من الأمثال التي يقدم فيها التبرير المقبول والاعتذار لأنفسنا ولغيرنا: "العين بصيرة واليد قصيرة" ويكفي أن نتصور من يرى الشيء المرتفع عنه كرطب النخلة مثلاً ولكن يده لا تطاله. وهذا المثل يرمز لجوانب الرغبة في الشيء عند رؤيته وكذلك الحاجة له، مع العجز عن الوصول والحصول عليه فضلاً عن امتلاكه، كما يرمز إلى الرغبة في المبادرة لنيل الرغبات ولكن الموانع كثيرة. وهذا المثل لا يختص بحالة محددة بل على كثير من الحالات التي يمر بها الناس في حياتهم، فهم يرون ويسمعون بكل ما ييسر عليهم حياتهم ويتمنونه ولكنهم لا يقدرون على تحقيق رغباتهم لأسباب إما مادية أو معنوية أو نظام أو بعد مسافة أو أي عائق قد يقف بين الفرد ورغبته. فالمتخرج من جامعة أو معهد يكون له رغبة في وظيفة وتكوين أسرة وتحقيق ما يسعده، وهذا موظف مسؤول عن تقديم خدمات تنفع بلاده والمجتمع، ولكن في الوقت نفسه يقابل تلك الرغبات عدة معوقات، ولهذا كل منهم يحمل جواباً لمن يسأل عن الحال فيقول: "العين بصيرة واليد قصيرة" يقول الشاعر صالح المكاييل مشيراً لحالة الضعف والتضرع للخالق: طلبت ربٍ له سجدنا من الذل الواحد اللي ما سجدنا لغيره يفزع لنفسٍ تشتكي الهم والقل (وعين بصيرة لكن اليد قصيرة) جار الزمان وشجرته ما لها ظل وسيفه معاند ما يداني جفيرة وطريقنا ماهي بمزروعةٍ فُل فيها سعاده مَر، وأخرى مريرة