أوضحت شركة أسترازينيكا الاثنين، أن فاعلية لقاحها للوقاية من فيروس كورونا المستجد قد تصل إلى نحو 90 % ودون أي آثار جانبية خطرة، بما يمنح العالم أداة إضافية مهمة لوضع حد للجائحة. وأظهرت بيانات تجارب مراحل متقدمة في بريطانيا، والبرازيل أن اللقاح الذي طورته الشركة بالتعاون مع جامعة أوكسفورد تصل فاعليته إلى 90 % في الوقاية من كوفيد -19 إذا تم التطعيم بنصف جرعة في البداية ثم جرعة كاملة وبينهما شهر على الأقل. وتعتمد درجة فاعلية اللقاح على اختلاف طريقة إعطاء الجرعات، إذ أظهرت طريقة أخرى في التطعيم فاعلية نسبتها 62 %، إذا تم التطعيم بجرعتين كاملتين يفصلهما شهر على الأقل وبالتالي أظهر التحليل المجمع للبيانات من طريقتي التطعيم متوسط فعالية 70 % للحماية من الفيروس. وقالت الشركة: إن التجارب لم تكشف عن أي وقائع خطرة متعلقة بالسلامة وكان تحمل المشاركين له جيداً في طريقتي التطعيم. وقالت بام تشنغ المديرة التنفيذية للعمليات في شركة أسترازينيكا اليوم الاثنين: إن الشركة سيكون لديها 200 مليون جرعة بحلول نهاية العام 2020، وإن 700 مليون جرعة ستكون جاهزة على مستوى العالم بنهاية الربع الأول من العام 2021. وأضافت في إفادة صحفية: إنه سيتوفر في بريطانيا 20 مليون جرعة بحلول نهاية العام، و70 مليوناً بنهاية الربع الأول من العام 2021. ووصف رئيس الوزراء البريطاني الأنباء بأنها "أخبار طيبة للغاية أن لقاح أوكسفورد أثبت فاعلية كبيرة لهذه الدرجة في التجارب". وجاءت النتائج التي تظهر نطاق فاعلية بين 60 و90 % بعد أن نشرت شركات أميركية منافسة نتائج أولية في الأسابيع الماضية تظهر فاعلية تفوق 90 %. وفي السياق ذاته، دخلت تدابير الإغلاق حيّز التنفيذ في كبرى المدن الكندية الاثنين في مسعى لاحتواء تفشي كوفيد -19، في وقت يرتفع عدد الحالات في أنحاء أميركا الشمالية، بينما قال مسؤولون في الولاياتالمتحدة: إن اللقاحات قد تصبح متاحة في غضون أسابيع. وعززت النتائج المشجّعة لعدة اختبارات جرت على اللقاحات الآمال حيال تحقيق تحوّل حاسم في المعركة ضد الوباء الذي أودى بمليون و400 ألف شخص حول العالم منذ ظهر أواخر العام الماضي. لكن القيود وتدابير الإغلاق التي نجحت في احتواء تفشي الفيروس في موجات سابقة بينما دمّرت اقتصادات ومصادر أرزاق في الوقت ذاته، سلّطت الأضواء على خطر انتقال العدوى الذي لا يزال قائماً. وحظرت تورونتو التجمّعات الخاصة في الأماكن المغلقة ووضعت حداً أقصى لعدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالمشاركة في حفلات الزفاف والجنازات اعتباراً من منتصف الليل، بينما حذّر مسؤولون من احتمال وصول طاقة المستشفيات الاستيعابية إلى حدها الأقصى ما لم يتم القيام بتحرّك سريع. في الأثناء، واصلت ثاني كبرى المدن الأسترالية خروجها من إغلاق استمر لأربعة شهور وعزل بموجبه نحو أربعة ملايين شخص في منازلهم، فرفعت السلطات الحظر على السفر بين الولايات. بدورها، ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يستعد لتخفيف تدابير التباعد الاجتماعي المفروضة في انجلترا اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، في ظل مخاوف بشأن تداعيات تدابير الإغلاق على الاقتصاد والصحة النفسية للسكان. في الأثناء، يخضع موظفو أكبر مطار دولي في شنغهاي إلى فحوص واسعة النطاق بعدما رُبط تفشٍ محدود لكوفيد -19 بعدد من الموظفين الذين يتولون عمليات الشحن، بينما وُضعت خطط لتطعيم العمال الأكثر عرضة للخطر. وعادت الحياة في الصين إلى طبيعتها بالمجمل بعد حملات الفحوص وتدابير الإغلاق المشددة التي اتُّخذت منذ ظهر الفيروس في البلد الآسيوي العملاق أواخر العام الماضي، لكن السلطات ربطت ظهور عدة بؤر معزولة بمنتجات مستوردة. وعلى الرغم من وجود أكثر من 12 مليون إصابة و225 ألف وفاة في أنحاء البلاد، يتوّجه العديد من الأميركيين إلى المطارات للسفر مع حلول عطلة عيد الشكر الأسبوع الجاري. وأثارت التعليمات بالالتزام بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات احتجاجات في الولاياتالمتحدة وغيرها. وخرجت تظاهرة ضد وضع الكمامات في برلين خلال عطلة نهاية الأسبوع شارك فيها يساريون متشددون وأصحاب نظريات المؤامرة ومتشددون يمينيون يرون أن الإجراء يقوض حقوقهم المدنية. وفي باريس، حضر نحو 300 شخص حفلاً سرياً في تحد لتدابير الإغلاق، في وقت باتت فرنسا تسجّل أعلى عدد من الإصابات بالفيروس على مستوى أوروبا. ويواصل الوباء تفشيه في العالم، حيث أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 1,381,915 شخصاً، منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهوره أواخر ديسمبر، بحسب تعداد لفرانس برس الأحد. وأحصيت أكثر من 58,165,460 إصابة في العالم منذ ظهر الوباء، بينها 37,053,500 تعتبر الآن أنها تماثلت للشفاء. عمال يقيسون المسافة بين الطاولات بأحد المطاعم في ساحة كاتالونيا (رويترز)