحد حتى عام 1423ه، حيث صدر قرار وزاري بتعديل على بعض بنود اللائحة التنظيمية والإدارية للمؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف. وأكد أحمد حلبي على أنه في عام 1432ه دخلت مؤسسات أرباب الطوائف مرحلة جديدة من التجديد بصدور القرار الوزاري باعتماد اللائحة التنظيمية والاشتراطات العامة لمعايير العملية الانتخابية، والتي شهدت تعديلات في بعض مواد اللائحة التنظيمية وشروط قيد الناخب، حيث تم تعديل السن القانوني الأعلى للمرشحين والشهادة الدراسية والخبرة، وشرحت الشروط الواجب توافرها فيمن يرغب في ترشيح نفسه لعضوية مجلس الإدارة. وأشار أحمد حلبي إلى أنه لم تكن اللائحة الصادرة عام 1432ه هي الأخيرة فقد شهد عام 1436ه صدور القرار الوزاري باعتماد لائحة انتخابات أعضاء مجالس إدارات المؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف، وهذا يعني أن الانتخابات ليست بالحدث الجديد. وحول أبرز مقومات نجاح انتخابات شركات الطوافة، قال أحمد حلبي: الانتخابات هي العملية الرسمية لاختيار شخص لتولي منصب، والمؤسف أن الانتخابات بنظمها ولوائحها التنفيذية لم تنل من الاهتمام الثقافي ما يجعلها قادرة على ترجمة ما تهدف إليه، فما نلاحظه أن البرامج الانتخابية تغير مفهومها الانتخابي، وتحولت إلى ملتقيات لبث البرامج الدعائية التي انحصرت في عبارات مشهورة مضمونها: "انتخبوا، فهو من أسرتنا"، أو "انتخبوا فهو صديقنا"، وهذا يعني أن الانتخابات توجهت من جانب الأفضل قدرة على تنفيذ البرامج إلى الأكثر قرباً وصداقة. وتأسف أحمد حلبي أن البعض لجأ لوضع الآية الكريمة: "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ"، ولا أعرف لماذا يربط بعض المرشحين هذه الآية بالدعاية لأنفسهم في أي انتخابات تجرى، أو يأتي من يقول "صوتك أمانة، فلا تخن الأمانة"، وإيراد المرشح لمثل هذه العبارات يؤكد إفلاسه، وعدم قدرته على مواكبة التحول والتطوير، وعليه قبل أن يطالب الناخب بالتصويت له، أن يعي أن انتخابات شركات الطوافة تبحث عن القدرات المؤهلة لوضع أسس وقواعد جيدة للشركات التي سيكون عملها على مدار العام وبعدة مجالات، والناخب الجيد هو من يعمل على رصد المرشحين، والتعرف على قدراتهم من خلال أفكارهم ومنجزاتهم. أحمد حلبي