ذكر رئيس معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض، لوتار فيلر، أنه يتعين على البشرية أن تتأقلم على العيش دائما مع كورونا. وقال فيلر الاثنين بمناسبة المؤتمر ال127 للجمعية الألمانية للطب الباطني في شتوتجارت: «الفيروس الذي بإمكانه إصابة عدد كبير من الأنواع الحيوانية لا يمكن القضاء عليه». وذكر فيلر في إشارة إلى انتشار الأمراض أنه يتعين بوجه عام السيطرة على تربية الحيوانات وتجارة الحيوانات، موضحا أن تجارة الحيوانات غير المشروعة تمثل مشكلة في ذلك. كما حذر فيلر من عواقب تغير المناخ، موضحا أن الأضرار الناجمة عنه مثل الإجهاد الحراري والمشكلات المتعلقة بالصحة النفسية وسرطان الجلد آخذة في الازدياد بالفعل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الأمراض التي تنقلها حشرات مثل البعوض والقراد ستصبح أكثر شيوعا نتيجة لتغير البيئات الحيوية وقلة التنوع البيولوجي. كما توقع فيلر حدوث مشكلات إذا أدى تغير المناخ إلى زيادة صعوبة توفير مياه الشرب، ممثلا على ذلك بانخفاض جودة مياه الاستحمام، موضحا أن هذا يؤدي إلى مشكلات في الجهاز الهضمي، على سبيل المثال. وفي ذات السياق تتواصل حملة التطعيم في الولاياتالمتحدة بسرعة كبيرة رغم تعليق استخدام لقاح جونسون أند جونسون الثلاثاء إثر اكتشاف ست حالات لنساء أُصبنَ بجلطات دموية خطيرة إحداهنّ توفيت. وتمكن نحو 50,4 % من الأميركيين الذين تتجاوز أعمارهم ال18 عاماً من تلقي جرعة واحدة من لقاح على الأقل، و32,5 % تلقوا الجرعتين خصوصاً الكبار في السن الذين تتجاوز أعمارهم ال65 عاماً، وفق ما أعلنت الأحد الوكالة الفدرالية للصحة العامة في البلاد. في المجمل، أُعطيت جرعة واحدة على الأقل لأكثر من 131,2 مليون شخص وتعتزم السلطات السماح اعتباراً من الاثنين لجميع المواطنين بتلقي اللقاح. وتستأنف الحياة مسارها تدريجياً في الولاياتالمتحدة بفضل التطعيم، بينما، في الهند، تفرض سلطات نيودلهي إغلاقاً لمدة أسبوع اعتبارًا من مساء الاثنين في محاولة لاحتواء انتشار الوباء. وقال رئيس الحكومة المحلية في نيودلهي أرفيند كجريوال «إذا لم نفرض الإغلاق الآن، فإننا نتجه نحو كارثة أكبر» واصفًا النظام الصحي بأنه «عند حافة الانهيار». وسجلت الهند الاثنين رقمًا قياسيًا في عدد الإصابات الجديدة مع 273,810 إصابة خلال 24 ساعة، لتتجاوز عتبة 200 ألف لليوم الخامس على التوالي. خط صارم لا يزال الوضع هشاً في أوروبا، حتى لو أن بعض الدول التي تتعرض لضغط كبير بسبب غضب الرأي العام حيال التدابير المفروضة، تستعدّ لتخفيف بعض من القيود الصحية. وسيجري ذلك هذا الأسبوع بدرجات متفاوتة في سويسرا وبلجيكا وسلوفينيا وسلوفاكيا وموناكو والبرتغال والدنمارك. وتعتزم هولندا وفرنسا من جهتهما، إعادة فتح الباحات الخارجية للمقاهي في وقت لاحق، في نهاية أبريل ومنتصف مايو على التوالي. إلا أن في ألمانيا، حيث أُقيم تكريم وطني الأحد لضحايا كوفيد-19 البالغ عددهم 80 ألفاً في هذا البلد، فإن الاستجابة للأزمة تثير توتراً سياسياً شديداً. وتنتهج المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خطاً صارماً، ما يثير غضب رؤساء المناطق بمن فيهم أولئك المنتمون إلى حزبها. وحذّرت من أن «الفيروس لا يسامح أنصاف التدابير، فهي لا تفعل سوى مفاقمته». وتظاهر خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت آلاف الأشخاص «المناهضين للكمامات» متجاهلين الدعوات إلى الوحدة، في مدن عدة في البلاد ونفّذت الشرطة بعض التوقيفات. رياضات شتوية ودخل حيّز التنفيذ الاثنين إجراء جديد يسمح لمواطني أستراليا ونيوزيلندا بالسفر من دون حجر صحي بين البلدين اللذين يسجلان بيانات جيدة للوباء. وكان أفراد عائلات فرقتهم الأزمة منذ أشهر يتوقون للالتقاء مجددا. وقالت دينيس أودونوغ قبل أن تستقل الطائرة في مطار سيدني، «سأصرخ وأبكي وأقبّل وسأفرح، كل هذه المشاعر في آنٍ معاً». ومنذ عام يتحدث البلدان عن هذا الإجراء. لكن أُرجئ بدء تطبيقه مرات عدة بسبب ظهور بؤر جديدة للوباء كل مرة في أحد البلدين. وتعول نيوزيلندا كثيراً على هذه المبادرة لإنقاذ موسم الرياضات الشتوية الذي يبدأ قريباً جداً. وتعتزم شركة «اير نيوزيلاند» للطيران زيادة عدد رحلاتها إلى أستراليا من أربع رحلات في الأسبوع إلى عشرين. وبدأت تايوان وأرخبيل بالاو في المحيط الهادئ، تطبيق تدبير مماثل مطلع الشهر الحالي، على أمل دعم القطاع السياحي في البلدين المتضرر كثيراً جراء الوباء. لا كمامات رغم أن أعداد الوفيات لا تزال مرتفعة في البرازيل وانتشار نسخة متحوّرة من الفيروس أكثر فتكا من الفيروس الأصلي، أعادت ريو دي جانيرو فتح الحانات والمطاعم مطلع إبريل وتستعدّ لفتح الشواطئ الاثنين. في المجمل، أودى الوباء بحياة أكثر من 373 ألف شخص خلال أكثر من عام بقليل في البرازيل التي تعدّ 212 مليون نسمة، فيما يعتبر الخبراء أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير. في كندا، ستنشر الحكومة تعزيزات في أونتاريو المقاطعة الأكثر اكتظاظاً في البلاد، لمساعدتها في مواجهة موجة عنيفة من الإصابات بالمرض. في إسرائيل، حيث تلقى قرابة خمسة ملايين شخص (53 % من السكان) جرعتين من اللقاح، بات يُسمح للسكان اعتباراً من الأحد بعدم وضع كمامات في الشارع، في مؤشر على انتصار «أولي» على فيروس كورونا في البلاد. وأودى الوباء بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في العالم (3,011,975 وفاة)، بحسب تعداد أعدّته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الأحد حتى الساعة 10,00 ت غ.