تكتسب مجموعة العشرين أهميتها الاقتصادية المؤثرة عالمياً نتيجة لحجم مجموع اقتصادات الدول الأعضاء فيها والذي يشكل نسبة (85 %) من حجم الاقتصاد العالمي، وحوالي ثلاثة أرباع من حجم التجارة العالمية؛ وجود مملكتنا كعضو في المجموعة يمثل اعترافاً بدورها كأكبر مصدر للنفط في العالم ولما تمثله من حضور وثقل اقتصادي مؤثر على الخريطة العالمية لا يمكن تجاهله نتيجة حسن سياساتها الاقتصادية الحكيمة التي توازن بين المصالح الوطنية والاحتياجات الخارجية وتدعم استقرار الأسواق العالمية؛ وكذلك لدورها الدبلوماسي المحوري ولمواقفها السياسية المتزنة والقائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير؛ وأيضاً لما يتسم به الوطن من حضور وجزالة في العطاء الإنساني يقوم على مد يد العون وتقديم المساعدة إلى كل محتاج ودون تمييز في جميع أنحاء العالم؛ هذا فضلاً عن ما تحظى به بلاد التوحيد ومهبط الوحي من مكانه عالية ومنزلة رفيعة لدى كافة المسلمين باعتبارها حاضنة للحرمين الشريفين وقبلة المسلمين؛ واليوم تأتي رئاسة المملكة لدورة هذه المجموعة لتتويج وتأكيد الاهتمام بدورها الريادي المشهود وتقديراً لجهودها الملموسة اقتصادياً وإنسانياً وسياسياً. أيام معدودة تفصلنا عن أكبر تجمع اقتصادي افتراضي لقادة المجموعة نتيجة ما فرضته جائحة كورونا من تداعيات مستمرة وقيود استثنائية على جدول أعمال هذه الدورة، والتي حظيت بأولوية المناقشة والاهتمام الكافي وستحظى بالمعالجة والحلول في قرارات القمة المرتقبة، حيث تزامنت رئاسة المملكة لهذه الدورة مع ظهور هذا الوباء العالمي الذي تسبب في شل جميع مقومات الحركة الطبيعية اجتماعياً، وفي انتشار الهلع بين الناس صحياً، وتعطيل عمل مفاصل القطاعات الحيوية اقتصادياً، وبلا شك فرض نوعاً جديداً من التواصل وفصلاً مختلفاً للتعاطي مع كافة أعمال وبرامج ومحاور هذه الدورة؛ نعم نحن في هذا الوطن حكومة وشعباً كنا نتوق لحضور قادة ووفود المجموعة للرياض للوقوف عن قرب على ما يعيشه وطننا العزيز من مظاهر التطور التنموية، ولكن وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية فإن سعادتنا كذلك تزداد بأن تكون مملكتنا الغالية باعتبارها دولة الرئاسة من أوائل الدول التي يشار لها بالبنان في كيفية إدارة أزمة كورونا ونجاح التعامل مع ما فرضته من تداعيات صحية بإنسانية وتدابير مالية بمهنية كأحد المحاور الرئيسية على جدول أعمال هذه الدورة؛ لقد لخص خطاب خادم الحرمين الشريفين في مناسبة سابقة لاستلام البيان الختامي لعمل إحدى المجموعات لأعمال هذه الدورة عما تحقق من نجاحات، فقد اتسم خطابه - أيده الله - بالمضامين الضافية والمعاني الوافية والكلمات الكافية والمشاعر الوارفة عما قامت به المملكة من جهود جبارة وعمل مستمر واستعداد نوعي في هذه الظروف الاستثنائية، والتي كانت بمثابة محفز على العمل وإيجاد حلول لتداعيات هذه الأزمة، والتي فرضت واقعاً جديداً وأسلوباً مختلفاً تم التعاطي معه بشجاعة وإبداع من أجل عالم أفضل يواكب ما طرأ من متغيرات وتحديات. فأهلاً وسهلاً بالجميع افتراضياً في وطن الطموح.