التغيير سنة كونية منذ أن خلق الله البشرية والمتأمل في التاريخ الإنساني يجد الأمثلة كثيرة لا حصر لها فالتغيير عملية مستمرة وعامة على جميع المجتمعات وفي مختلف الأزمان، حيث طرأ التغيير على التركيبة الجسدية للبشر والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عبر الزمن ومن تلك التغييرات ما يكون بقوة خارجية مثل الكوارث الطبيعية والأوبئة ومنها ما يكون من صنع الإنسان من التكنولوجيا والاختراعات والحروب ودائماً ما يصحب ذلك التغيير حالة من التخوف والحذر من القادم المجهول، حيث إن فطرة البشر هي الحذر مما يجهلون لذا يترددون كثيراً في التقدم والتقبل لذلك التغيير وتسمى هذه الحالة في عالم الاجتماع «مقاومة التغيير» وهي حالة من الرفض المجتمعي أو عدم التقبل أو حتى التردد في قبول التغيير والرغبة في التمسك بالوضع الحالي من دون أسباب منطقية ولذا ترى أن البعض في أي مرحلة من مراحل التغيير يعمد لإطلاق الشائعات والتي لا أساس علميا لها أو يحرض الجماعات على عدم اتخاذ أي خطوات لتغيير مما يؤثر بشكل سلبي على سلوك الأفراد ويخفض من درجة استجابتهم للإجراءات والمتطلبات الأساسية لتحقيق التغيير الإيجابي المطلوب لأي مشروع وطني أو خطط استراتيجية وهذا ما يحدث حالياً في الأزمة التي يعيشها العالم «أزمة جائحة فيروس كورونا» فبرغم من الجهود الجبارة التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مواجهة الأزمة ومعالجتها بمنهج شمولي غير مسبوق هدفه الأول رفاهية المواطن والمقيم على حدا سواء حيث كانت كلمته - حفظه الله - نبراساً يحتذى «صحة الإنسان أولاً وقبل كل شيء» وكانت كل الإجراءات التي تلت ذلك معززة لذلك الهدف لذا تم تكثيف الجهود في ميادين البحث العلمي وتسخير الطاقات والإمكانيات لتغلب على تلك الأزمة والمحافظة على ثروة الإنسان وتم بحمد الله توفير اللقاح وإتاحته للجميع دون استثناء حتى ينعم المواطن والمقيم بالتحصين وحتى تستأنف عجلة الحياة والتنمية ولكن هناك من يحاول تقويض كل تلك الجهود والتقليل من فاعليتها لأسباب غير منطقية وتخوف غير مبرر وهذه الفئة هي من تسببت في نشر المعلومات غير الصحيحة وهي الفئة التي تقاوم التغيير الإيجابي من دون وعي وتخلق العقبات الوهمية أمام الجهود الوطنية وهو ما يعكس ضعف وعي تلك الفئة وعدم استيعابها للهدف الأسمى لقيدتنا الرشيدة. *دكتوراه علم اجتماع الجريمة